كانت أم شارلي شابلن تعمل ممثلة في مسارح "الفودفيل"، وكانت على خلاف دائم مع أبيه بسبب إسرافه في شرب الخمر حتى تم الانفصال بينهما بعد مولد شارلي بعام واحد فقط. عاش شارلي مع أمه وشقيقه سيدني، لكن صحة الأم ومعنوياتها بدأت تسوء وتنهار، وكان هذا لضياع موردهم الوحيد حيث ضاع صوت الأم ولم تعد غير صالحة للعمل بالتمثيل مما أثر على اعصابها ونقلت إلى مستشفى الأمراض العقلية. وعاش شارلي وشقيقه سيدني داخل ملجأ "لامبث" بلندن، بعد أن ساءت حالتهما وأصبحا لايجدان ثمن قطعة خبز. وقضت المحكمة بإلزام الأب بكفالتهما، وانتقلا للعيش مع زوجة أبيهما، وبدأت سلسلة جديدة من المتاعب، والمشاكل والاحزان، وأصبح شارلي يصحو من النوم كل يوم يمسح البلاط وينظف الأواني تنفيذا لأوامر زوجة ابيه، والتي طردته أكثر من مرة من البيت، ولكنه كان يعود رغم مما كان يقاسيه، ولم يكن الأب منتبها لما يدور في البيت، وأحيانا كان شارلي يشكو له متاعبه وتصرفات زوجته، بينما كان الأب يهز رأسه دون جدوى. وخرجت الأم من المستشفى، وعاد شارلي وشقيقه للعيش معها من جديد، وعمل شارلي في أماكن كثيرة وتعلم عشرات الاعمال والحرف في هذه السن الصغيرة، حيث عمل بائعا للزهور، وصانع لعب اطفال، وبائع صحف، ونافخ زجاج، وصبي طبيب، وخادم، وعامل طباعة ليساعد الأم التي كانت تجلس أمام ماكينة الخياطة تعمل بلا ملل، وتتحمل الإرهاق الشديد. اقرأ أيضًا| ورش وأنشطة فنية بقصر ثقافة الجيزة ومات الأب وهو في السابعة والثلاثين من عمره مخمورا، مودعا الحياة وهو ذاهل وغائب عن الوعي، ونقلت الأم مرة اخرى إلى مستشفى الأمراض العقلية تاركة شارلي وشقيقه وحدهما يواجهان الحياة في هذه السن الصغيرة. وفي أحد الأيام تقدم شارلي للاختبار ليلعب دور طفل في مسرحية "جيم" ولفت الانظار إليه رغم حداثة سنه، واشترك في مسرحية لشرلوك هولمز، وتحسنت حالة الأم مرة أخرى، واستأجر مكانا جديدا لائقا، وتعثر عدة مرات، وتعطل عن العمل شهورا. وجاء أول عقد له في السينما، وأصبح بعد ذلك نجما مشهورا ومليونيرا. الجدير بالذكر أن شارلي شابلن من مواليد 16 ابريل عام 1886 بلندن، وتوفي عن عمر يناهز 88 عاما، بعدما تدهورت حالته الصحية وتعرض لسكتة دماغية أثناء نومه، وحظي بجنازة صغيرة بحسب وصيته، ودفن بمنطقة كورسيير سور فيفي السويسرية.