تسببت مخاوف من حدوث تسونامى بالبحر الأبيض المتوسط فى إغلاق شواطئ أربع محافظات مصرية، فى خطوة وصفت من جانب رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية د.شريف الهادى، بأنها «غير مبررة». ورفعت محافظات بورسعيد وكفر الشيخ والإسكندرية ومرسى مطروح الرايات الحمراء محذرة من ارتفاع الأمواج، وذلك بعد الزلزال الذى شهدته جزيرة كريت اليونانية الأحد، وتسبب فى إثارة المخاوف من حدوث تسونامى. ويقول الهادى، فى تصريحات خاصة ل«الأخبار»: «متى توفرت بعض الظروف، يمكن أن يصبح هناك خطر من حدوث تسونامي، لكن ذلك لا ينطبق على الزلزال الأخير، الذى تسبب فى إثارة المخاوف». وضرب الزلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر الجزيرة اليونانية، وهى منطقة تسببت تاريخيا فى تسونامى عام 365 ميلادية، الذى أدى إلى دمار مدينة الإسكندرية وقتها، ولكن الشروط التى أدت لهذا التسونامى غير متوفرة فى الزلزال الأخير. ويوضح الهادى أنه لكى يتسبب زلزال فى حدوث تسونامي، يجب أن تكون قوته أكبر من 7 درجات على مقياس ريختر، ويكون داخل البحر، وقريبا من سطح الأرض، وفى الأماكن النشطة زلزاليا، وهذه الشروط لا تنطبق على الزلزال الأخير. ويضيف أن تلك الظروف توفرت فى زلزال عام 365 ميلادية، والذى تعدت قوته 8 درجات على مقياس ريختر، وفق المقاييس الحالية، حيث تسبب فى حدوث تسونامى ضخم، كان مسؤولا عن دمار واسع النطاق فى جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط، خصوصا فى الجزر اليونانية وصقلية وليبيا وقبرص وفلسطين ومصر». اقرأ أيضا| تسونامى زلزال كريت وإغلاق الشواطئ بمصر.. علوم المحيطات باليونسكو تكشف التفاصيل وبخلاف هذا الحدث الأشهر وأحداث أخرى أقل تدميرا، تشهد منطقة كريت نشاطا زلزاليا بشكل مستمر، يقع معظمه فى نطاق الأربع والثلاث درجات، لذلك فإن الهادى يتعجب من إثارة المخاوف والفزع بشأن الزلزال الأخير. ويقول: « كريت تقع فى منطقة تسمى باسم (القوس الهيلينى)، وهى معروفة بنشاطها الزلزالى المتكرر والعنيف لوقوعها فى منطقة التقاء بحر إيجه والصفيحة الإفريقية، حيث تنحدر الصفيحة الإفريقية تحت بحر إيجه فى عملية تعرف باسم ( الاندساس)، وعلى طول هذه المنطقة التى تعرف باسم (منطقة الاندساس الهيلينية)، تحدث الزلازل باستمرار، لذلك لا يوجد مبرر من إثارة الفزع حول زلزال بقوة أقل من المتوسط، مثل الزلزال الأخير». ولفت رئيس قسم الزلازل، إلى أنه «إذا لا قدر الله توفرت الظروف التى تؤدى إلى موجات التسونامي، فلا يحدث ذلك فجأة مثل الزلازل، وتكون هناك أنظمة للإنذار المبكر تحذر من وقوع الخطر قبل وصوله إلينا بنحو 20 دقيقة، لذلك لا يوجد ما يدعو للقلق». وكالعادة كان متنبئ الزلازل الهولندى فرانك هوجربيتس، هو مصدر القلق والفزع، حيث استدعى فى تعليق كتبه على حسابه بموقع (إكس)، الكارثة التى وقعت فى 365 ميلادية أى قبل (ألف و659 عاما )، وقال إن هناك مخاوف من تسونامى بسبب زلزال سيحدث فى المنطقة، محذرا من أن «هذه المنطقة قادرة على إنتاج نشاط زلزالى كبير، واستدعى ما حدث فى عام 365، مشيرا إلى أن زلزالا بقوة 8.6 تسبب فى حدوث تسونامي، أثر على حوض شرق البحر الأبيض المتوسط بأكمله». وتساءل الهادي: «إذا كان هذا الرجل الذى ملأ الدنيا ضجيجا بلا داعى يعلم أن الزلزال الذى تسبب فى الدمار الشامل تعدت قوته 8 درجات، فلماذا يثير المخاوف بشأن زلزال عادى للغاية يحدث بشكل متكرر فى المنطقة، والقول إنه تنبأ بحدوثه فيه تضليل كبير، لأن الزلازل فى تلك المنطقة تحدث بشكل متكرر».