استقرار سعر الدولار اليوم بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة    أستاذ علوم سياسية: الأسابيع المقبلة من أصعب المراحل على المنطقة    تنسيق الكليات 2024..الآن رسميًا نتيجة المرحلة الثالثة لطلبة الثانوية العامة (دور أول وثاني)    فلسطين.. جيش الاحتلال يواصل نسف المباني السكنية في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة    قصف غزة.. الاحتلال يعتقل شابا بعد محاصرة منزله في كفر راعي جنوب جنين    شركة يابانية تتحقق من معلومات حول تفجير أجهزة اتصالات تنتجها في لبنان    مباراة الأهلي وجورماهيا في إياب دور 32 من دوري أبطال إفريقيا.. الموعد والقناة الناقلة    حبس عصابة تتزعهما سيدة بتهمة الاتجار في الأستروكس بالمعصرة    إجهاض إيمان العاصي في مسلسل برغم القانون يجذب الأنظار.. «مشهد مبدع»    استديوهات مارفل تطرح أول حلقتين من مسلسل Agatha All Along    أسعار الدجاج والأسماك اليوم 19 سبتمبر    مواعيد دخول الطلاب للمدارس في جميع المراحل التعليمية    حدث ليلا: مفاجأة في انفجارات لبنان ورسائل مجهولة ترعب الإسرائليين والسنوار يتلاعب بجنود الاحتلال.. عاجل    37.3 مليار جنيه قيمة التداول بالبورصة خلال تعاملات أمس الأربعاء    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024: لا تلتفت لحديث الآخرين    «أيام الفقر وذكرياته مع والده».. ماذا قال الشاب خالد في برنامج بيت السعد؟ (تقرير)    حكم صلاة الاستخارة للغير.. هل تجوز؟    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: القرار الأممي نقطة تحول في مسار نضالنا من أجل الحرية والعدالة    تشكيل برشلونة المتوقع أمام موناكو في دوري أبطال أوروبا.. من يعوض أولمو؟    قراصنة إيرانيون أرسلوا لحملة بايدن مواد مسروقة مرتبطة بترامب    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    شريف دسوقي: كنت أتمنى أبقى من ضمن كاست "عمر أفندي"    حقيقة الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة    الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    إصابة 12 شخصا إثر تصادم 4 أتوبيسات على طريق السخنة    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    آيتن عامر بإطلالة جريئة في أحدث ظهور..والجمهور: "ناوية على إيه" (صور)    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    الخطيب يدرس مع كولر ملف تجديد عقود اللاعبين وأزمة الدوليين قبل السوبر المصري    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    قمة نهائي 2023 تنتهي بالتعادل بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطر دولي يغزو الملاعب| «المراهنات الرياضية».. تفسد متعة «الساحرة المستديرة»

◄ وقائع قتل وانتحار تفتح الملف.. و70 ألف حالة نصب عالميًا
آن أوان كتابة الفصل الأخير من قصة باتت مملة ومكررة، كل موسم ترتفع الأصوات بضرورة الحذر منها، والأسوأ من الخطأ.. اعتياده. لذا حان الوقت المناسب لكتابة السطور الآتية، لعلها تكون جزءًا من تفاصيل الفصل الأخير المرجو والمنتظر.
منذ سنوات كان الحديث بشكل واضح عن اتساع رقعة المراهنات الرياضية بشكل عام، والتى تخص كرة القدم بشكل خاص بوصفها اللعبة الأهم والأكثر شعبية ومنافسة وموارد مالية، ومع التطور التكنولوجى أصبحت المراهنات تزور بيوت الشباب بإغراءات مادية تنتظر منهم ضغطة زر إلكترونية مقابل مكاسب وهمية تسرح بعقولهم وتستنزف وقتهم وصحتهم.
أما الأيام القليلة الماضية فكان هناك مُفجّر جديد للأحداث، حيث تسببت المراهنات الالكترونية وهوس الشباب بتحقيق مكاسب سريعة عن طريقها الي جرائم قتل وحالات انتحار.
فقد قام شاب بشنق نفسه في المنيا، بعد تعرضه لخسائر فادحة، وطعن آخر جدته بالقاهرة، ليستولى علي أموالها ويعوض خسارته في برامج المراهنات.
التداعيات إذن تستدعى فتح الملف من جديد، وفى السطور التالية حاولنا تناوله من كل الزوايا، وهى محاولة لوقف نزيف المقامرة بأحلام ومستقبل الشباب، فإلى أبرز تفاصيل المراهنات وتوابعها وطريقة اقتلاعها
◄ «فضول» يتحول لغسل أموال ب2 تريليون دولار!
لم يعد خافياً على أحد أن مواقع المراهنات الإلكترونية متداولة وفى متناول الشباب فى مصر وكل مكان خلال السنوات الأخيرة.. المواقع تأخذ الإطار العالمى إلا أن أبرزها وأشهرها موقع روسى متواجد منه النسخة العربية ليخاطب بها الشباب المصرى والعربى.. فى المقاهى وفى البيوت ومن أى موضع تستطيع بضغطة «زر» تضع رهاناً بتوقع يتعلق بنتيجة مباراة كرة قدم أو مقامرة تخص ألعابًا إلكترونية إلا أن الرهان الخاص بكرة القدم يأخذ الحيز الأكبر لشعبية اللعبة المعروف عالمياً ومحلياً.
الأمر ببساطة يتلخص فى الدخول على موقع مراهنات ثم تختار توقعك لمباراة بعينها وتنتظر نصيبك، وكعادة كل المكاسب السريعة تجذب المراهن فى البداية ليقع بعدها تحت طائلة انتظار البخت لتختلط المكاسب بالخسائر ويتحول المزاول لهذا النشاط إلى آلة شيطانية تفقد السيطرة على كل شىء فى سبيل المكسب الذى إذا أتى كما يريد لا يكتفى منه وينتظر بعده المزيد.
وبما أن مواقع المراهنات باتت خطرًا يداهم عقول الشباب فكان من الضرورى أن نلقى نظرة سريعة على نموذج خاض التجربة من قبل.. هو شاب «إ.ح» وعندما سُأل عن تجربته بدأ حديثه بالندم بعدما مارس المراهنات الإلكترونية بأحد المواقع الشهيرة فى مصر لمدة 3 سنوات، وسرد لنا قصته منذ البداية، مؤكداً أن أصدقاءه هم السبب الرئيسى فى ممارسته للمراهنات برغم أنه كان ينتقدهم بشدة ويحاول إقناعهم بضرورة الابتعاد عن المراهنات من باب «الحرمانية» إلا أنه مع ضغوط الحياة وقع فى فخ التجربة.
واستطرد أنه فى أول تجربة ربح منها مبلغ 1500 جنيه، وكان هذا النجاح سببًا فى مواصلة المراهنات، وقال إنه كان مندمجاً جدًا فى مراهنات نتائج المباريات، وشرح أدق تفاصيلها وكأنه من مصممى القواعد لها.. واختتم بأنه مع الوقت توصل لخطورة ما يفعله ولن يعود لممارسة المراهنات، ولا يتمنى أن يمارسها أحد، وأكد أنه خسر منها أكثر مما ربح،على الرغم من ربح أقرب أصدقائه ما يقارب ال350 ألف جنيه.
هذا النموذج فتح باب التساؤل عن علاقة هذا النشاط بالاقتصاد، لذا كان لابد من إطلالة ورؤية من خبير بهذا الملف ليشرح العلاقة الاقتصادية بين المُراهن ومصدره، بدوره، أدلى د.عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية برأيه وتفسيره لعلاقة المراهنات بالشق الاقتصادى.
فى البداية، قال إن المراهنات نشاط اجتماعى يختلف وفقًا للاهتمامات الرياضية المتباينة بين دولة وأخرى تبعًا لأهمية اللعبة وثقافة التعامل بها فى هذه الدول.. وانتشرت هذه الثقافة بشكل ملحوظ فى مصر مؤخراً.. وأضاف: «مواقع المراهنات الرياضية لا تحتاج حسابات بنكية لتفعيلها، بعدما دخلت المحافظ الإلكترونية كوسيط لإدارة هذه الصناعة، وأيضا لا تحتاج عبقرية ومتابعة دقيقة، بالإضافة لعمليات السحب والإيداع فهذه المواقع أتاحت الدفع بمجموعة كبيرة من خيارات الدفع الذكية المتوفرة فى البلاد العربية بشكل عام».
ووصف السيد مواقع المراهنات أنها لا تخسر شيئًا، الرابحون يحصدون أموال الخاسرين فى نفس اللعبة وتحصل المواقع والمنصات على مكسبها بنسبة من المراهنات تصل إلى 25٪. كما أشار إلى تعرض الكثير من رواد هذه المواقع والمنصات للنصب والاحتيال الإلكترونى.. ولعل آخرها واقعة النصب على أكثر من 70 ألف شخص على إحدى المنصات الإلكترونية وبالطبع يكون خلفها شركات وهمية تدعمها.. كما تم إنشاء مجموعات خاصة بالشركات على تطبيق تليجرام وتضم مئات الآلاف من الأعضاء ودخول أى شخص للاستثمار فى الشركة يأتى عن طريق دعوة من قبل شخص يسمى «الوكيل» أو «قائد الفريق» يقوم بإرسال رابط الدعوة الموجود بحسابه على موقع الشركة إلى الشخص الذى يقوم بإقناعه ويسمى هذا الرابط «رابط الإحالة».
وأوضح أن الرهانات غير القانونية على الألعاب الرياضية تُقدر بنحو 2 تريليون دولار سنوياً، وتستخدم فى الغالب لإجراء عمليات غسل الأموال.. وأضاف أن المراهنات لا تخضع للرقابة.. وشدد على أن تواجد هذه المراهنات بهذا الشكل يُعرّض أموال من يتفاعل عليها للضياع والنصب ولا توجد إحصائيات أو معلومات رسمية عن أعداد مستخدميها.
◄ عالم دين: من كبائر الذنوب
من المسائل البديهية وبالقول الشعبى الدارج تتردد مقولة «الرهان حرام».. لذا تحدثنا مع د.أحمد شبل، مدرس الحديث وعلومه بجامعة الأزهر بالقاهرة وقال لا شك أن المراهنات بالمال بصورتها المنتشرة الآن ومنها المراهنات الإلكترونية الرياضية بأن يراهن اثنان أو أكثر على نتيجة مباراة ويدفع كل منهما ما يراهن عليه ثم يذهب هذا المال للفائز منهم هى صورة من صور الميسر الذى حرمه الله تعالى بكل صوره وأشكاله فى القرآن الكريم تحريمًا قاطعًا.. وأضاف: «اتفقت كلمة الفقهاء جميعهم على تحريم الميسر بكل أشكاله؛ وذلك لأن شريعة الإسلام تتميز بالواقعية، وما يقع فى المراهنات المحرمة ينافى ذلك بلا شك، وهذه المراهنات فيها أكل أموال الناس بالباطل، وتعطيل العمل، واستسهال أخذ الأموال دون كدِّ أو تعب أو أدنى جهد، وهذه المراهنات المحرمة أيضًا يترتب عليها الحقد والحسد والعداوة وربما وصل الأمر للتقاتل، وكذلك هى اتباع لسبل الشيطان».. وعند سؤاله هل تختلف المراهنات عن المسابقات التى نشاهدها فى البرامج على سبيل المثال «توقع نتيجة مباراة.. واكسب مبلغ»..
فقال: «لا شك أن المراهنات بالمال بصورته التى ذكرناها تختلف فى كيفيتها وحكمها عن الجوائز المرصودة من البرامج لمسابقات توقع النتائج الرياضية، فالجائزة المالية فى هذه الحالة تتكفل بها جهة هى التى تقدمها للفائزين دون أن يدفع المشتركون شيئًا أو يراهنوا بأموالهم على شىء وهذا هو الفارق».. واختتم حديثه بأنه وجب التحذير من الدخول فى المراهنات المحرمة؛ لأنها من كبائر الذنوب، ولا يتحجج أحد بصعوبة الظروف المعيشية فإن الله سبحانه هو الرزاق وقد ضمن الرزق لعباده وتكفل به، وقد أمرنا سبحانه أن نبتعد عن الحرام وألا نأكل إلا الطيبات، قائلاً: «فليعلم هؤلاء أنهم بذلك يستجلبون غضب الله عليهم وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به».
◄ الوزارة.. تحذر وتحظر
منذ أيام قليلة أعلن د. أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أنه شكّل لجنة فنية للتحقيق فى أمر المواقع والتطبيقات الخاصة بالمراهنات وسيعلن ما انتهى إليه فى هذا الملف.. أما نحن فكنا قد تواصلنا مع د. محمد الشاذلى المتحدث الرسمى لدى الوزارة، للاستعلام عما وصلت إليه الوزارة فى متابعة هذا الشأن.. وقال إن الوزارة فى وقت قريب أرسلت إلى 6300 هيئة رياضية فى مصر خطاب حظر تعميم وترويج ما يخص المراهنات الرياضية الإلكترونية، مؤكدًا على أن الوزارة تحذر أنها لن توافق على نشاط المراهنات.. وتابع أن الوزارة تتحرك على الفور فى حين تلقيها أى بلاغ عن واقعة فى ذلك الأمر، لكنه أكد صعوبة الضبطية على المراهنات الإلكترونية، مؤكدًا ضرورة تشريع قانون يجرم مثل هذه المواقع حتى يتم حصرها قبل أن يزداد توسعها.. وأشار إلى أن الوزارة فى خطتها التعاون مع وزارات أخرى لتقديم أكثر من طريقة لتوعية الشباب بخطورة هذا الأمر، مبينا أن الثراء السريع بهذه الطريقة يؤدى إلى كوارث على المستوى القريب والبعيد.
◄ اقرأ أيضًا | تطبيقات المراهنات الإلكترونية.. «إدمان خفي» يقود إلى الاكتئاب والانتحار
◄ محام: لا يوجد قانون يجرمها
وفى رحلتنا الاستكشافية تبين أن المراهنات الإلكترونية ليست تحت طائلة القانون، فعند فتح أحد أكبر المواقع المعروفة عن المراهنات والمتاح استخدامها فى مصر وجدنا الموقع يضع عبارة «متاح قانونيًا».
لذا كان لابد من استقصاء قانونى سريع للبحث عن مدى حقيقة هذه العبارة من خلال إيهاب الأطرش المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة، الذى أكد فى البداية أن المراهنات الإلكترونية تشبه ألعاب القمار، لكن الخلاف الوحيد بينهما أن الأخير مندرج تحت قانون يجرمه، إنما المراهنات الإلكترونية ليس هناك قانون يجرمها، واستشهد بالمادة 352 من قانون العقوبات والتى تنص فيما معناه أن كل من أعد مكانًا لألعاب القمار وهيأه لدخول الأشخاص فيه يعاقب هو وصاحب المحل المذكور بالحبس والغرامة، مع ضبط جميع النقود والأمتعة فى المحلات الجارى فيها ألعاب القمار ويحكم بمصادرتها، ولذلك نوه الأطرش أنه لابد من وجود قانون جديد واضح وصريح بشأن المراهنات الإلكترونية..
وأضاف أنه يتوقع صعوبة تطبيق أو تشريع قانون فى هذا الصدد، لكن اقترح أن البديل يكون ممثلا فى الحجب لهذه المواقع والتطبيقات وأنه الحل الأمثل لاختفاء ظاهرة المراهنات الإلكترونية، خاصة أن الدولة المصرية قادرة على تطبيق هذا الاقتراح بسهولة وحظره جغرافيًا داخل مصر، مع اخطار البنك المركزى الوالى الأول على كافة البنوك.. واستشهد الأطرش بواقعة عاصرها من قبل فى هذا الصدد، ومفادها أن هناك زوجة رفعت قضية ضد زوجها وتم خلعه قانونيًا وكان السبب أنه يمارس المراهنات الإلكترونية، ويتعرض إلى الخسارة بمبالغ كبيرة، مع أنه لا يقبل الخسارة.. وفى حال تعرضه لخسارة الرهان، يتحفز بمبلغ أكبر من أجل الربح الأكبر، لكنه فى النهاية يتعرض إلى خيبة أمل على عكس المتوقع منه.
◄ خبير رياضي: الحل في تشريع جديد
أعلن طلال عبد اللطيف، خبير اللوائح والقوانين الرياضية، أنه منذ أكثر من عام تم إرسال «بون مراهنة» له على مباراة لأحد أندية الدورى الممتاز، وقام بإبلاغ اتحاد الكرة، وكان الرد آنذاك أننا ليس لنا أى سلطة على هذه المراهنات، وكما نقول فى الدارج «ملهاش صاحب» أى لا نعرف لمن نشتكى، وأوضح أن هناك نوعين من المراهنات الإلكترونية، الأولى تابعة لشركات خاصة، وبالتالى من الممكن الوصول لها بسهولة، والثانية شركات مجهولة الهوية، وقال إنه لا توجد قوانين تحق لهذه المواقع أن تستخدم المراهنات على الدورى المصرى أو المسابقات فى مصر، لكن السؤال الذى يطرح نفسه: «كيف يتم حجبها أو ضبط هؤلاء؟».. وأشار إلى أن الحل من وجهة نظره يكمن فى التشريع العاجل لقوانين الرياضة فى مصر، ووضع إدارة لمتابعة المراهنات داخل الوزارة، لأنه فى حال الاعتراف وترك المراهنات فى مصر رياضيًا على كل الألعاب والمباريات بهذا الوضع، سينتج عنه مطالبة الأندية بحقوقها التى ستطالب بنسبتها من هذه المواقع.
◄ «الصحة النفسية»: إدمان يحتاج لعلاج
بالعودة لما تقوم به اتحادات الدوريات الأوروبية بشأن اللاعبين المثبت تورطهم فى المراهنات والتلاعب بالنتائج، فإن بيان العقوبة الخاص بهم يتم تخفيفه بعد التثبت من إدمان اللاعب للقمار، ومن هنا جاءت أهمية الشق النفسى، فمن المعروف عن علاج الإدمان أن جزءاً كبيراً منه يكون علاجاً نفسياً، فهل المراهنة إدمان ؟
الإجابة كانت عند د.وليد هندى، استشارى الصحة النفسية الذى أكد أن البعض يعتقد خطأً أن الإدمان هو تعاطى المخدرات بصورة اعتيادية فقط، وفى الواقع يأتى إدمان المقامرة من أخطر أنواع الإدمان ويُصاب به نسبة تتراوح بين 1 إلى 3٪ من البالغين وهى نسبة ليست قليلة من وجهة نظره.
ووصف هندى المراهنة أو المقامرة بأنها اضطراب، القائم بها يبحث عن التشويق والإثارة وهو جانب لا يمكن السيطرة عليه ويُخلّف نتائج سلبية، المقامر يكون على استعداد المخاطرة بأى شىء ذات قيمة للحصول على مكسب شىء له قيمة أكبر، ثم يصبح جاهزاً لارتكاب جريمة فى سبيل المقامرة والحصول على المقابل المادى المنتظر، كما أنه يشعر بلذة ما يفعله على الرغم من خطورته.
وضرب د.وليد مثالاً بأرسطو حينما وصف المقامرين بقطاع الطرق واللصوص لما يقومون به من خداع وإثم، كما أوضح أن المُراهن لا يكتفى ويصعد فى رهانه بنسق تصاعدى.
وأضاف أن من خصائص المراهن الإنكار والكذب والاعتماد على الآخرين فى جلب المال، بالإضافة للشعور بالعجز والاكتئاب والقلق ويصل بعد ذلك لاضطراب الوسواس القهرى والإقدام على الانتحار، وأشار إلى أن المراهن ليس مجرماً، إلا أنه يتحول مع الوقت لهذه الصفة.. وشدد على أن المراهنة اضطراب عقلى شديد، وهو على حد وصفه «شر لو تعلمون عظيم».
◄ «صلاح».. في مرمى المضاربين
انتشر مؤخراً مقطع فيديو مزيف لمحمد صلاح، نجم ليفربول عبر تقنية الذكاء الاصطناعى «ِAI» يظهر خلاله وكأنه يقوم بالدعاية لأحد مواقع المراهنات الشهيرة وأظهر الفيديو صلاح وكأنه يقول الآتى:»أنا مش محتاج الفلوس ولكن أنا بلعب ايفياتر طول الوقت لأنى بحب اللعبة دى بقدر أفوز بمبلغ 5 آلاف دولار، فى المرة الواحدة، ودى حاجة جامدة.. أنا بلعب على منصات من رأيى إن عندهم أحسن طيار لأنى فزت 9 مرات من أصل 10».
◄ «فيفا»: غرامة 100 ألف فرنك سويسري للمخالفين
أما عالمياً.. كان من الضرورى إلقاء نظرة على الأب الشرعى لكرة القدم فى العالم.. الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» كيف ينظر للمراهنات، والذى بدوره تعد قراراته تلقى بظلالها على العالم الكروى.. هل يضع المراهنات فى الحُسبان أم يترك الأمر للاتحادات الكروية فى كل بلد، وكان الأمر المفاجئ أنه على موقعه الرسمى ودون عناء البحث قام بنشر العقوبات الخاصة بمن يثبت عليه تورطه فى المراهنات والتلاعب فى النتائج، وهنا كان من الطبيعى والمفترض أن ما نص عليه الفيفا من تحذيرات يجب أن تنشره وتلتزم به كل الاتحادات الدولية الكروية فى أنحاء العالم، وجاء نص عقوبات الفيفا على موقعه كالتالى:
يُحظر على من يثبت عليه التورط بشكل مباشر أو غير مباشر فى المراهنة.. كما يجب ألا يكون لديهم أى مصالح، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فى الكيانات والشركات والمؤسسات وغيرها من الجهات التى تروج أو تتوسط أو ترتب أو تنظم المراهنات بالمباريات والبطولات.. وبحسب المادة 26 من مدونة أخلاقيات «فيفا»، يمكن أن تخضع السلوكيات التالية لتحقيق فى النزاهة، والذى يمكن أن يؤدى بدوره إلى غرامة لا تقل عن 100 ألف فرنك سويسرى وحظر المشاركة فى أى نشاطات متعلقة بكرة القدم لمدة أقصاها ثلاث سنوات.. أما المشاركة غير المباشرة فتنص على ثلاث حالات، أولها أن يراهن طرف باسمه الشخصى على مباراة مستخدماً أموال شخص معنى بكرة القدم.
الحالة الثانية أن يراهن طرف باسمه الشخصى ومستخدماً أمواله الخاصة على مباراة بالاشتراك مع شخص معنى بكرة القدم، ويتقاسمان العائدات، الحالة الثالثة، أن يشارك شخص معنى باللعبة معلومات داخلية يمتلكها بسبب موقعه فقط وتكون غير متاحة للجمهور، مع طرف آخر.. ويراهن هذا الطرف على مباراة بناءً على المعلومات التى تلقاها.
◄ «اتحاد الكرة» يُكذب السوشيال ميديا
«توقع واكسب مليون جنيه».. «مين هيكسب الدورى المصرى» عبارة نُشرت كإعلان على الصفحة الرسمية للاتحاد المصرى لكرة القدم بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» منذ عامين تقريباً وتم حذفه فور انتشاره بين أوساط المتابعين للصفحة ومتابعى الدورى المصرى، مما فتح باب الانتقادات المصاحبة بالاندهاش، خاصة وأنها ترتبط بإعلان خاص بالمراهنات فى اللعبة الشعبية الأولى فى مصر والعالم.. فتحت هذه الواقعة الباب لمتابعة ما يحدث من نشاطات المرتادين على مواقع المراهنات واتخذ الجدل وقتها مساراً مختلفاً، بتساؤل كيف للمؤسسة التى تدير الكرة فى مصر أن يُنشر على حسابها ما يشجع على نشاط مرفوض مجتمعياً من كل الظواهر.. وبما أن نشاط المراهنات لم يتوقف ومازالت «نداهة» المراهنات تواصل عملها توجهت «الأخبار» بسؤال لمصدر باتحاد الكرة الحالى.. «أين اتحاد الكرة» الذى يعد بالوصف الدارج عامياً «البيت الكبير» للكرة المصرية، فما من المصدر إلا أن اتجه للنفى القاطع لما يحدث مؤخراً، ليس نفياً فى المطلق ينكر الحدث فى مجمله، بل كان رده السريع على السؤال الموجه له حول تعليقه الخاص كشخص واتحاد الكرة كمؤسسة أنه لا مجال للحديث عن كلام مواقع وسوشيال ميديا.. واصفاً إياه ب «كله كلام».. واستطرد المصدر فى حديثه أنه تم عقاب لاعبين من قبل فى إحدى الدرجات الأدنى -أى ليس فى الدورى الممتاز- بعقوبة الشطب نظراً لثبوت اشتراكهم فى المراهنات كفاعلين ومؤثرين فى نتائج تمت المراهنة عليها.. وبين حديثه عن المراهنات بوصفه كله كلام.. ثم الحديث عن الوقائع وكأنها غير مثبتة وكأن السوشيال ميديا والمواقع ليست دليلاً وبعدها يقوم بذكر عقوبة ماضية للاعبين بسبب تلاعبهم فى النتائج.
◄ إصلاح وتهذيب
يظل لكل مجتمع هويته، وسيظل مجتمعنا مرتبط بالعادات والتقاليد والحرام والحلال، فلا مكان للتطابق بين مجتمع وآخر فى معالجة قضية بعينها، إلا أنها إطلالة من باب المعرفة لما يدور فى الكرة العالمية فى أمر التلاعب بالنتائج، غير منتظر من الغرب وأنديتهم التزامهم فى مواجهة التلاعب والمراهنات بداعى الأخلاق والتدين، فهى مجتمعات تنظر للمصالح وما يفيد المسابقات ويضرها وسير المنظومة الرياضية بشكل عام.
فى المقابل ما يُطبق من قوانين صارمة فى الدوريات الأوروبية على اللاعبين المثبت عليهم التلاعب فى النتائج لا يحدث فى الدوريات بمصر بدرجاتها المختلفة -إن ثبُت حدوث هذا الأمر بأدلة واضحة فى حالات مختلفة- لذا فإن ما يحدث فى أوروبا ودورياتها يعد «غير قابل للنسخ» فى السلبيات أو الإيجابيات، هناك أكثر من نموذج لنجوم فى الكرة الأوروبية تعرضوا لعقوبات صارمة بعدما ثبُت تورطهم فى المراهنة والتلاعب فى النتائج.. على سبيل المثال تعرض الإيطالى ساندرو تونالى لاعب نيوكاسل يونايتد للإيقاف عقب إعلان الاتحاد الإيطالى تورطه فى المراهنات حينما كان لاعباً لفريق ميلان وكانت عقوبته إيقاف عشرة أشهر كان ذلك فى شهر أكتوبر الماضى ليغيب اللاعب الذى كان وقتها منضم حديثاً لنيوكاسل عن موسم كامل مع فريقه ومع منتخب بلاده. ولم يكن تونالى الإيطالى الأبرز فى قضية المراهنات مؤخراً، فقد تم إيقاف اللاعب الشاب فيجولى نجم يوفنتوس سبعة أشهر.. وبعدما قضاها عاد للمشاركة مع منتخب بلاده فى اليورو الماضى واللافت فى الأمر أن الاتحاد الإيطالى أعلن وقتها أن اللاعب مر بدورة مكونة من 16 اجتماعاً خاصة بالتعافى من إدمان القمار ليكن الأمر أشبه بمقولة الإصلاح والتهذيب.
وبطريقة مشابهة كانت معاقبة إيفان تونى مهاجم برينتفورد والمنتخب الإنجليزى بالإيقاف ثمانية أشهر بحكم مخفف بعدما كان قد وصل ل15 شهراً وتم تخفيفها إلى هذا الحد بسبب أيضاً تشخيصه كمدمن للقمار.
◄ «الكاف».. ترويج مُعلن وتناقض مُحيّر
من الأمور الغريبة التى باتت معتادة فى السنوات الأخيرة أن أحد الرعاة الرئيسيين للاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف» هو أشهر مواقع المراهنات الكروية، ويتم نشر الترويج له فى كل مسابقات الكاف من دورى أبطال الكونفدرالية للسوبر الإفريقى وكأس الأمم بالطبع.
الحكاية بدأت بشكل رسمى منذ 2019 بعدما تعاقد الكاف مع شركة المراهنات التى تحمل اسم الموقع الأشهر فى هذا النشاط .
بالطبع التعاقد مع هذه الشركة يتيح الترويج المُعلن لنشاطاتها وموقعها فى الملاعب وفى البث التليفزيونى وكل ما له علاقة بمسابقات الاتحاد القارى.
فى ظل هذا التعاقد يأتى مشهد من مشاهد التناقض للاتحاد القارى بعدما حقق فى أمر صامويل إيتو نجم الكرة الكاميرونية سابقاً ورئيس الاتحاد الكاميرونى حالياً وذلك بتهمة التلاعب فى النتائج بالدورى الكاميرونى، تمت تبرئة إيتو فى بيان رسمى إلا أن التناقض كان حاضراً فى نهاية البيان، حينما أعلن تغريمه 200 ألف دولار لما أسموه بانتهاك مبادئ الأخلاق والنزاهة والروح الرياضية من خلال توقيعه لعقد كسفير للعلامة التجارية مع شركة مراهنات بمقابل مادى.. وهُنا يأتى التساؤل من أين الكاف يروج لشركة مراهنات بتعاقد وترويج معلن وفى المقابل يُغرم رئيس اتحاد لتوقيعه على تعاقد مشابه.
ويعد الاتحاد الإفريقى حلقة مهمة فى مواجهة انتشار المراهنات والحد منها، خاصة أن الأندية المصرية والمنتخبات الوطنية تشارك فى مسابقاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.