تشهد الضفة الغربية وبالذات مدينة القدس وقطاع غزة غضبة كبري من الشعب الفلسطيني رافضًا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ودارت اشتباكات بين الجماهير الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي سقط علي إثرها شهيدان فلسطينيان وأصيب المئات.. الشعب الفلسطيني تملكه الغضب من قرار الرئيس الأمريكي فهب في ثورة عنيفة قابلته قوات الاحتلال بالرصاص الغادر!! هل يستسلم الفلسطينيون لهذا القرار الأمريكي المجحف؟! الوعود الانتخابية الظالمة التي تسندها قوة عاتية يقاومها الثائرون بأجسادهم حتي ولو سقط مئات الشهداء. هكذا علمتنا الثورات الشعبية ضد البغي والاضطهاد.. ولن يسكت الفلسطينيون عن مواجهة ظلم وجبروت الأمريكيين والإسرائيليين المغتصبين.. فهذه ثورة ستليها ثورات حتي يتحقق ما قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة بعودة القدسلفلسطين.. فهي رمز وشعلة لن تنطفئ أبدًا. لو عدنا إلي التاريخ لرأينا وتحققنا من أن الشعب الفلسطيني عاش في ثورات دائمة منذ أن وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا اليهود بأن فلسطين هي وطنهم. قامت ثورات الفلسطينيين ضد المحتل الإنجليزي وإحداها استمرت عدة سنوات.. ولم يخرج الإنجليز من فلسطين إلا بعد أن سلموها لليهود.. ولم يستكن الشعب الفلسطيني أمام ظلم الاستعمار البريطاني ثم أمام الاستيطان الإسرائيلي. هل شعب بهذه الروح العالية يمكن أن يستكين ويموت؟! أستطيع أن أؤكد أنه شعب مناضل علي مدي تاريخه.. وشعب بمثل هذه الروح لن يفقد الأمل في المستقبل وسيأتي اليوم الذي تتحقق له فيه ثمن ثورته وطموحه ونضاله حتي في ظل القوي العاتية. هل يستطيع الرئيس الأمريكي أن يقطع المساعدات التي تقدمها بلاده عن الدول التي رفضت قراره؟! لم تؤكد الأنباء شيئًا عن قطع هذه المساعدات حتي الآن.. لكن أمريكا وعدت بمكافأة الدول التي رفضت مشروع القرار الذي عرض في الجمعية العامة للأمم المتحدة. أعلنت نيكي هيلي مندوبة أمريكا في مجلس الأمن عن مكافأة للدول التي وقفت إلي جانب بلادها في الجمعية العامة.. ووجهت الشكر لها قائلة: نقدر هذه الدول لعدم مسايرتها طريق الأممالمتحدة غير المسئول!!! قالت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إن هيلي قدمت مكافأة "غير تقليدية" لتلك الدول وهي دعوة سفرائها جميعًا علي عشاء رسمي برعاية الولاياتالمتحدة يوم 3 يناير 02018 تقديرًا لمواقفهم الرافضة للقرار الأممي الأخير. ما هذا الكرم يا ست "نيكي هيلي"؟! هذه مكافأة غير تقليدية حقيقة!! ولو كانت الجامعة العربية تعلم أن مكافأة الدول الرافضة لقرار الأممالمتحدة أو الممتنعة عن التصويت هي مأدبة عشاء لهم.. لقدمت الجامعة إليهم مائدة رحمن لمدة شهر ليصوتوا إلي جانب القرار!! البعض سخر من الدول الرافضة للقرار الأممي.. منها هندراوس التي تقع في أمريكا الوسطي ومساحتها حوالي 112 كيلومترًا وسكانها 8 ملايين.. وجواتيمالا في أمريكا الوسطي وسكانها حوالي 16 مليون نسمة وتوجو في غرب أفريقيا ومساحتها 57 ألف كيلو وسكانها 7.5 مليون نسمة.. وبالدو "جزيرة في المحيط الهادي.. وناورو أصغر دولة في العالم وهي جزيرة ومساحتها 21 كيلو وليس لها عاصمة رسمية.. وميكرونيزيا مجموعة جزر في المحيط الهادي.. وأخيرًا جمهورية جزر مارشال.. وهي جزيرة أيضًا حصلت علي استقلالها عام 1986!!! هذه هي الدول التي وقفت إلي جانب أمريكا.. مجموعة من الجزر لا نكاد نعرف لها اسمًا علي الخريطة.. وتتباهي أمريكا بأنها وقفت إلي جانبها.. وعزمت سفرائها علي العشاء!!