رسالة واشنطن: منى العزب هل خرج الخلاف بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للعلن؟ وهل فاض كيل الإدارة الأمريكية من تعنت نتنياهو وسعيه المستمر لإفشال كل جهودها لوقف الحرب وإتمام صفقة تبادل الأسرى؟ أسئلة بدأ طرحها بعد الانتقاد الصريح الذى وجهه بايدن لنتنياهو عندما قال إنه لا يبذل الجهد الكافى لإنهاء الصراع، فيما يعدّ أجرأ تصريحاته الناقدة لأداء رئيس الوزراء الإسرائيلى. والحقيقة أن تعارض المصالح، بين بايدن الذى يسعى لإتمام الصفقة قبل مغادرة البيت الأبيض، ليضعها بملف إنجازاته، ونتنياهو الذى يسعى لإطالة أمد الصراع لإنقاذ مستقبله السياسى وضع الحليفين فى حالة تصادم تظهر للعلن تارة وتتأزم فى الخفاء تارة أخرى، خاصة مع إصرار نتنياهو على تحدى بايدن وتجاوز خطوطه الحمراء واحداً تلو الآخر، وهو ما دعا موقع «ذا هيل» إلى القول بأن نتنياهو تلاعب ببايدن وجعل منه أحمقاً. وأن نتنياهو يعتقد أن أمريكا شىء يمكن تحريكه «بسهولة بالغة»، وأنه استغل ضعف بايدن لارتكاب جرائمه. حتى صحيفة هاآرتس الإسرائيلية قالت ما الدليل الذى يحتاج إليه بايدن ليعلم أن نتنياهو ليس حليفًا للولايات المتحدة؟ منبهةً بايدن إلى أن نتنياهو «تلاعب به». كذلك قالت مجلة «بولتيكو» إن نتنياهو ينظر لبايدن على أنه بطة عرجاء ويعتقد أنه قادر على الهروب من الضغوط التى يتعرض لها من بايدن لوقف الحرب مراهناً على فوز ترامب فى الانتخابات الوشيكة وهو الحليف الذى سيتعامل بشكل أسهل مع إسرائيل وسيكون أكثر صرامة مع إيران ووكلائها. وفى تقرير آخر أشارت المجلة لسأم الرؤساء الأمريكيين على مر العقود من نتنياهو، والتى قالت إن غطرسته تعتبر أسطورية، حيث كان أوباما يكره تهوره، واتفق فى حوار جانبى مع الرئيس الفرنسى آنذاك نيكولا ساركوزى عام 2011 على أنه لا يمكن الوثوق بنتنياهو. الرئيس بيل كلينتون شعر بنفس الشىء، حيث كتب المفاوض الأمريكى السابق دينيس روس فى مذكراته «كان نتنياهو لا يطاق، وكان يحاضرنا ويخبرنا كيف نتعامل مع العرب» وقال عنه كلينتون: «إنه يعتقد أنه القوة العظمى، ونحن هنا للقيام بكل ما يطلبه».. اقرأ أيضًا| باحث بالشأن الإسرائيلي: نتنياهو يرفض الوصول إلى صفقة تبادل أسرى ويبدو أن احباطات بايدن تجاه نتنياهو تزايدت منذ أن تجاهل الأخير تحذيراته بشأن شن عملية واسعة فى رفح، والتى أعقبها عدد من التحركات التى أحرجت الإدارة الأمريكية وأضعفت موقفها الدولى كتوسيع الصراع فى لبنان وقصف السفارة الإيرانية فى سوريا واغتيال مدير المكتب السياسى لحماس فى قلب طهران، وأخيراً التلاعب بوثائق مقترحات التفاوض التى قدمتها واشنطن بعد الموافقة عليها. ويرى مراقبون أن تصرفات نتنياهو باتت تؤثر على الانتخابات الأمريكية بعد أن أصبح النجاح فى وقف القتال فى غزة مجالاً للتنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين ومن هنا يرى البعض أن مسودة الاتفاق الجديد التى يعمل عليها مدير الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، ومعه منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكجورك، ووزير الخارجية، أنتونى بلينكن والشركاء المصريين والقطريين قد تكون الفرصة الأخيرة ليس فقط لوقف الحرب ولكن لإصلاح ما فسد من علاقات بين إدارة بايدن ونتنياهو.