عمدت إدارة سجن عوفر العسكري الإسرائيلي إلى تضييق الخناق على الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجن شديد الحراسة، عبر سلسلة من الإجراءات العقابية، زادت حدتها منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتحديدًا منذ عملية "طوفان الأقصى"، وبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقام محامٍ عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية مؤخرًا، بزيارة عدد من الأسرى في سجن عوفر، واستمع إلى إفاداتهم حول الأوضاع الصعبة التي يعانون منها. وتحدث الأسرى في سجن عوفر عن أن ما يفرض عليهم من إجراءات من قبل إدارة السجن لم تشهدها الحركة الأسيرة منذ البدايات الأولى لنضالها. سياسة التجويع بحسب تقرير صادر عن هيئة الأسرى، تنتهج إدارة السجون الإسرائيلية سياسة تجويع الأسرى، فكميات الطعام التي يتم توفيرها لهم غير كافية كمًا وسيئة نوعًا، حيث الحرمان من اللحوم والسكر وملح الطعام. وأكد هيئة الأسرى، نقلًا عن محاميها، أن جميع الأسرى ينامون وهم يشعرون بجوع شديد، وقد فقدوا الكثير من أوزانهم. اقرأ أيضًا: بدلًا من إطلاق سراحه.. أسير فلسطيني يصبح معتقلًا إداريًا رغم انتهاء مدة سجنه ارتفاع الرطوبة ودرجات الحرار وبحسب التقرير، فإن ثاني الإجراءات العقابية يتمثل في ارتفاع الرطوبة ودرجات الحرارة، حيث يشعر الأسرى بالحر الشديد والرطوبة العالية نتيجة مصادرة جميع الأجهزة الكهربائية، كما أن أغلب الغرف تضاعف العدد فيها وتجاوز قدرتها الاستيعابية. مداهمة غرف الأسرى وإلى جانب ذلك، التنكيل المستمر بالأسرى، حيث تقوم إدارة وشرطة السجن بمداهمة مستمرة لغرف الأسرى وإدخال الكلاب البوليسية في أغلب حالات المداهمة، ويتعرض الأسرى للإهانات المستمرة. غياب الرعاية الصحية كما يشتكي الأسرى من غياب الرعاية الصحية، ولا يتم تقديم الأدوية اللازمة إلا في حالات استثنائية صعبة، وتؤكد هيئة الأسرى أن المماطلة حاضرة في أغلب الحالات، وإن قدم دواء يكون جزئيًا وفيه نقص، مضيفةً أن هناك أسرى بحاجة إلى رعاية صحية خاصة ولا يتم متابعتهم نهائيُا. انقطاع الأسرى عن العالم الخارجي ومن ضمن الإجراءات العقابية، انقطاع الأسرى عن العالم الخارجي، حيث قامت إدارة سجون الاحتلال بسحب جميع وسائل الاتصال بما في ذلك التلفزيونات وأجهزة الراديو، ولا يتم إدخال أي نوع من الصحف، وتم سحب جميع الكتب من الغرف، وذلك وفق تقرير هيئة الأسرى. غياب مستلزمات النظافة الشخصية سادس الإجراءات العقابية يتمثل في غياب ونقص في مستلزمات النظافة الشخصية، حيث تشير الهيئة إلى أن هناك نقصًا في مستلزمات النظافة الشخصية ونظافة الغرف، مثل "الشامبو" ومواد التنظيف، ولم يستطع أغلب الاسرى حلق شعر رأسهم أو لحاهم بسبب حظر مواد الحلاقة، مما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية المعدية. عقوبات جماعية متكررة أما سابع الإجراءات فيتمثل في عقوبات جماعية متكررة، حيث يتعرض الأسرى لعقوبات جماعية متكررة ولأبسط الأسباب، حيث تقول هيئة الأسرى: "إذا رفع أحدهم صوته أو تأخر في الاستحمام دقائق معدودة، ويترتب على ذلك إما حرمان من الفورة والاستحمام لجميع من في الغرفة لعدة أيام أو اقتحام الغرفة والاعتداء على الأسرى بالضرب مع استخدام الكلاب البوليسية". ويضاف إلى سلسلة الجرائم التي تمارس بحق الأسرى في سجن عوفر فإن جزءًا كبيرًا من الأسرى لا يعلمون وضعهم القانوني أو مدة توقيفهم بسبب القيود على زيارات المحامين.