رغم محاولات الرئيس الأمريكى بايدن للتخفيف من تأثيرات موقف نتنياهو وحلفائه فى حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية التى تسد كل الطرق إلى التهدئة وترفض أى حديث عن الحقوق الفلسطينية.. رغم ذلك، فإن نتنياهو رد على التصريحات الأمريكية التى حاولت أن تجد أى شىء فى محادثة نتنياهو مع بايدن الأخيرة يفتح باب التراجع أمام مجرمى الحرب الإسرائيليين بالتأكيد على أنه أكد للرئيس الأمريكى الرفض الكامل لوجود دولة فلسطينية والتمسك الكامل بالسيطرة الأمنية على غزة وعلى الضفة الغربية، وهو ما يعنى سد كل الأبواب أمام حل الدولتين الذى مازالت أمريكا تتحدث عنه ولا تفعل شيئاً حقيقياً من أجل تنفيذه!! أمريكا تعرف جيداً أن البديل عن حل الدولتين هو الدولة الواحدة التى تضم الفلسطينيين والإسرائيليين وتمنح الجميع كل الحقوق المتساوية. بينما نتنياهو وقادة الإرهاب الإسرائيلى يخططون لدولة "يهودية" ويخيّرون الفلسطينيين بين القتل أو التهجير، ويريدون أن تكون "حرب الإبادة" التى يقومون بها الآن هى بداية الطريق لتحقيق مخططاتهم. ولا شك أن صمود الشعب الفلسطينى ورفض مصر الحاسم والقاطع لمخطط التهجير ووقوف شعوب العالم ضد جرائم إسرائيل التى كشفت وجهها العنصرى البغيض.. كل ذلك أعاد الحياة لقضية "حل الدولتين" وأكد للجميع "بمن فيهم أمريكا وحلفاؤها" أنه لاسلام ولا استقرار فى المنطقة بدون حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة وأولها حقه فى دولته المستقلة. لم يعد هناك شك فى أن قوى الإرهاب الإسرائيلى ستذهب حتى آخر مدى فى رفض الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن نتنياهو سيجمع كل قوى التطرف من أجل توسيع الحرب والهروب من مواجهة الحقيقة الفلسطينية. ولا طريق الآن إلا فرض الإرادة الدولية واعتراف الجميع "وأولهم الولاياتالمتحدة" بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها "القدس" كما تنص القرارات الدولية، ومنح دولة فلسطين العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة. هذا هو الطريق الطبيعى الذى عطلته الولاياتالمتحدة لمدة ثلاثين عاماً بترك حليفتها إسرائيل تقتل كل فرص السلام وتواصل اغتصاب الأرض وبناء المستوطنات.. الآن يقول الرئيس بايدن إنه ما زالت هناك فرصة لحل الدولتين ويؤكد أنه سيكون أيضاً لمصلحة حليفته إسرائيل، فهل يترجم ذلك بتنفيذ القرارات الدولية والاعتراف بفلسطين المستقلة.. أم يضيع ما تبقى من فرص للسلام بالجدل العقيم مع نتنياهو وباقى مجرمى الحرب، مع الاستمرار فى رفض إيقاف المذبحة الإسرائيلية والانحياز للنازية الصهيونية وهى تقتل أطفال فلسطين وتعلن أنه لا مكان لدولة فلسطينية على أرض فلسطين؟!