مباراة كراكوف ستكون أكثر المباريات صخبًا من وجهة نظري لما يملكه الفريقين من ثقل تاريخي، إيطاليا لما تملكه من بطولات وإنجازات وإنجلترا بما تملكه من إعلام قوي ونجوم في كُبرى الأندية الأوروبية في الوقت الحالي، فهيا بنا نقرأ بعضًا من أهم الملاحظات قبل قمة الأحد المرتقبة في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية 2012 المقامة ببولندا وأوكرانيا. إصابة كيليني ربما تكون نافعة .. ! 1-يملك الفريق الإيطالي عدة مدافعين متقدمين في العمر ولكنهم الأبرز ففيدريكو بالزاريتي وأندريا بارزالي يشكلان الضمانة الأكبر لجمهور الآتزوري بعد إصابة مدافع فريق اليوفنتوس جورجيو كيليني في المباراة الأخيرة أمام الأيرلنديين وفي اعتقادي فإن غياب جورجيو عن مواجهة الهجوم الإنجليزي لن يلحق بالطليان الكثير من الضرر مادام الاعتماد الأكبر من فريق روي هودسون على الكرات العرضية والهوائية ورأينا في الحقيقة أن كيليني يخطيء في بعض الأحيان فيها. فمن يتذكر مباريات اليوفنتوس بالدوري الإيطالي ورغم تحسن أداء الفريق بشكل عام كانت هناك سلبية في أداء كيليني في عدم قدرته على المراقبة الجيدة للمهاجمين عندما تكون الكرة في الهواء، وهدف جنوى في مرمى اليوفنتوس بالدور الأول من رأسية ماركو روسي مثال على ذلك، ولكن المشكلة في بديل كيليني وهو زميله بونوتشي. 2- بونوتشي كان يملك سمعة جيدة عندما كان لاعبًا في باري وتقاتل عليه كلًا من الإنتر واليوفنتوس للتوقيع معه ولكن ما حدث بعد ذلك عندما انضم للسيدة العجوز أنه الجماهير طالبت برحيله بعد عدة شهور فهو يصيبه في بعض الأحيان خمول ذهني يجعله يخطيء التمريرات للاعبي الوسط أو رفاقه، ولكن عند قدوم كونتي وبمرور الوقت رأينا أن هفوات بونوتشي أصبحت نادرة وهو أفضل من كيليني في مراقبة الكرات الهوائية. اذا اعتمد برانديلي بالفعل على 4-3-1-2 فلا أرى أنه سوف يلحق بالمنتخب الأزرق الكثير من الضرر وبإشراك مادجيو وبالزاريتي بمركز الظهيرين سيضمن دعم هجومي جيد من الوراء للمهاجمين في الأمام، ولكن عليه الأخذ في الاعتبار كفاءة الفريق الإنجليزي في المرتدات وعندما ينطلق أشلي كول فإنه ربما يلحق أضرارًا كبيرة بمادجيو. تخلصوا من عقيدتهم الكروية .. ! 3-دي روسي سيشترك في خط الوسط في حالة عدم العودة للدفاع ب3 مدافعين كما الحال أمام إسبانيا وكرواتيا وستكون فرصة لمراقبة ستيفين جيرارد ومباراة يمكن أن يؤكد فيها قيمته أمام واحد من عظماء الكرة الإنجليزية ورمز نادي ليفربول ، أما ماركيزيو فبديناميكيته سيتصارع مع سكوت باركر وستكون محطة بناء اللعب عند أندريا بيرلو. أما لاعب خط الوسط الرابع والذي ربما يكون تياجو موتا في حالة جاهزيته البدنية، فلا أعتقد أن برانديلي سوف يفكر في ديامانتي بهذا اللقاء وسيفضل نوتشيرينو أو مونتوليفو وبصحيح العبارة أي لاعب آخر يملك نزعات دفاعية أكبر. 4- لأن الانجليز تخلوا عن عقيدتهم في السنوات الماضية وتحولوا للكاتيناتشو الإيطالي ويا للعجب تخلى الطليان عنها وبدأوا بلعب كرة قدم تضمن مبادرة أكبر. فالإنجليز تطوروا بشكل كبير على المستوى التكتيكي ولديهم دفاع قوي كما يظهر في خيارات مدرب ليفربول السابق فهو يفضل جيمس ميلنير الذي يعتبر أقوى جسديًا ولديه القدرة حتى على أن يشترك في العمل مع جيرارد وباركر في المنتصف لذلك ففي الغالب يأخذ ميلنير 70 دقيقة أو أكثر ويدخل والكوت نجم الأرسنال مكانه في الردهات الأخيرة. بدون لامبارد، ذلك أفضل .. 5-جيرارد ظهر بمستوى كبير وكذلك جون تيري في خط الدفاع وكليهما استحقا الإشادة الأكبر أمام أوكرانيا، جيرارد هو صانع الألعاب الأول في البطولة حتى الآن بجانب دافيد سيلفا. ربما كان يعتقد البعض بأن الإنجليز ينقصهم لامبارد ولكني أرى أن الأفضل هو ما حدث، غياب لامبارد أعطى لجيرارد مسئوليات أكبر جعلته يقدم خدمات كبيرة للمهاجمين حتى الآن، هذا أمر كافٍ وبدون أن ندخل في نقطة صراع النجوم. 6-من الجانب السيكولوجي يظهر أن هناك أوجه تشابه بين الفريقين، فكليهما لم يتأخرا في أي مباراة بالنتيجة بل كانوا دومًا هم السباقين للتسجيل. وتبدو أوجه الضعف محدودة ومعروفة لدى الفريقين فيجلين جونسون في حالة أن لعب عليه جناح أيسر خطير يتعرض لهزة وربما يقع في الأخطاء وبالطبع كان هودسون موفقًا في اختيار ال4-4-2 ليلعب بها لأن وجود ميلنير كوسط أيمن ربما يساعد على التغطية على أي خطأ من جيلين جونسون الذي يعيبه سوء التمركز ، فهو جيد في المواجهات الفردية على الأغلب. أندي كارول، سوبر ماريو هما الأنسب 7- الأكيد أن واين روني حجز المكان الأساسي في تشكيلة منتخب الأسود الثلاثة أمام الطليان، ويبقى المقعد الثاني في خط الهجوم ما بين داني ويلباك وأندي كارول والآخر يعتبر على مستوى الرأسيات أكثر وأخطر على الدفاع الإيطالي الذي يحتاط للغاية عندما يلعب أمام الفرق البريطانية لأنه يعلم إجادتهم للعب في الهواء كما حدث مع جمهورية أيرلندا. 8-الدفاع الإنجليزي لم يتعرض لخطر كبير إلا في وجود مهاجم مشاكس وقوي البنية مثل زلاتان إبراهيموفيتش والذي تسبب في هدف السويد الأول بمرمى جو هارت وصنع الكثير من الاحتكاكات القوية مع مدافعي الإنجليز، لذا فعلى برانديلي أن يدفع بماريو بالوتيلي أقوى المهاجمين من تلك الناحية ولكن بنصائح مشددة على أن يلتزم الهدوء وأن يلتزم بقرارات الحكم. هودسون : إيطاليا؟ أين؟ لماذا؟ !! 9- أجاب روي هودسون في مؤتمره الصحفي الأخير على سؤال ما سوف يعده لمواجهة منتخب تشيزاري برانديلي فأوضح بكل صراحة أنه لا يعرف، معللًا عدم معرفته بأنه لم يكن يتوقع مواجهة الطليان بل توقع مواجهة إسبانيا لأنه كان من الواضح استحالة فوز السويد على فرنسا بعد هزيمتين. فهل هو صادق فيما يقول، أم أنه سيشاهد كل أشرطة مباريات إيطاليا السابقة ولكن بوجود أندي سكولدينج والذي سبق له العمل معه في ليقربول وستيف أوبراين محلل الاتحاد الانجليزي الفني فربما يقف هودسون على التحركات الإيطالية في الملعب وعمل برانديلي التكتيكي لأنها ستكون مباراة أشبه بدور في لعبة الشطرنج.ربما تؤثر أحاديث الصحافة في إنجلترا عن مواجهة ألمانيا نصف النهائي وكأنهم يواجهون لوكسمبورج وليست إيطاليا في ربع النهائي على استفزاز وخلق حافز إضافي لفريق الآتزوري. 10- الكثيرون تناولوا جزئية الإرهاق البدني لفريق إنجلترا بعد موسم صعب منع بعض اللاعبين من التواجد في تشكيلة المنتخب، ولكن أليست اليونان كذلك تحدثت عن الإرهاق أو الموت البدني ومع ذلك لعبوا بروح كبيرة وأسقطوا منتخبًا كروسيا بالصدمة والرعب!، نفس الأمر عن تشيزاري برانديلي الذي يشتكي من المجهود البدني الذي يقل في الشوط الثاني من مباريات الآتزوري وهذا واضح تمامًا، لذلك فأنا أرى أن العقلية والروح ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد نتيجة هذه القمة. سمعنا أن منتخب روي هودسون يتدرب على تنفيذ ركلات الجزاء منذ الآن ويدرس لقطات تنفيذ اللاعبين الطليان لها لكي يكون لجو هارت جاهزية لهذه الوضعية، ستكون لعبة أعصاب لو حدثت وأعتقد أن كلا المنتخبين سيكونا جاهزين لها.
