شهدت البورصات العالمية أمس الأول انهياراً وخسائر تاريخية قد تؤدى إلى ركود فى الأسواق، ولم تسلم بورصة الولاياتالمتحدة من هذه الخسائر منذ الجمعة الماضية قبل إجازة البورصة.. ولأول مرة منذ آخر تحرير للعملات الصعبة فى مارس الماضى يكسر سعر الدولار حاجز ال 49 جنيهاً. كل ذلك توابع لالتهاب منطقة الشرق الأوسط التى أصبحت فوق صفيح ساخن، وترقب واستعداد لحرب شاملة فى حال نفذت إيران تهديدها بالثأر لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس على أراضيها، ونفذ حزب الله ثأره لاغتيال فؤاد شكر القيادى البارز فى الحزب، ورد من الحوثيين على ضرب إسرائيل لميناء الحديدة. والتغيرات الجيوسياسية بالمنطقة كانت مصر أول وأكثر الدول المتأثرة بها سلبيا، وبخاصة الخسارة الشهرية التى تتكبدها قناة السويس بسبب هروب السفن التجارية إلى طريق رأس الرجاء الصالح، حيث بلغت خسارة القناة شهرياً 550 مليون دولار، ورغم زيادة تحويلات المصريين فى الخارج، والتدفقات النقدية قيمة مشروعات الشراكة التى نفذتها مصر مع الإمارات وبعض الشركات الكبرى، إلا أنها لم تعوض خسارة القناة التى تمثل العمود الفقرى فى التدفقات النقدية لمصر، وخروج مبالغ كبيرة من الأموال الساخنة من مصر. الحكومة مازالت مسيطرة على الموقف، وسط هذا المشهد المتأزم الذى لم تشهده المنطقة من قبل. وكانت الدولة صائبة القرار عندما وجهت كل الاستثمارات الحالية فى مجالى الزراعة والصناعة، لأن هذا هو الملاذ الآمن للاستثمار، والقادر على جذب رءوس الأموال الأجنبية، تعويضا عن الأموال الساخنة التى تخرج فى أى وقت وتحدث هزات سلبية. ولعله من المناسب الآن أن يتوقف مؤقتا ضخ أى عملات صعبة لاستيراد السيارات، وأى سلع مستوردة، لها بديل فى مصر، فدول المنطقة كلها تطبق الآن اقتصاديات الحرب، تحسباً لأى سيناريوهات سيئة قادمة قد تُفرض علينا جميعاً. وظنى أن للإعلام دوراً كبيراً فى نشر الوعى الاقتصادى للرأى العام ، وشرح التأثير الكارثى - بالاستعانة بخبراء الاقتصاد - الذى يمكن أن تحدثه حرب شاملة فى المنطقة وبخاصة على مصر.. والحمد لله أنه حبا مصر بالرئيس السيسى الذى جنب البلاد الدخول فى أى مغامرة. ربنا يستر ويحفظ مصر وشعبها وجيشها ورئيسها.