فى أروقة السياسة الأمريكية وخلف جدران المؤتمرات الانتخابية تدور مناقشات كثيرة حول عدة ملفات يأتى فى مقدمتها الحرب فى غزة ومحاولات وقفها، حيث يتنافس كلا الفريقين الجمهورى والديمقراطى لنسب نجاح التوصل لوقف لإطلاق النار لنفسه. فبينما يضغط الرئيس الأمريكى جو بايدن على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لوقف فورى لإطلاق النار أكدت مصادر مطلعة أن نتنياهو التقى بدونالد ترامب خلال وجوده فى واشنطن الشهر الماضى وأنه جرى الاتفاق بينهما على تأجيل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق نار لحين فوز ترامب فى الانتخابات حتى لا ينسب الفضل فى حسم النزاع لإدارة بايدن. اقرأ أيضًا | «السوشيال ميديا» فى قفص الاتهام.. و«ماسك» مهدد بالمساءلة القانونية وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن، أجرى مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى انضمت إليها نائبته مرشحة الرئاسة كاميلا هاريس طالبه خلالها بوقف فورى لإطلاق النار، وشدد خلال الاتصال على الحاجة الملحة لإبرام الاتفاق مقابل الإفراج عن الرهائن، ووصف المحادثات بالقاهرة بأنها حاسمة. وكان الرئيس بايدن قد وجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على دوره الفاعل فى التدخل لإنهاء الصراع فى غزة كما شكر وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن مصر على جهودها الأسبوع الماضى. وخلال المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى الذى عقد خلال الأسبوع الماضى بشيكاغو وتم خلاله إعلان هاريس رسميا مرشحة الحزب لانتخابات الرئاسة القادمة كانت أحداث غزة حاضرة بقوة حيث تظاهر الآلاف أمام مقر انعقاد المؤتمر للتعبير عن غضبهم من السياسة الأمريكية تجاه الحرب فى غزة وطالبوا بوقف فورى لإطلاق النار ووقف المساعدات العسكرية لإسرائيل. وتحدث الرئيس بايدن فى كلمته التى ألقاها خلال المؤتمر عن جهوده للتوسط فى اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة كأحد أهم أنجازاته. وقال عن المتظاهرين من أجل غزة خارج قاعات المؤتمر: «هؤلاء المحتجون فى الخارج، لديهم وجهة نظر». وبدأت الاحتجاجات بشكل سلمى، إلا أنها تصاعدت عندما اخترق العشرات من المحتجين جزءاً من السياج الأمنى المحيط بالموقع، مما دفع قوات الأمن إلى التدخل سريعاً لاحتواء الموقف. وتصاعدت الهتافات المطالبة بوقف إطلاق النار بشكل ملحوظ قبل خرق السياج، حيث تجمع المتظاهرون فى حديقة بمنطقة ويست سايد. وكان لذلك وقعه على كلمات قيادات الحزب الديمقراطى المشاركين فى المؤتمر حيث قال السيناتور بيرنى ساندرز أحد اكبر أقطاب الحزب الديمقراطى فى كلمته: «يجب أن ننهى هذه الحرب المروعة فى غزة، ونعيد الرهائن إلى الوطن ونطالب بوقف فورى لإطلاق النار» فيما قال السيناتور رافائيل وارنوك: «أتمنى لأطفال إسرائيل الفقراء وأطفال غزة الفقراء أن يكونوا بخير». فى الوقت نفسه أبلغت المبعوثة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، ليندا توماس جرينفيلد مجلس الأمن، بأن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن «يلوح فى الأفق الآن». وحثت المجلس على الضغط على حركة حماس لقبول اقتراح لسد الفجوات فى مواقف الجانبين. وقالت توماس جرينفيلد إن اقتراح سد الفجوات الذى قدمته الولاياتالمتحدة ومصر وقطر قبل أيام يتوافق مع الخطة التى طرحها الرئيس بايدن فى مايو ووافق عليها مجلس الأمن فى يونيو. وأن هناك خطرا حقيقيا من التصعيد الإقليمى داعية إلى بذل كل جهد ممكن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن فورا.. وفى المقابل وصف الرئيس الجمهورى السابق دونالد ترامب منافسته كاميلا هاريس بأنها «يسارية مجنونة تريد دفع الولاياتالمتحدة نحو الشيوعية». وجاء ذلك فى أول تجمع انتخابى جماهيرى له منذ تعرضه لمحاولة اغتيال حيث تحدث إلى مريديه من خلال حاجز زجاجى واق من الرصاص. وقال فى لقاء مع ناخبين يهود «إذا تم انتخاب هاريس ووالز، فإن اليسار الراديكالى والمتعاطفين مع حماس لن يتسببوا فى الفوضى بشوارعنا فحسب، بل سيديرون السياسة الخارجية الأمريكية بالبيت الأبيض، وستختفى إسرائيل».