في أعماق القاهرة التاريخية، تقع حارة برجوان، إحدى أقدم الحارات التي تعكس عبق الماضي وثراء التاريخ. هذه الحارة ليست مجرد جزء من نسيج المدينة القديمة، بل هي شهادة حيّة على تطور القاهرة عبر العصور، خاصة مع احتضانها لمجموعة معمارية إسلامية فريدة، مثل مجموعة سليمان أغا السلحدار. في هذا التقرير، نستعرض تاريخ حكاية حارة برجوان، ونتتبع أثرها في وجدان المدينة وذاكرتها. حكاية تاريخ حارة برجوان: حارة برجوان ليست مجرد حارة قديمة، بل كانت مقراً لعدد من الشخصيات البارزة في العهدين الفاطمي والمملوكي. تعود تسميتها إلى القائد الفاطمي برجوان، الذي كان له تأثير كبير في تلك الفترة، كانت الحارة تشتهر ببيوتها المتلاصقة وأزقتها الضيقة التي تعكس الطابع التقليدي للعمران في القاهرة القديمة، على مر القرون، كانت الحارة مسرحاً لحكايات سكانها وأحداثها، التي شكلت جزءاً من تاريخ المدينة. مجموعة سليمان أغا السلحدار: تضم الحارة مجموعة معمارية إسلامية بارزة تعود للقرن التاسع عشر، بناها سليمان أغا السلحدار. تتألف هذه المجموعة من مسجد ومدرسة وسبيل وكُتاب، تتميز جميعها بالزخارف الدقيقة والنقوش الرائعة، المسجد هو قلب المجموعة، ويتميز بمنبره المزخرف وقبته المزينة بالآيات القرآنية، بينما يتميز السبيل بواجهته الجميلة ونوافذه الرخامية، التي كانت تُستخدم لتوزيع الماء على المارة. الكُتاب كان مكاناً لتعليم الأطفال، ما يعكس أهمية التعليم في تلك الفترة. اقرأ أيضا| أصل الحكاية| قصة صناعة حلاوة المولد النبوي الجمع بين الماضي والحاضر: رغم مرور الزمن، لا تزال حارة برجوان ومجموعة سليمان أغا السلحدار تحتفظان بجمالهما وأصالتهما، تسعى السلطات المصرية إلى الحفاظ على هذه المواقع وصيانتها، لتظل شاهدة على العظمة التاريخية لمدينة القاهرة، وتبقى حكاياتها المتجسدة في الحجر مرآة لتاريخ غني وإرث ثقافي لا يُقدر بثمن. تأثير حارة برجوان في الثقافة الشعبية: برزت حارة برجوان في مسلسل "يحيى وكنوز" الجزء الثالث، مما أثار اهتمام الجمهور بتاريخها الغني وأصل تسميتها، ظهور الحارة في المسلسل سلط الضوء على هذا الجزء المميز من تاريخ القاهرة، مما دفع الجمهور للبحث واستكشاف المزيد عن خلفياتها التاريخية والشخصيات التي سكنت بها. تجديد بوابة حارة برجوان في عهد محمد علي: في عام 1829م، شهدت الحارة تجديداً مهماً لبوابتها من قبل الأمير سليمان أغا السلحدار، خلال عهد الوالي محمد علي، مما يعكس الاهتمام بالحفاظ على الطابع التاريخي للحي، ليظل جزءاً من تراث القاهرة القديم. من خلال هذه القراءة، نستعرض جزءاً من التراث المصري الذي تحمله حارة برجوان، والذي يستمر في جذب الأنظار بفضل أهميته التاريخية والثقافية.