span style="font-family:" Arial",sans-serif"ظلت فتاة الليل ترتدي معطفها المكتوب عليه...أنا راهبة span style="font-family:" Arial",sans-serif"كانت حريصة علي ارتداء هذا المعطف دوماً، سألها صاحب الحانه والدار الذي تعمل به span style="font-family:" Arial",sans-serif"لماذا تصرين علي هذا؟ أنت مضحكة مهما ارتديت الناس تعرف أنك لست راهبة span style="font-family:" Arial",sans-serif"هزت رأسها بسخرية قائلة: أنت لا تفهم سيكلوجية البشر، الناس في بلدتنا نوعان، نوع يعرفني ويأتي إلي طواعية ويشفق بحالي ويمنحني الكثير من المال لأنني أكرر وأكرر قصتي إياها! span style="font-family:" Arial",sans-serif"والنوع الثاني لا يعرفني ويدهش من معطفي الذي لا يتماشي مع هيئتي ومساحيق التجميل علي وجهي فيأتي إلى الحانة والفضول يقتله ليعرف قصتي، ويزداد عدد زبائنك كل ليلة! span style="font-family:" Arial",sans-serif"وأنت تعرف الباقي ياداود span style="font-family:" Arial",sans-serif"ابتسم صاحب الحانه قائلاً: نعم أعرف span style="font-family:" Arial",sans-serif"فأنت تختلقين قصة مؤثرة جداً، أنك كنت تريدين أن تصبحي راهبة ولكن وجب عليك إطعام أفواه عائلتك وأخوتك الصغار! span style="font-family:" Arial",sans-serif"وبعد شهور وفي ليلة ما، جاءته طالبة منه أن يزيد أجرها وإلا ستتركه لأن صاحب الحانة الأخرى عرض عليها أجراً أكبر! span style="font-family:" Arial",sans-serif"رفض داود، تركته الفتاة span style="font-family:" Arial",sans-serif"ومرت شهور وشهور وفي ليلة صيفية رأها بوضوح، فوجئ بها تدخل الحانة الأخرى وهي ترتدي معطفا مكتوبا عليه: أنا حارسة لحدود البلدة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أصر أن يدخل تلك الحانة الأخرى ليرى كيف تصطاد زبائنها؟! span style="font-family:" Arial",sans-serif"وما أن رأته حتي ارتمت في أحضانه وهي تبكي وتقول له: اشتقت إليك يا داود، يا إلهي كم افتقدتك! span style="font-family:" Arial",sans-serif"لم أرد أن أخبرك بالحقيقة حتي لا أسبب لك متاعب مع أحد. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قصتي الحقيقيه أنني كنت من المحاربات علي حدود البلدة والمدافعات عنها ببسالة ولكن القادة طمعوا في جسدي واضطهدوني! span style="font-family:" Arial",sans-serif" بكي داوود تأثراً وانبهر بقصتها وصدقها وهو يعلم أنها كاذبة فقد كان يكره هؤلاء القادة الذين طالما أغلقوا حانته وقت الحرب! وصار من زبائنها بل أهم واحد فيهم! وتوسل إليها لتعود معه إلى حانته span style="font-family:" Arial",sans-serif"وجعلها رئيسة لكل الفتيات في الحانة span style="font-family:" Arial",sans-serif"وهجم الأعداء علي البلدة واستبسل الجميع في الذود عنها، طالت الحرب لسنوات وبإيعاز من داود وفتيات الليل العاملين تحت يديها نُشر في البلدة أنهم في حاجة إلي جيش جديد وحاكم جديد ! span style="font-family:" Arial",sans-serif" ذهب الكثيرون إليها ليعرفوا لماذا طالت الحرب span style="font-family:" Arial",sans-serif"جمعتهم في الحانة وظلت تحكي وتحكي عن القادة الذين اضطهدوها! span style="font-family:" Arial",sans-serif"وعن عمق معرفتها ببواطن الأمور وخوف هؤلاء القادة منها وعن استعدادها لتكون الحاكمة ! span style="font-family:" Arial",sans-serif"وعندما انتهت من خطبتها العصماء، دلفت إلي غرفة سرية لتلتقي آخر زبائنها في تلك الليلة، كان قائداً من قواد الجيش المهاجم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وبدأت تبكي وتحكي له عن الظلم الذي تواجهه وعن اضطرارها لهذا العمل بسبب قسوة الحياة وأفواه اخوتها الصغار الجائعين!