مرت حياة النجم العالمي شارلي شابلن، الذي أضحك ملايين من جمهوره حول العالم حتى الآن، بأوقات بائسة كثيرة في بداية حياته سواء من الفقر الشديد أو دخول والدته مصحة عقلية أكثر من مرة، ووفاة والده في سن مبكر، إلا أن ضربة الحظ جاءت في الموعد المناسب. فالضربة السعيدة، أو ضربة الحظ، التي وصفها شابلن في مذكراته، كانت دور لشاب عربي يدعى سامي، بعد أن كان يعيش مثلما قال الكاتب الشهير جوزيف كونراد مثل "جرذ أعمى في زاوية ينتظر أن يصرعه أحد ما". ويروى شابلن أنه عمل كبائع جرائد، وعامل مطبعة، وصانع ألعاب، ونافخ زجاج، وساعيا لدى طبيب، بل وخادما إلا أن حلم "الممثل الهزلي" ظل يطارده مثل شقيقه الأكبر "سيدني". ويوميا، ورغم ملابسه الرثة، ظل يمر على وكالة "بلاكمور" المسرحية متمسكا بالحلم، واعطهم اسمه وعنوانه، حتى تسنح فرصة ما. وبعد شهر، حدثت المفاجأة، فقد طلبته الوكالة المسرحية، وكان لم يكمل عامه الثالث عشر إلا أنه كذب وزاد من عهمره عاما واحدا حتى يحصل على الدور، وأخذ دور بيلي، وهو وصيف شرلوك هولمز الصغير، إلا أن هناك دور ممتاز ناله في مسرحية قبلها بعنوان "جيم"، وهي قصة أحد أبناء لندن، من إنتاج ه.أ.سانتسبوري، الممثل الذي سيلعب دور البطل في شرلوك هولمز. وأشار شابلن، في مذكراته "قصة حياتي" من ترجمة كميل داغر، إلى أنه "سوف يجرى تمثيل مسرحية جيم في كينجستون، لعدة عروض تجريبية قبل جولة هولمز، أما أجري فسيكون ليرتين وعشرة شلنات في الأسبوع، وهو الأجر ذاته الذي سأحصل عليه في شرلوك هولمز". وأعطاه سانتسبوري دور سامي، أحد الأشخاص المهمين في المسرحية، إلا أن ما أحرجه أنه طلب منه قراءة النص، إلا أنه ارتبك لأنه لم يكن يعرف القراءة عمليا. لكن سانتسبوري طلب منه أن يأخذ النص ويقرأه على مهل، لأن التدريبات على التمثيل لن تبدأ قبل أسبوع، وقال شابلن عن شعوره في هذه اللحظة "عدت بواسطة الباص، منتشيا من السعادة، وبدأت استوعب حقا ما الذي حصل لي، كنت قد خرجت فجأة من حياة الفقر ودخلت في حلم كان يراودني منذ زمن طويل، حلم طالما حدثتني عنه أمي، وكان يثير البهجة في نفسها، كنت على وشك أن أصبح ممثلا!". ورغم الانتقادات التي وجهت للمسرحية، إلا أن الحسنة الوحيدة بها، كان دور سامي حيث كتب ناقد في صحيفة "لندن توبيكال تايمز" أن "استطاع السيد شارلي شابلن، وهو ممثل هزلي شاب ولامع، ملىء بالحيوية، أن يجعل من شخص سامي شخصا مسليا إلى أبعد الحدود, لم يسبق أن سمعت بهذا الفتى، لكنني آمل أن أسمع قريبا أشياء عظيمة عنه".