ولو افترضنا أن التصوير استمر يوماً متواصلاً فماهي المدة التي يمكن أن يستغرقها أداء خمس أوقات في موعدها؟!. هذا ليس عنوان فيلم أو مسرحية، أو عملاً فنياً جديداً، لكنه يلخص الموضوع الذي أريد أن أتحدث فيه مع حضراتكم. بداية لست ممن ينساقون وراء الكوميكس ( وهو مصطلح انجليزي يعني القصة المصورة ) ذلك الذي انتشر مؤخراً وأصبح فقرة أساسية من فقرات السوشيال ميديا تقفز لك بمجرد أن تتصفح حساباتك علي السوشيال ميديا سواء فيس بوك أو تويتر أو حتي انستجرام. فتجد صورة أحد المشاهير يعلق على أي حدث، أو خبر، أو يبدي رأياً ما في قضية معينة. أشعر أن غالبية هذه الكوميكس مفبركة خاصة مع التطور الرهيب الذي حدث في فن التصوير وبراعة ما يسمى بالفوتوشوب في إمكانية تركيب صورة على صورة أخري وتلفيق تعليق على لسان صاحب الصورة لم يصدر منه. كانت هذه المقدمة - وإن طالت قليلاً- ضرورية -عزيزي القارئ- لأخبرك أن الأمر يختلف عندما يكون التصريح من جزء من برنامج تليفزيوني مثلاً، أو تصريح أدلي به الشخص الشهير في أي مناسبة.هنا لا مجال للشك في التصريح ولا مجال لتوقع أنه مفبرك، خاصة لو كان الكلام متسقاً مع تاريخ الشخصية وسوابقها في هذا المجال. ومن هذا المنطلق لم أندهش كثيراً من هذا التصريح الذي جاء علي لسان ممثلة تنتقد فيه بشدة التحول غير الصحي الذي طرأ على تصرفات أحد المخرجين، قالت عنه إنه كان يترك التصوير إذا أذن المؤذن للصلاة، والأخطر من وجهة نظرها أن كثيراً من المصورين والعاملين في الاستديو كانوا يفعلون نفس الشيء ليصلي بهم المخرج إماماً. ياللهول !! تصيح الممثلة مندهشة : يترك التصوير ليصلي الصلاة في وقتها؟ هذا - والكلام لا يزال على لسانها - ما لم تكن مصر تشهده من قبل وهو ما ينذر بخطر شديد يهدد هوية مصر ويغير من تاريخها الوسطي. بالطبع لست واعظاً دينياً يصلح للحديث مع الممثلة عن أهمية الصلاة على وقتها. وبالمناسبة ومن باب الأمانة والموضوعية هي قالت إنها ليست ضد أن يمارس كل إنسان الصلاة والعبادة، لكنها ضد تعطيل العمل بسبب الصلاة ، وأنه كان يجب على المخرج أن ينتهي من عمله أولاً، ثم يذهب للصلاة حيث تساءلت مندهشة: كيف يترك الكاميرا ستاند باي ويذهب ليصلي فور سماع الأذان؟!. ربما كان منطقياً لو صدرت هذه الملحوظة مثلاً من منتج العمل الذي يتحمل تكاليف الاستديو وكل دقيقة تمر محسوبة عليه من الناحية الإنتاجية، لكن ما الذي يضير الممثلين أو الممثلات من ذهاب المخرج للصلاة على وقتها وهي بالتأكيد لن تستغرق أكثر من دقائق معدودة، هل يتقاضي الممثلون أجورهم بالساعة مثلاً فيكون أي إيقاف للتصوير خصماً من أجورهم وتضييعاً لوقتهم الغالي. لم تتحدث الممثلة خلال اللقاء مثلاً عن مستوى هذا المخرج وهل أثر التزامه بأداء الصلاة على وقتها، وعلى جودة العمل الفني الذي هو المسئول الأول عن نجاحه أو فشله باعتباره مخرج الفيلم، أم أنه استمر على نجاحه ومستواه في العمل؟! هل أجبر المخرج أحداً على الصلاة معه أم أن من صلى وراءه فعل ذلك طواعية واهتماماً بأداء الفرائض في وقتها؟! هل بعد هذا الفيلم اعتزل الرجل مثلاً وقال إن التمثيل حرام واعتزل الفن ، أم أن التزامه في أداء الصلاة على وقتها زاد من نجاحه وتوفيقه؟! طبعاً لا أنتظر رداً من الممثلة على هذه التساؤلات، فقط أود أن أنصحها بالتركيز في عملها وهي حرة بالطبع في أداء العبادة كيفما ووقتما أرادت، لكن ليس لها أن تحدد للمخرج ولا لأي أحد متى وكيف يعبد ربه. وأخيراً أهمس في أذنها: اهتمي بنفسك وخليكي في فنك ولا تقلقي على وسطية مصر فلم ولن ينال منها شيء على مر العصور.