شنت إسرائيل الأربعاء الماضى هجوما عسكريا كبيرا على الضفة الغربيةالمحتلة. ونشر الجيش الإسرائيلى مئات الجنود والمدرعات والجرافات والطائرات المقاتلة و بدون طيار بدعوى محاولة القضاء على المقاومة المسلحة فى مناطق جنين وطولكرم وطوباس. وقتلت قوات الاحتلال وأصابت عشرات الفلسطينيين. معروف أن تصاعد حركة المقاومة الفلسطينية فى الأراضى المحتلة، يغذيها الغضب الشعبى ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة النشاط الاستيطانى اليهودى المكثف والاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية فى القدسالشرقيةالمحتلة وفى أماكن أخرى جاءت العملية العسكرية لجيش الاحتلال لتحقيق هدفين الأول هو صرف الأنظار عن حرب الإبادة التى يقوم بها مجرم الحرب نتنياهو فى غزة وأيضا استكمالًا لحملات عدوانية لم تتوقف فى الضفة الغربية التى انتقل فيها المشهد تدريجيًا من عمليات اقتحام واعتقال تقوم بها قوات الاحتلال ، لتصل لعمليات اجتياح عسكرية واسعة وسط دعوات من حكومة الاحتلال لإجبار الفلسطينيين على الإخلاء من شمال الضفة الغربية. اعتبرها الجيش «إخلاء طوعيا». الحديث الإسرائيلى عن الطرد القسرى المقنع تحت مصطلح «الإخلاء» الإنسانى يثير مخاوف من أن تتبع الضفة الغربية مصير غزة من حيث الدمار الشامل والتهجير. إذا حدث ذلك، فسيكون ذلك بمثابة تصعيد كبير لاستراتيجية نتنياهو المتمثلة فى السلب التدريجى لملكية الفلسطينيين فى الضفة الغربية، والتى يتم تنفيذها من خلال الوسائل العسكرية وهجمات المستوطنين والتدمير المتعمد لجميع جوانب الحياة الفلسطينية. العنف ضد الفلسطينيين لا ينفذه جيش الاحتلال فقط بل من خلال تمكين وتشجيع المستوطنين اليهود على الهجوم على القرى والبلدات الفلسطينية والاستيلاء على ممتلكاتهم . والتى تزايدت بشكل كبير منذ 7 أكتوبر. ووفقا للأمم المتحدة، قتل الجيش الإسرائيلى أكثر من 600 فلسطينى فى الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر.و سجلت الأممالمتحدة 1250 هجوماً شنه المستوطنون اليهودعلى الضفة قُتل وجُرح فيها عشرات الفلسطينيين، ولحقت أضرار بممتلكاتهم كما هاجم المستوطنون بلدات فلسطينية وطردوا سكانها من أراضيهم ومنازلهم. إسرائيل لا تستخدم القوة الوحشية فحسب ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية. بل تستخدم جميع أدوات سيطرتها الاستعمارية على الأراضى المحتلة كسلاح لجعل الحياة مستحيلة على الفلسطينيين.