أبدى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان مخاوفه من عمليات التنصت التى تجرى فى تركيا من قبل ما سمّاها «أجهزة أمنية فى دولة موازية داخل الدولة»، مؤكداً أن الجميع تعرضوا للتنصت، بمن فيهم الرئيس التركى عبدالله جول و«أردوغان» نفسه وأبناؤه، متعهداً فى الوقت ذاته باتخاذ إجراءات جديدة لتشديد عمليات التنصت بعد الكشف عن فضيحة تعرض عدد كبير من الأتراك والمسئولين الأتراك إلى عمليات تنصت. وقال «أردوغان»، خلال عودته من العاصمة الإيرانية «طهران» بعد أن أنهى زيارته التى استغرقت يومين: «أخذنا علما بالأشياء التى تتم مِن تنصتٍ على الجميع. تنصتوا علىّ وعلى الرئيس والمتحدث باسم البرلمان. لقد تجسسوا على الجميع، على عائلاتنا وأولادنا. هل يمكن لشىء كهذا أن يحدث؟»، رافضاً الإفصاح عن أسماء المتورطين فى عمليات التنصت هذه، مؤكداً أنهم «عناصر من عصابة إجرامية فى دولة داخل الدولة»، مضيفاً: «هؤلاء هم المسئولون عن عمليات التنصت تلك. نحن نتخذ إجراءات مهمة جدا بشأن عمليات التنصت. لن يكون هناك أذون قضائية عشوائية بعد ذلك. لن يتم منح هذا الامتياز فيما بعد إلا من خلال المحاكم التى تتناول القضايا الخطيرة، ولن يعود الأمر فى يد أغلبية القضاة». من جانبها، أشارت صحيفة «حرييت» التركية إلى أنه على الرغم من أن عمليات التنصت غير الشرعية كانت مسألة شائكة خلال العقد الأخير فى تركيا، فإن رئيس الوزراء التركى لم يعقب عليها ولم يهتم بها إلا فى أعقاب تسريب محادثات هاتفية لأعضاء مجلس الوزراء ورئيس الوزراء وأفراد عائلته، فى إطار المعركة التى تجرى بين «أردوغان» وأنصار حركة «حزمت» التابعة للداعية الإسلامى فتح الله جولن، على خلفية فضيحة الفساد التى طالت عددا كبيرا من المقربين من «أردوغان» ونجله الأكبر «بلال»، وعدداً من أبناء الوزراء ورجال الأعمال. وقالت صحيفة «تودايزمان» التركية، إن منظمات حقوقية وإنسانية تدخلت للمرة الأولى فى الأزمة بين «جولن» و«أردوغان»، موجهة انتقادات عنيفة لرئيس الوزراء التركى، داعية إياه إلى التوقف عن «خطابات الكراهية» التى يبثها تجاه «جولن»، مؤكدة أن «حملة دعائية سوداء واسعة المدى نظمتها عناصر قريبة من حزب (العدالة والتنمية)، هى المسئولة عن محاولات تشويه (جولن) وحركته الدعوية». من جانبه، قال محمد بيرتشين، رئيس تنظيمات حزب «الشعب الجمهورى» المعارض فى منطقة «تشانكايا» بالعاصمة، إن «الناخبين فى تركيا سئموا جداً بسبب الإدارة السيئة لحزب (العدالة والتنمية) خلال 12 عاماً، وبدأ المواطن العادى يسعى إلى التغيير». وأضاف: «التقدم الذى أحرزه حزبى فى استطلاعات الرأى الأخيرة يعود فى الأساس إلى الحكمة فى اختيار المرشحين فى إسطنبول وأنقرة». وفيما يبدو أنه فضيحة فساد جديدة تلحق بحكومة «أردوغان»، قال آيدن أيايدن، النائب بحزب «الشعب الجمهورى»، إن رئيس الوزراء تلاعب على ما يبدو فى الملفات الرسمية لوكالة أنباء «الأناضول» الحكومية، من خلال وصفها على أنها شركة خاصة. وأضاف: «إذا كانت بالفعل شركة خاصة، فلماذا يتم اقتطاع جزء من الميزانية الحكومية لصالحها؟ وإذا كانت وكالة أنباء حكومية، فكيف لا تخضع لمعايير الرقابة والتدقيق الحسابية؟». فى سياق متصل، قال الرئيس التركى عبدالله جول إنه لم يعد هناك حاجة ل«المحاكم الخاصة» فى تركيا، مؤكداً أنه يرحب بقرار حكومة «أردوغان» بإلغاء تلك المحاكم وضم اختصاصاتها إلى المحاكم الجنائية الموجودة بالفعل. وأشارت «تودايزمان» إلى أن مسودة قانون الرقابة على الإنترنت الجديد، أثارت مخاوف الصحفيين ووسائل الإعلام، حيث إنها تمهد الطريق لمراقبة الشبكة بأكملها.