بينما إسرائيل تواصل حرب الإبادة ضد شعب فلسطين، وتمد إرهابها إلى لبنان بحملة التفجيرات التى لم تفرق بين مدنى ورجل مقاومة.. كانت تتلقى الصفعة السياسية الأكبر مع قرار «تاريخى.. للأمم المتحدة يطلب إنهاء إسرائيل «بوصفها قوة الاحتلال» لوجودها غير القانونى على الأرض الفلسطينية خلال 12 شهراً. وذلك بناء على ما قررته محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية لسياسات إسرائيل وممارساتها فى فلسطين. وبينما كانت الولاياتالمتحدة تواصل سياساتها المنحازة لإسرائيل والداعمة لإرهابها، والادعاء بأنها لا تعرف شيئا عن تفجيرات لبنان كما ظلت- حتى الآن- لا ترى أى دليل على حرب الإبادة التى ستشهد فيها أكثر من أربعين ألف فلسطينى فى غزة معظمهم من الأطفال والنساء بينما كانت الولاياتالمتحدة تواصل دورها الذى أوصلها لأن تكون شريكة إسرائيل فى كل جرائمها.. كانت دول العالم تقول كلمتها فى الأممالمتحدة، وكانت أمريكا تحصد ثمار سياساتها وهى ترى القرار التاريخى لإنهاء الوجود الإسرائيلى على أرض فلسطين يحصد تأييد الغالبية العظمى من أعضاء الأممالمتحدة «124 دولة» بينما تعارضه أمريكا ومعها 13 دولة أخرى منها ميكرونيزيا، وفيجي، وبابوا غينيا، وبالدو، وتونجا، وتوفالو، ونارو.. بالإضافة إلى المجر والتشيك والأرجنتين والباراجوي، ومعهم بالطبع دولة الاحتلال!! تصويت تاريخى وقرار فى غاية الأهمية رغم أنه غير ملزم لأنه يضع الجميع أمام مسئولياتهم، ويكشف عن موقف عالمى ينتصر للحق الفلسطينى رغم ضغوط الولاياتالمتحدة التى تجد نفسها مرة أخرى معزولة ومدانة وهى لا تجد ما تقوله إلا أن القرار «وليس الإرهاب الإسرائيلى والانحياز الأمريكي»، يقوض حل الدولتين «!!» وكأن بقاء الاحتلال وممارسته للإبادة الجماعية ضد شعب فلسطين هى الطريق الذى تراه أمريكا لإقامة دولة فلسطينية على مقابر الشهداء «!!».. ولا شك أن القرار التاريخى للأمم المتحدة يضع مجلس الأمن «وأمريكا بالذات»، أمام اختبار صعب لأن موقفها - بعد ذلك- ضد إرادة العالم سوف يكلفها الكثير. ولأن القرار لا يتكلم فقط فى المبادئ العامة بل يفرض خطوات مطلوبة على الفور لإنهاء الوجود الإسرائيلى على الأرض الفلسطينيةالمحتلة وهو ما يعنى انسحاب القوات الإسرائيلية ومعهم كل المستوطنين. ويفرض القرار منع استيراد أى منتجات منشأها المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك عدم توفير أو نقل أسلحة أو ذخائر إلى إسرائيل إذا توفرت شبهة استخدامها فى الأرض الفلسطينيةالمحتلة. القرار التاريخى يصدر قبل بضعة أيام من افتتاح الدورة الجديدة للأمم المتحدة فى حضور زعماء العالم. ولا شك أن خطاب الرئيس الأمريكى فى هذه الدورة لا يمكن أن يتجاهل القضية الفلسطينية وسيدرك حتماً أنه يخاطب دول العالم التى أصدرت قرار إنهاء الوجود الإسرائيلى فى دولة فلسطين وليس فقط إسرائيل وميكرونيزيا«!!» وسيذهب مجرم الحرب نتنياهو ليتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ويداه مخضبتان بدماء أطفال فلسطين، وربما يكون فى الموعد المحدد لإلقاء خطابه مطلوباً للاعتقال كمجرم حرب إذا صدر قرار المحكمة الجنائية الدولية التى يتعرض قضاتها لكل الضغوط من جانب أمريكا لكى يعطلوا القرار المرتقب أو يؤجلوه بقدر الإمكان!! وستكون فلسطين - رغم الإرهاب الإسرائيلى والتواطؤ الأمريكي- هى الحاضر الأكبر فى هذه الدورة التى ستحضرها لأول مرة وهى تشغل مقعداً فى الجمعية العمومية يحمل اسم «دولة فلسطين» وليت خطاب الرئيس الفلسطينى «أبومازن»، يتم إعداده بصورة تناسب هذا الحدث التاريخى وتركز على ضرورة التزام الجميع بتصفية «الوجود الإسرائيلي» على أرض فلسطين كما قررت الإرادة الدولية فى القرار التاريخي. ولا شك أنه سيضع مجلس الأمن أمام مسئولية ليختار «أو لتختار أمريكا»، بين الشرعية الدولية أو الانحياز لإسرائيل الذى سيفقدها ما تبقى من مكانة فى العالم، ويعيد التذكير بأن مجلس الأمن يفقد دوره، وأن الشرعية تنتقل للجمعية العامة بصورة متزايدة. وقد قالت الشرعية كلمتها رغم إرهاب إسرائيل، ومعارضة أمريكا وميكرونيزيا«!!». ولا عزاء لكل من راهنوا على تصفية قضية فلسطين، وليجدوها - عبر شلالات الدم والتضحيات الجسام- هى الحاضر الأكبر فى دورة الأممالمتحدة، وفى ضمير العالم شعوباً وحكومات.