تتوهم قوات الاحتلال الاسرائيلى أنها يمكن أن تبقى فى محور فيلادلفيا ،وأن مصر يمكن أن تسمح بذلك وأن تتراجع عن إصرارها بضرورة انسحاب قوات العدو من فلاديلفيا ورفح ،كما أعلنت منذ اللحظة الأولى لوجود قوات الاحتلال. وكما دأبت قوات الإحتلال وبوقها الإعلامى فى الكذب ،فقد ادعت أمس الأول أن مصر وافقت على بقاء قوات الاحتلال فى فلاديلفيا ،وذلك فى أعقاب انتهاء مفاوضات الوفد الإسرائيلى ومغادرته القاهرة ، وكان بديهيا أن تسارع مصر بنفى هذه المزاعم . ولمن لايعرف فإن هذا المحور قد تناولته الاتفاقية الموقعة بين مصر والعدو الإسرائيلي،والتى تشترط يكون هذا المحور الممتد بطول 11 كيلو مترات على الحدود بين البلدين فى الأراضى الفلسطينية منطقة عازلة محدودة القوات ومحددة الأسلحة.. ولكن العدو الإسرائيلى لم يلتزم وتوغل فى هذا الممر بدباباته وأسلحته الثقيلة واحتل رفح الفلسطينية ليضيق الخناق على الشعب الفلسطينى. مصر لن تتنازل عن شرطها بانسحاب القوات الاسرائيلية من رفح ومحور فيلاديلفيا، ولن تفلح بالونات الاختبار التى تطلقها اسرائيل من وقت لآخر بشأن هذا المحور. العدو يحاول عرقلة جهود التوصل الى تسوية ،وإنهاء الحرب فى غزة بشتى الطرق ،وظنى أن اسرائيل لن توافق على المبادرة المطروحة من مصر وقطر برعاية أمريكية لوقف الحرب وإعادة الرهائن ، وبخاصة بعد الزيارات الاخيرة لوزراء الخارجية للدول الكبرى الثلاث امريكا وبريطانيا وفرنسا ،حيث أكدوا فيها وقوف بلادهم بجانب اسرائيل وانهم ملتزمون بضمان أمن الكيان الصهيونى المحتل. المماطلة الاسرائيلية فى المفاوضات ماهى إلا تكتيك تنتهجه لكسب مزيد من الوقت لتنفيذ مخططها بتوسيع رقعة الإحتلال وإبادة الشعب الفلسطينى ،واستمرار حالة الترقب والخوف فى المنطقة من اندلاع الحرب الشاملة ،وتوصيل المنطقة الى المعادلة الصفرية ! وتظل مصر هى حجر العثرة الوحيد أمام إسرائيل فى تنفيذ مخططها ،وتهجير الشعب الفلسطينى قسرا ، وفرض شروطها فى المفاوضات ،لأنها وسيطا نزيها شريفا قويا منحازا للعدل والسلام والحق الفلسطينى المشروع فى استرداد وطنه وإقامة دولته وعاصمتها القدسالشرقية. موقف مصر ثابت لم ولن يتغير ولن يهتز من ألاعيب وأكاذيب قوات الاحتلال .