«لا تلتفت لكل ما يُحبطك» هو الشعار الذى يرفعه أحمد أسامة ويؤمن به، ويعتز بلقب «المصاب بمرض أطفال القمر»، ويحلم بأن يثبت ذاته ويغير نظرة المجتمع لكل إنسان مختلف أو من ذوى الهمم. أصُيب أحمد بمرض أطفال القمر أو جفاف الجلد المصطبغ أو «زيروديرما» وهو مرض وراثى نادر له ثمانية أنواع فرعية معروفة، يؤثر على واحد من كل 250.000 شخص حول العالم، وهى حالة أكثر شيوعًا فى اليابان وشمال أفريقيا والشرق الأوسط منها فى الولاياتالمتحدة أو أوروبا، ويتم تشخيصه عادة فى مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة. لم يحزن أحمد بسبب مرضه ولم يستسلم، وبفضل والديه لديه قناعة بأن الله ميزه عن باقى البشر، ورغم أنه لم يستطع إكمال دراسته واضطر لترك المدرسة فى المرحلة الإعدادية عام 2009. هنا بدأ رحلة عمله بسبب ظروف أسرته الاقتصادية، وبدأ مشوار حياته ليساعد والده فى مهنة السباكة. عاش لحظات ربما هى الأصعب بسبب التنمر لكنه لم يستسلم وأصر على النجاح فى مجال السباكة، وقام بإطلاق صفحة تحمل اسم «سباك الزقازيق» على مواقع التواصل الاجتماعى، وبالفعل بدأ فى العمل والانتشار وأصبح طاقة أمل ونور لكل مصابى هذا المرض وذوى الهمم بشكل عام. ويكمل أحمد قصة كفاحه بأنه لم يكتفِ بذلك وقرر استكمال دراسته، وبالفعل عاد للدراسة عام 2019، واستطاع الحصول على دبلوم تجارة، وقام بإنشاء منزل خاص به فى محافظته، ويحلم بالزواج وبناء أسرة سعيدة. يتمنى أحمد أن تصبح نظرة المجتمع لمصابى مرض أطفال القمر أفضل، وأن تزيد التوعية بهذا المرض، وأن تتعامل الأسرة بشكل إيجابى وبناء مع أطفالهم المختلفين، فهم ليسوا عاراً أو ذنباً يستحق أن يظل فى الظلام، وأن يعى كل إنسان أنه سيأخذ نصيبه كاملاً.