من كان مثلي يخجل أن يطلب رآيا .. يتوارى.. يسير بجوار الحائط كما يقولون بل الأفضل أن يسير داخل الحائط نفسه.. ومشكلتي ليست قصة حب عادية .. انها أكبر بكثير من أن تكون مشكلة فرد أو فردين أو مجتمع .. إنها مشكلة لا حل لها سوى الموت الغير رحيم .. بل الموت المصحوب باللعنات.. أنا شاب في الثلاثينيات .. ناجح وأمارس عملا مرموقا في حياتي .. ووسيم وتتهافت علي الفتيات .. فعلى السطح لا تبدو هناك أية مشاكل ولكن تحت السطح هناك بركان يغلي.. فأنا ومنذ طفولتي لا أميل للبنات مطلقا ومشاعري تتجه الى الجنس الخطأ .. الى الرجال.. وهذا لا يعني انني أريد ان أتحول الى أنثى فأنا أرفض ذلك وأعلم جيدا أنني رجل ولكن لا يحرك مشاعري ورغبتي سوى الرجال.. ولا يعني ذلك أنني ارتكبت أي خطأ في حياتي بل على العكس كنت دائما ملتزما قريبا من الله أرجو مساعدته في التغلب على شيطاني الداخلي.. وقد مزقتني مقاومتي لهذه الميول لذلك أتلقى علاجا نفسيا منذ زمن طويل وأعيش على أدوية الاكتئاب.. والمشكلة الكبرى في حياتي الآن أنني التقيت منذ نحو عام بزميل في العمل يتفجر رجولة .. عشقته وصرت أغير عليه من زوجته وكل الزميلات.. ولكن لم يشعر أحد قط بذلك بل انه صار أقرب صديق لي ولم يشعر آبدا بحقيقة مشاعري نحوه.. كل ليلة أخلد الى فراشي والدموع تنهال من عيني .. أضرب رأسي في الحائط.. أتشاجر مع طبيبي النفسي.. لايوجد أحد في الدنيا يعرف مشكلتي حتى أهلي الذين يلحون علي كي أتزوج.. وبالفعل أفكر أحيانا في ذلك ثم أتراجع .. فأنا لا أحب أن أظلم أحدا معي.. أنا أحب بل أعشق.. ولكنه عشق ممنوع ومجرم في كل ملة ودين .. أفكر في الانتحار فماذا آفعل؟ عزيزي..من الواضح ان المشكلة لم تكن تمثل أزمة حتى ظهر هذا الزميل في حياتك وتطورت في داخلك مشاعر معينة تجاهه اما قبل ذلك فكنت تعتصم بالله من الزلل .. فضلا عن العلاج النفسي الذي كان يحقق قدرا من التوازن في الشخصية والمزاج الذي اختل بسبب مشاعرك تجاه الزميل.. وسوف آقترح عليك أمرين .. الأول ان تستجيب لاسرتك وتتزوج فتجد ظهيرا عاطفيا قويا مساندا لك.. والامر الثاني ان تترك هذا العمل وتبتعد عن هذا الزميل قدر المستطاع .. ويا حبذا لو تزوجت وأخذت شريكة حياتك وسافرت بعيدا.. فربما بلد جديد وصفحة جديدة يؤديان الى شخصية جديدة.. وفقك الله لما فيه الخير لمراسلة الباب [email protected]