span style="font-family:" Arial","sans-serif""منذ رأيت الصغير يشرب من بركة في الأرض من ماء المطر، وقد اختلط ماؤها بالدماء، عزفت عن الحياة، ولم تعد دروبي تجد لي مسلكاً. span style="font-family:" Arial","sans-serif"" كان المشهد هو القشة التي قصمت ظهري، قاطعت الأخبار وخاصمت هاتفي، وقد تمزقت أعصابي، تحطمت رباطة جأشي تحت الأنقاض والركام الذي خلفه القصف، ولم أعد أقوى على النظر إلى أشلائهم ولم تعد تعزيهم كلمات. span style="font-family:" Arial","sans-serif""فقط أستمع بجبن إلى الأخبار دون أن أقوى على رفع بصري فيها. span style="font-family:" Arial","sans-serif""أنظر إلى التلفاز، حقاً لم أعد أقوى. span style="font-family:" Arial","sans-serif""بللت وجهي ببعض رشات الماء سريعاً، رشفة من الماء كذلك لا تسد العطش الذي استيقظت به span style="font-family:" Arial","sans-serif"": ألن تحلق؟ span style="font-family:" Arial","sans-serif"": لا span style="font-family:" Arial","sans-serif"": شكلك وحش span style="font-family:" Arial","sans-serif"": مش مهم. span style="font-family:" Arial","sans-serif""رغم محاولة تجاهلي للأخبار؛ كنت أختلس النظر لتغريداته اليومية؛ لا أقرأ محتواها؛ أو بالأحرى لا أقوى على فعل هذا، كيف أبدأ يومي بطعناته لفؤادي؟! span style="font-family:" Arial","sans-serif""فقط أطمئن أنه نجى وأبناؤه من غارات الليل الغاشمة. span style="font-family:" Arial","sans-serif""على مسبحة لا أسبح عليها؛ وصلت إلى العمل، محمل أنا بأعباء لا يقوى عليها ظهري، لكن إلى أين المفر! span style="font-family:" Arial","sans-serif"" صديق يعلم متابعتي الجيدة: ها إيه الأخبار؟ span style="font-family:" Arial","sans-serif"": مفيش جديد. span style="font-family:" Arial","sans-serif"": يعنى حصل إيه امبارح؟ span style="font-family:" Arial","sans-serif"": مفيش جديد. span style="font-family:" Arial","sans-serif"": خالص؟ span style="font-family:" Arial","sans-serif""غاضبا: أيوه خالص. span style="font-family:" Arial","sans-serif""نظر إلىّ في عتاب، ورحل في صمت. span style="font-family:" Arial","sans-serif"" وبخت نفسي وخرجت خلفه: لا جديد يا أخي، القصف مستمر والصمت أيضا. span style="font-family:" Arial","sans-serif""أومأ برأسه في خيبة وتركته وحالي ليس بأفضل من حاله. span style="font-family:" Arial","sans-serif""بضعة أيام قاومت فيها الهاتف والأخبار، أحتفظ بما تبقى من أعصابي المستهلكة، كي أبتاع بها ما يسد رمق الحياة المنهوبة!! span style="font-family:" Arial","sans-serif"" اليوم الثمانون span style="font-family:" Arial","sans-serif""استيقظت فزعاً أهرول إلى مكتبتي أبحث فيها عن كتاب span style="font-family:" Arial","sans-serif""زوجتي: _ ماذا بك عن ماذا تبحث؟ span style="font-family:" Arial","sans-serif"": أبحث عن كتاب span style="font-family:" Arial","sans-serif"": أعلم، ولكن هل الآن، الفجر أوشك أن يؤذن له؟! span style="font-family:" Arial","sans-serif"": سألني صديق عن شيء سأبحث عنه. span style="font-family:" Arial","sans-serif"": صديق، سألك أين ومتى؟ كنت تحلم أكيد! span style="font-family:" Arial","sans-serif"" نعم كنت أحلم! دعيني وشأني. span style="font-family:" Arial","sans-serif""اقتربت، ربتت على كتفي: ما بك، أخبرني؟ span style="font-family:" Arial","sans-serif""جلست مهزوما، وضعت رأسي بين راحتي: زارني صديق لا تعرفينه، لم أقابله يوماً ولم أحدثه حتى عبر الأثير، فقط أسترق النظر خجلاً إلى تغريداته عن القصف الغاشم. span style="font-family:" Arial","sans-serif""قال لي معاتباً: لم تطمئن علي قبل أن تأوي للفراش span style="font-family:" Arial","sans-serif""تملكني الخوف. span style="font-family:" Arial","sans-serif"": لا تخف نحن إلى الجنان العلى، فلا تخف علينا ولا تحزن، فقط هو جوع الأطفال وعطشهم ما يمزق قلوبنا وقلة حيلتنا تجاههم، أحياناً نتمنى لو طالنا القذف فننتهي من هذا الكابوس. span style="font-family:" Arial","sans-serif""لم أجد كلمات أعقب بها، نكست رأسي خجلا وقاومت عبراتي، ضحك بدون صوت span style="font-family:" Arial","sans-serif"": تبكي وأنت 0مناً في فراشك تنعم بالدفء، لقد دمرت مكتبتي هل تعلم هذا؟ span style="font-family:" Arial","sans-serif"" ألا أجد لديك نسخة من الرحيق المختوم أقرأ فيه عن حصار النبي في شعب أبي طالب ل رزان وعواطف وحيان! لعلهم يهدئوا ف يناموا فالقذف الليلة غشيم. span style="font-family:" Arial","sans-serif""اليوم الرابع والثمانون span style="font-family:" Arial","sans-serif""الكتاب على مكتبي يا ترى لماذا لم يأخذه؟