مازالت حرب الإبادة اللاإنسانية التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة مستمرة دون توقف ودون هوادة، رغم مرور أكثر من تسعة أشهر عليها،...، وبالرغم من استشهاد ما يصل إلى الاربعين ألف شهيد وإصابة مائة ألف حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال. ومازال القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم «2735» المطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار معطلاً ودون تنفيذ، رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على إصداره من مجلس الأمن، بناء على طلب ورغبة أمريكية وموافقة دولية عليه. القرار المجمد أو المعطل عن التنفيذ حتى الآن لا يجد من ينفذه أو يحوله إلى حقيقة على أرض الواقع، نظراً للفشل الدولى والعجز عن دفع إسرائيل للقبول بما ينص عليه القرار من وقف لإطلاق النار، فى إطار هدنة تؤدى لتوقف الحرب والإفراج عن عدد من المحتجزين من الرهائن الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن عدد من المسجونين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية. والفشل أو العجز الدولى يعود فى أساسه إلى غياب الرغبة والتحرك الأمريكى الجاد للدفع بإسرائيل لتنفيذ القرار، والبدء فى تنفيذ أولى خطواته وبنوده بوقف إطلاق النار، تمهيداً لتنفيذ بقية مراحل المبادرة الأمريكية التى وردت فى القرار، الذى يتضمن ثلاث مراحل تنتهى بالتوافق على وقف الحرب والإفراج عن كل المحتجزين. والواقع يقول... إن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل مشغولتان حالياً وطوال الخمسة أيام الماضية، برد الفعل الإيرانى المتوقع انتقاماً لاغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسى لحماس «إسماعيل هنية» فى طهران الأسبوع الماضى. ولذلك فلا وقت لديهما للاهتمام بوضع قرار مجلس الأمن موضع التنفيذ، متجاهلتين أن أساس المشكلة هو العدوان اللاإنسانى الإسرائيلى على غزة، وسلوكها الاجرامى المستمر فى حرب الإبادة ضد الفلسطينيين وما تقوم به من اغتيال لكوادر وقادة المقاومة. وفى هذا الإطار فإن من المتوقع استمرار الانشغال والاهتمام الأمريكى بحماية إسرائيل ضد الرد الإيرانى الانتقامى المحتمل والمتوقع،...، وعدم الاهتمام أو الانشغال بأى أمر آخر، حتى ولو كان وقف إطلاق النار ووقف عمليات وجرائم الإبادة الجماعية التى تمارسها وتقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى.