17/01/2012 09:35:49 ص ا ش ا ذكر برنامج الغذاء العالمي أن أعمال العنف التي اندلعت مؤخرا بجنوب السودان اسفرت عن نزوح واسع النطاق لعدد كبير من السكان , كما ازداد بشدة معدل انعدام الأمن الغذائي. وذكر برنامج الغذاء العالمي أنه يتعين علي جنوب السودان التغلب علي مجموعة من التحديات الهائلة حتي يوفر الطعام لشعبه الذي يبلغ نحو 8 ملايين نسمة , ويواجه برنامج الأغذية العالمي والمجتمع الإنساني مهام صعبة علي نحو مماثل , حيث إنهم يعدون للوصول إلي ما يقرب من 3 ملايين شخص في جنوب السودان يحتاجون إلي مساعدات غذائية طارئة في الوقت الراهن . وأوضح برنامج الغذاء العالمي ,أنه من بين التحديات الرئيسية التي تعرقل إطعام الجوعي في أحدث دولة في العالم , ضعف الإنتاج الغذائي حيث كان الحصاد خلال شهري أكتوبر ونوفمبر ضعيفا , فقد انخفض إنتاج الحبوب بنسبة 30 الي 40 في المائة خلال عام 2011, مقارنة بالعام السابق , واستنادا إلي التقييمات الأخيرة التي أجرتها منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي فمن المرجح أن يتسبب ضعف المحصول في ظهور عجز بالحبوب يقدر بنحو 400 ألف طن خلال عام 2012. وقال برنامج الغذاء العالمي في بيانه, ان ارتفاع أسعار المواد الغذائية يزيد من صعوبة توفير الغذاء للسكان في جنوب السودان , حيث زادت أسعار دقيق الذرة والقمح في معظم المناطق بأكثر من ضعف ما كانت عليه خلال هذا الوقت من العام الماضي . ويزيد ارتفاع أسعار الوقود من تفاقم الوضع بسبب تكاليف النقل التي يتم دائما إضافتها علي سعر السوق للمواد الغذائية , وتعتبر الأسعار أحد أسباب معاناة ما يقرب من نصف عدد السكان من "انعدام الأمن الغذائي". وأضاف البيان أن برنامج الغذاء العالمي يواجه أيضا مشكلة انعدام الأمن وتصاعد العنف , حيث تصاعدت حدة التوتر في المناطق الحدودية في جنوب السودان منذ أن أعلنت دولة مستقلة في يوليو 2010 , كما اندلعت أعمال عنف في أجزاء أخري من البلاد, مثل القتال الدائر مؤخرا بين القبائل في ولاية جونجلي وفر عشرات الآلاف من منازلهم مما يعني أنه من الصعب الوصول إلي الجوعي. واضاف برنامج الغذاء العالمي , ان ضعف البنية التحتية وندرة الطرق الجيدة في جنوب السودان, تزيد من تفاقم الاوضاع , فبينما تبلغ مساحة الدولة نفس مساحة فرنسا, إلا أن فرنسا تمتلك مليون كيلومتر من الطرق , في حين لا يملك جنوب السودان سوي 4 آلاف كيلومتر. وأشار البيان الي أنه خلال شهر مارس القادم حينما يبدأ موسم الأمطار لايمكن الوصول إلي أجزاء كثيرة من البلاد إلا عن طريق الجو, مما يضيف المزيد علي تكلفة الاستجابة الإنسانية , حيث يسابق برنامج الأغذية العالمي الزمن لتخزين الإمدادات الغذائية الآن , لكي تستمر المساعدات خلال فصل الربيع . وأوضح البيان أن برنامج الغذاء العالمي يعاني أيضا من توفير التمويل اللازم للاستجابة لمشكلة الجوع في جنوب السودان , وتواجه العملية الطارئة - التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي في ينايرالحالي ولمدة 12 شهرا - عجزا في الوقت الحالي يقدر بنحو 177 مليون دولار أمريكي في الميزانية التي تقدر بنحو 262 مليون دولار أمريكي. وذكر البيان , أن إحدي أولويات برنامج الأغذية العالمي تتمثل في توفير التغذية الحيوية التي يحتاجها الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات عن طريق توزيع الأطعمة الذكية مثل المكملات الغذائية عالية القيمة والحبوب المدعمة لوقايتهم من سوء التغذية, بالإضافة إلي ذلك يقوم البرنامج بمساعدة المجتمعات لتصبح منتجة وأكثر اعتمادا علي نفسها عن طريق تقديم المساعدات الغذائية لدعم الأشخاص أثناء عملهم ببعض المشروعات مثل مشروعات الري التي ستسهم في تحسين وضع الأمن الغذائي في المستقبل. يشار الي أن عدد الأشخاص الذين ينوي برنامج الأغذية العالمي الوصول إليهم خلال العام الحالي يبلغ 7ر2 مليون نسمة, كما أن عدد الأطفال والأمهات الذين يتلقون الأطعمة المغذية التي يتم إنتاجها خصيصا لهم يبلغ 500 ألف نسمة. ويزيد عدد اللاجئين والنازحين داخليا الذين يحتاجون الغذاء علي ما يزيد عن 540 ألف نسمة , ويبلغ عدد العائدين إلي جنوب السودان منذ عام 2010 حوالي 360 ألف نسمة , ويبلغ حجم العجز القومي في الحبوب وفقا لتقديرات عام 2012 ما قيمته 400 ألف طن