حضر بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، اليوم السبت 7 سبتمبر، قادة بابوا جينيا الجديدة على "وقف دوامة" العنف القبلي المتواصل منذ قرون والتركيز على تنمية الثروات الطبيعية الكثيرة في هذا البلد الفقير الواقع في جنوب المحيط الهادئ. ووصل البابا البالغ 87 عاما الجمعة إلى بابوا جينيا الجديدة في زيارة تستمر 3 أيام إلى هذا البلد المتعدد الأعراق ذي الغالبية المسيحية وهو من أقل دول جنوب شرق آسيا وأوقيانيا استقرارا. اقرأ أيضًا: البابا فرنسيس يدين حظر أوكرانيا الكنيسة الارثوذكسية المرتبطة بروسيا وخلال أول خطاب له السبت أمام السلطات والسلك الدبلوماسي في العاصمة بور موريسبي، دعا البابا إلى "وقف دوامة" العنف القبلي الذي أدى إلى مقتل أعداد لا تحصى من الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف في البلاد. وأكد الحبر الأعظم، أن هذا العنف "لا يسمح بالعيش في سلام ويعوق التنمية" فيما ازدادت هذه المواجهات المزمنة المستمرة منذ قرون حدة في السنوات الأخيرة. كذلك، تحدث البابا عن الموارد الطبيعية والبشرية في البلاد، داعيا إلى "تنمية مستدامة وعادلة تعمل على تعزيز الرفاهية للجميع دون استثناء" فيما تحظى 10 % فقط من الأسر بالتيار الكهربائي في بلد يبلغ عدد سكانه 11,8 مليون نسمة. وتمتلك بابوا جينيا الجديدة احتياطا كبيرا من الذهب والنحاس والنيكل والغاز الطبيعي والخشب، استقطب استثمارات من شركات عالمية. وقال البابا "إن بلدكم، إضافة الى الجزر واللغات، غنيّ أيضا بموارد في الأرض والمياه، وهذه الخيرات يوجهها الله إلى المجتمع بكامله، ولو تطلّب استثمارها إشراك مهارات واسعة ومشروعات عالمية كبيرة، فمن العدل، في توزيع العائدات وفي استخدام القوى العاملة، أن تؤخَذ في الاعتبار حاجات السكان المحليين، وذلك لتحقيق تحسن فعلي في ظروفهم المعيشية". وأظهرت دراسة نشرها البنك الدولي قبل فترة قصيرة، أن إجمالي الناتح المحلي للفرد في البلاد زاد بأكثر من الثلث بين العامين 2009 و2018 بفضل فورة الموارد الطبيعية. لكن خلال الفترة نفسها بقيت نسبة الأشخاص الذين يعيشون مع أقل من دولارين في اليوم، شبه مستقرة، ورأى تقرير البنك الدولي أن "الفقر لم يتغير تقريبا خلال الفترة نفسها". ويلتقي البابا فرنسيس بعد ظهر السبت أطفال شوارع ويلقي كلمة أمام رجال دين محليين. والأحد سيرأس قداسا كبيرا في أحد الملاعب وسيقوم بزيارة سريعة لفانيو في أقصى شمال غرب البلاد حيث سيلتقي مؤمنين ومرسلين. وبعد زيارة استمرت ثلاثة أيام لجاكرتا، وصل البابا فرنسيس مساء الجمعة إلى بور موريسبي حيث تثير زيارته حماسة كبيرة كما كان الحال في إندونيسيا. وقد توافد المؤمنون جوا وبحرا وسيرا على الأقدام إلى العاصمة في الأيام الأخيرة، وقد نُظفت الشوارع المغبرة وطُلب من الباعة الجوالين المغادرة فيما رفعت أعلام الفاتيكان الصفراء والبيضاء على أعمدة الإنارة. والبابا فرنسيس هو أول حبر أعظم يزور هذه المستعمرة الأسترالية السابقة منذ يوحنا بولس الثاني الذي استقطب حشودا كبيرة جدا في 1984 و1995. بعد هذه المحطة، ينتقل البابا إلى تيمور الشرقية ومنها إلى سنغافورة حيث يختتم جولته الممتدة على 12 يوما وهي الأطول والأبعد مسافة منذ بدء حبريته في العام 2013.