استبعدت صحيفة "الرياض" السعودية قيام دولة كردستان الكبرى على حدود الدول الأربع الموزع بينها الأقلية الكردية (تركيا والعراق وسوريا وإيران). وقالت " إن الدول الأربع متفقة على شيء واحد وهو عدم قيام هذه الدولة رغم اختلافهم في قضايا أخرى هامة". غير أن الصحيفة أعربت - في افتتاحيتها الثلاثاء 30 أكتوبر - عن أملها في أن تسمح التحولات السياسية في المنطقة بمنح الأكراد حقوقهم الإنسانية كأقلية عرقية ضمن إصلاحات سياسية ودستورية داخل دولهم. وتقول الصحيفة " إن الشعب الكردي الموزع على أربع دول (إيران والعراق وسوريا وتركيا) لا يزال يحلم بدولة قومية واحدة، لكن هناك موانع تحول دون جمع هذه الأقليات وتوحيدها كانت تخضع لإرادة القوى العظمى ، وقد عمد الاستعمار البريطاني على نشر ثقافة تمزيق الدول وتقريب الأقليات بدلا من الأكثرية ورسم حدود دول، وتركة الاستعمار لا تزال قائمة، لأن إنشاء دول، وزوال أخرى ورسم الحدود، كما جرى وفقا لاتفاقية (سايكس بيكو) أصبحت حدودا معترفا بها دوليا، وحتى نشوء إسرائيل هو جزء من فعل عالمي يخدم استراتيجيات ومصالح الدول النافذة سياساتها وقوتها المادية والعسكرية". وترى الصحيفة أن الأكراد مثل البلوش والأذريين، والتيموريين وغيرهم مزقتهم الظروف الدولية، لكن كما يتحدث المؤرخون فإنهم مجاميع بشرية متنقلة وموزعة على خرائط الدول التي يسكنونها، وأنه لم يكن لهم دولة في التاريخ تجمعهم، وبصرف النظر عن هذا التعليل، فحلم الدولة لا يزال هاجس القيادات والشعب معا، غير أن ما حدث لفصل تيمور الشرقية حديثا عن إندونيسيا وجنوب السودان عن شماله، قد لا يتحقق للأكراد، لأن إيران وتركيا لن تسمحا بالتلاعب بجغرافيتهما وتابعت الصحيفة قائلة " أما أكراد سوريا والعراق فقد يحصلون على امتيازات الإقليم الفيدرالي مع المركز، ونموذج العراق قابل للتطبيق بسوريا، لأن أكراد سوريا في ظل الظروف الراهنة ليسوا مع المعارضة، ولا يتفقون مع النظام الذي طالما همشهم ولم يعترف بهم أو يمنحهم الجنسية، وقد يحاولون استغلال الظرف السوري بالحياد أمام الخصمين في الداخل للحصول على امتيازات يوثقون بها مرحلة ما بعد الأسد، لكن هذا لا يعني خلق نواة دولة كردية تجمع الإقليمين في العراق وسوريا" - حسب الصحيفة . وتتساءل "الرياض": لكن هل تكون مناطق الأكراد في هذه الدول مستقرة وقابلة للاندماج بدول المأوى ضمن إصلاحات دستورية ومنح حقوق متساوية مع الآخرين؟ ، ثم تجيب قائلة " قد يتم ذلك لأن مطالب الاستقرار وحياة التنوع الاجتماعي والثقافي ضمن دولة واحدة قد تتم ، وهذا ما سعت إليه العراق وربما تركيا ما سوف ينسحب على سوريا وإيران ولكن حلم الدولة الكبرى مازال صعب المنال".