عواصم - وكالات الأنباء: بعد ليلة حبس فيها العالم أنفاسه، تتوجه الانظار إلى منطقة الشرق الأوسط حيث تسود مخاوف من انفلات الأوضاع الى مواجهة عنيفة بين إسرائيل وإيران. وكانت إيران قد أمطرت إسرائيل بعشرات الصواريخ مساء اليوم الأول محدثة موجة من الذعر بين الإسرائيليين الذين لجأوا الى الشوارع والملاجئ للاحتماء، بما فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذى تحصن فى موقع تحت الأرض، وفقا للتقارير المحلية الواردة. وبعد تصريحات لنتنياهو توعد فيها بالرد، أكد مسؤولون أمريكيون فى تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» أن سيناريو استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية مطروح كخطة للرد. وأوضح المسؤولون أن الإدارة الأمريكية كانت تقيم مؤخرا سيناريوهات تطور مواجهة بين إيران وإسرائيل، وأكثرها تطرفا قد يكون ضرب إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية فى أصفهان. وأكد المسؤولون أن إنتاج إيران لقنبلة نووية يتطلب فى الوضع الراهن عدة أسابيع، ولكن فى حال ضرب المنشآت النووية سوف يستغرق ذلك وقتا أطول بكثير. ومن جهته، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب سترد على الهجوم الإيرانى بقوة فى غضون أيام، وستستهدف مواقع نفطية واستراتيجية هامة فى إيران. ويشير العديد من المسؤولين الإسرائيليين وفق لأكسيوس إلى أن الجيش الإسرائيلى قد يستهدف منشآت النفط الإيرانية فى حين يرجح آخرون إلى الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوى الإيرانية. وبحسب التقرير، قال مسؤولون إسرائيليون كبار إن اجتماع الكابنيت انتهى على أساس أنه سيكون هناك رد كبير ضد إيران، ولكن دون قرار واضح بشأن النطاق والتوقيت. وأحد أسباب التأخر هو أن إسرائيل تريد تنسيق تحركاتها مع الولاياتالمتحدة. وتؤيد الولاياتالمتحدة الرد الإسرائيلي، لكنها تريد أن يكون محسوبا اذ أن أى هجوم إيرانى آخر ردا على رد إسرائيلى سيتطلب تعاونا دفاعيا مع القيادة المركزية الأمريكية، والمزيد من الذخائر للقوات الجوية الإسرائيلية وربما أنواع أخرى من الدعم العملياتى الأمريكي.. وقد يناقش نتنياهو الأمر مع الرئيس الأمريكى جو بايدن بشكل وشيك. وحذر مسؤولون إسرائيليون لموقع «أكسيوس» من احتمالية اندلاع حرب إقليمية شاملة، حيث هددت إيران بأنه فى حال قررت إسرائيل الرد على هجومها الصاروخي، فإنها ستوجه ضربات أخرى ضدها. وقال مسؤول إسرائيلي: «لدينا علامة استفهام كبيرة حول الكيفية التى يعتزم بها الإيرانيون الرد على الهجوم، لكننا نأخذ فى الاعتبار احتمال أنهم سيستمرون حتى النهاية، وستكون تلك لعبة مختلفة تماما». ولفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أنه فى حال ردت إيران مجددا فإن جميع الخيارات ستكون على الطاولة بما فى ذلك الضربات على المنشآت النووية الإيرانية. وقبل الضربة الإيرانية بساعات، كانت الولاياتالمتحدة قد نقلت معلومات استخبارية لإسرائيل تفيد بأن إيران «تعتزم إطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل فى وقت قريب جدا». وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه نسق مع الجيش الأمريكى «فى الدفاع والتعاون قبل الهجوم الإيرانى وخلاله وبعده». وقال الجيش فى بيان إن رئيس الأركان الجنرال هرتسى هاليفى أجرى أمس مكالمة مع قائد القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» الجنرال مايكل إريك كوريلا، فى نهاية الهجوم الإيراني. وفى واشنطن، رد وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن على الهجوم الصاروخى الإيرانى الضخم على إسرائيل، وحث إيران على وقف أى هجمات أخرى ضد إسرائيل. وقال فى بيان: «لن نتردد أبدًا فى حماية قواتنا ومصالحنا فى الشرق الأوسط، ودعم الدفاع عن أراضينا.. إسرائيل وشركاؤنا فى المنطقة». وفى تل أبيب، علّق سياسيون إسرائيليون بغضب عن الهجوم، وقال وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش إن «إيران ستندم على هذه اللحظة كما ندم لبنان وقطاع غزة». وذكر الوزير السابق فى حكومة الحرب الإسرائيلية، بينى غانتس: «إيران تخطت الحدود مرة أخرى.. دولة إسرائيل لديها قدرات تم تطويرها على مر السنين لضرب إيران والحكومة لديها الدعم الكامل للتصرف بقوة وعزيمة». وأضاف: «إما نحن أو هم، والمهمة واضحة: من يهاجم - سيُهاجم، وسيؤذى». وذكر وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير أنه وجه مفوض الشرطة بنشر 13 ألف متطوع فى غرفة الطوارئ على الفور فى جميع أنحاء دولة إسرائيل.