مشادة بين أحمد حجازي وحسام حسن تثير جدلا واسعا.. ماذا حدث؟    أبرز نشاط وزير البترول خلال 24 ساعة    4 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بمخيم البريج    نيويورك تايمز: مطالب جديدة لحماس في محادثات وقف إطلاق النار    تنسيق الأزهر.. لينك وخطوات تسجيل الرغبات لطلاب الثانوية الأزهرية    قبرص تفوز على ليتوانيا في دوري أمم أوروبا    الزمالك نادي كبير على مستوى العالم.. مدرب منتخب إسبانيا يعلق على مفاوضات راموس (خاص)    أسر كاملة ومعظمهم من قنا، أسماء مصابي حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    سقوط الأمطار 6 أيام.. الأرصاد تحذر من ظواهر جوية تضرب البلاد    أغرب محاولات تهريب الممنوعات.. عصابة النساء أخفين أقراص مخدرة داخل كراسي متحركة    خيانة تحت النقاب نهايتها الإعدام.. الزوجة الخائنة وعشيقها قتلا الزوج    طرح الإعلان الرسمي لمسلسل «تيتا زوزو» بطولة إسعاد يونس (فيديو)    محافظ جنوب سيناء يفتتح معرض أهلا مدارس بشرم الشيخ بتخفيضات تصل إلى 30%.. صور    بمشاركة عبد المنعم.. نيس يهزم أجاكسيو وديا    اليوم.. الزمالك يختتم معسكر بالإسكندرية بخوض وديتين    بالإسماء.. إصابة 11 شخصا إثر انقلاب سيارة ميكروباص بصحراوي المنيا    حدث ليلا.. غارات مميتة للاحتلال على غزة وسبب تدمير المخيمات فى الضفة (فيديو)    مهرجان تورنتو، جينفر لوبيز تتألق في عرض فيلمها Unstoppable (صور)    تامر عاشور يوجه رسالة ل تركي آل الشيخ بعد حفله في جدة.. ماذا قال؟ (فيديو)    رانيا فريد شوقي: لا أفكر في الإنتاج.. وحياتي الأسرية مستقرة    رانيا فريد شوقي: ورثت حب التمثيل عن والدي.. وحسن يوسف كان فتى أحلام طفولتي    الخطر يقترب.. الولايات المتحدة تستعد لاستقبال جدري القرود    مصرع طفلة وإصابة أسرتها فى حادث سير على الطريق الزراعى ببنى سويف    هل زادت إجازة المولد النبوي الشريف بعد ترحيلها؟.. تعرف على الإجازات الرسمية حتى نهاية 2024    أوكرانيا: حزمة المساعدات الأمنية الأمريكية الجديدة ضرورية للدفاعات الجوية    ملخص وأهداف مباراة فرنسا ضد إيطاليا في دوري الأمم الأوروبية    ما العلاقة بين تراجع الذهب عالميا وسعر الدولار؟.. السر في «بريتون وودز»    برونزية الطائرة جلوس وفضية فاطمة محروس تزين نتائج مصر في تاسع أيام بارالمبياد باريس    عمرو سلامة يشيد بأداء شاب في «كاستينج»: هايل جدا    ركز على نفسك.. توقعات برج القوس اليوم 7 سبتمبر    اتهموه بالغرور.. محمد السيد يكشف كواليس فيديو أولمبياد طوكيو الشهير    برقم الجلوس والاسم.. رابط نتيجة الثانوية العامة 2024 الدور الثاني عبر موقع وزارة التعليم العالي (رابط مباشر)    طريقة عمل مهلبية قمر الدين.. في 10 دقائق فقط    «كان عسكريا محنكا».. علي الدين هلال: مبارك أطول من حكم مصر بعد محمد علي (فيديو)    محام يكشف عقوبة المساكنة قبل الزواج في القانون    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 عبر موقع التنسيق الإلكتروني لطلاب المرحلتين الأولى والثانية    تعليم القاهرة تحدد الأوراق المطلوبة لاستيفاء مسوغات تعيين المتعاقدين الجدد بمسابقة 30 ألف معلم    تعرف على سعر البصل والطماطم بالأسواق اليوم السبت 7 سبتمبر 2024    الاحتلال يستهدف أكثر من 15 منصة لإطلاق الصواريخ في لبنان    إبراهيم عادل يُبدي سعادته بمشاركته في فوز منتخب مصر على كاب فيردي    روسيا تؤكد موقفها الداعم لحل الدولتين في الأراضي الفلسطينية    طريقة عمل أصابع الدجاج المقلية اللذيذه.. طريقة اقتصادية    أمراض القلب والشرايين.. أضرار الوجبات السريعة    رابطة مصنعي السيارات: الأوفر برايس ظهر مجددا.. والأسعار في زيادة مستمرة    بدء تسجيل رغبات القبول بجامعة الأزهر 2025    ضبط المتهم بإشعال النار في صديقه بالقليوبية    الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز    «ساعتين وغرامة 100 جنيه».. متحدث المترو يكشف فترة صلاحية التذكرة    الوزير.. والكتاب الفرنساوي!    «رفض المشاركة».. كواليس أزمة أحمد حجازي مع حسام حسن في مباراة الرأس الأخضر (خاص)    تعرف على نسب تكاليف شركات التأمين مقابل إدارة برامج الرعاية الصحية وفقا للقانون    بعد قرار المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 7 سبتمبر 2024    قافلة طبية مجانية بقرية ميت الموز بشبين الكوم    مصطفى حسني يكشف أسرار 3 أوقات لاستجابة الدعاء في يوم الجمعة    واعظ ب«الأزهر العالمي»: للأمهات الدور الأكبر في تنشئة جيل سوي دينيا ونفسيا    الأزهر للفتوى يوضح حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجُمعة    عضو «الأزهر للفتوى» يكشف عن طريقة التعامل النبي صل الله عليه وسلم مع النساء    نص خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع الأول.. التحذير من خراب البيوت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«البرونزة» سبب ارتفاع الأمواج.. والألعاب البحرية ممنوعة بدون «لايف جاكت»
النجاة «عمر جديد»| فى اليوم العالمى للوقاية من الغرق منقذ لكل 100 متر.. واستغلال الدقائق الذهبية للحفاظ على الحياة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 07 - 2024

مع بدء موسم الصيف كل عام تزداد حالات الغرق، خاصة فى الإسكندرية والساحل الشمالى ومطروح، لتتحول فرحة إجازة المصيف إلى فاجعة وكابوس لا تنساه عائلات الضحايا وإن طال الزمن، فهل منظومة الإنقاذ على شواطئنا كافية؟ وكيف نمنع هذا الكابوس؟.
الكابتن سامح الشاذلي، رئيس الاتحادين العربى والمصرى للغوص والإنقاذ، قال إن منقذى الشواطئ وخاصة الإسكندرية يحصلون سنويًا على دورات تدريبية عملية ونظرية فى كيفية الإنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية للغرقى يعقبها امتحانات قبل أن يحصلوا على شهادة معتمدة.
وأضاف «الشاذلي» أن هذه الدورات تحكمها ضوابط صارمة ومن لم يجتز الاختبارات لا يحصل على الشهادة المعتمدة من الاتحاد كمنقذ مؤهل للعمل على الشواطئ فى مصر.
وأشار إلى استمرار مشاركة الاتحاد المصرى للغوص فى مبادرة مصر بلا غرقى التى تهدف لرفع وعى وثقافة المواطن والشباب والأسرة المصرية لاتباع السلوك الصحيح فى المصايف وغيرها من المسطحات المائية للحد من الغرق.
هيئة عامة
وتساءل الشاذلي، عن الجهة المسئولة عن الإنقاذ فى مصر؟، قائلًا:» الإجابة للأسف الشديد لا يوجد جهة مسئولة عن الإنقاذ فى مصر»، داعيًا لإنشاء هيئة عامة للإنقاذ فى مصر كجهة رسمية يكون لها الضبطية القضائية وحق التفتيش على الشواطئ والمسطحات المائية.
وأوضح رئيس الاتحادين العربى والمصرى للغوص والإنقاذ، أن مسئولية الشواطئ تتوزع على عدة جهات مثل شواطئ الفنادق تتبع وزارة السياحة وشواطئ المحافظات تتبع التنمية المحلية وغيرها.
الدقائق الذهبية
وتُطل الإسكندرية على سواحل البحر المتوسط بنحو 64 شاطئًا تمتد من أبو قير شرقًا وحتى أبو تلات غربًا- 12 منها خارج الخدمة حاليًا بسبب مشروع توسعة الكورنيش- ما يجعلها المصيف الأول على مستوى الجمهورية.
يقول الدكتور محمد عبد الرازق، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أنه يجرى رفع كفاءة المنقذين وذلك بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، للحفاظ على حياة المواطنين من المصطافين.
وأشار إلى أن التدريبات تتضمن سرعة الوصول للشخص المراد إنقاذه مع الاحتفاظ بلياقة المنقذ، وتقديم الإسعافات الأولية للغريق، والتأكد من بقائه على قيد الحياة، وكيفية استغلال الدقائق الذهبية الفارقة فى حياة الغريق قبل نقله إلى المستشفى.
وأضاف «عبد الرازق» أنه يجرى منع نزول البدالات والألعاب البحرية إلى مياه البحر دون ارتداء الرواد سترة الإنقاذ «لايف جاكت»، فضلا عن الالتزام بتواجد كافة الغواصين والمنقذين فى أماكنهم.
منقذ كل 100 متر
ومن جانبه، أوضح أسامة علي، مدير عام الإدارة العامة للمصايف بالإسكندرية، يجرى تحديد أعداد المنقذين حسب مساحة كل شاطئ بحيث يشترط وجود غطاس لكل 100 متر، مشيرًا إلى أنه يجرى زيادة العدد فى العطلات والإجازات التى تشهد أعدادا مضاعفة من المصطافين.
ودعا «علي» المواطنين إلى الالتزام بتعليمات رجال الإنقاذ حفاظًا على سلامتهم، قائلًا:» المنقذون دائما يحاولون إبعاد المصطافين عن الأماكن العميقة والخطرة لكن دون استجابة.. لازم توعية المواطن حرصًا على سلامته.. إحنا بنلعب لعبة القط والفار مع المواطن يوميًا».
برونزة البحر
وحول أسباب ارتفاع أمواج البحر بشكل ملحوظ فى شواطئ العجمى والقطاع الغربي، أوضح مدير عام الإدارة العامة للمصايف بالإسكندرية، إن البحر صيفًا يشهد ما يعرف بلغة الصيادين ب «برونزة» - هواء بحرى شديد يعلو سطح البحر فى الصيف- بدءًا من آخر يونيو وحتى منتصف يوليو كل عام.. وأضاف أنه يجرى التنسيق مع مرفق الإسعاف لتوفير سيارات إسعاف فى حالة وجود حالات تستدعى النقل إلى المستشفيات، فضلا عن صيانة ومتابعة أبراج المراقبة والرايات ووحدات الإسعاف والجيت سكى وغيرها على مدار موسم الصيف.
لكل موجة لون| الرايات التحذيرية.. إشارتك للمرور إلى البحر
هناك ضوابط صارمة فى البحر كما هو الحال على اليابسة والهدف فى النهاية هو سلامة الجميع، فإذا كانت إشارات المرور تلعب دورًا حيويًا فى الحفاظ على سلامة المواطنين على الطرق، فإن الرايات التحذيرية تحافظ على أرواح مرتادى البحر وتحميهم من الغرق.
بألوان ثلاثة، أحمر وأصفر وأخضر، ترفرف الرايات والأعلام على أبراج المراقبة بشواطئ الإسكندرية.
الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية تعتبر الرايات ذات الألوان الثلاثة وسيلة تحذير للمصطافين للتعبير عن حالة البحر وارتفاع الأمواج والطقس ومدى خطورة السباحة من عدمه، ما يسهم فى الحفاظ على الأرواح وهى كالتالي:
الرايات الصفراء: تشير إلى أن حالة البحر غير مستقرة نسبيًا ويسمح بالنزول ولكن مع أخذ الحيطة والحذر، ويفضل عدم النزول لو كنت لا تجيد السباحة والالتزام بالمناطق القريبة من الشاطئ وتعليمات المنقذين.
الرايات الخضراء: تعنى أن حالة البحر آمنة وتسمح بنزول المياه والسباحة واستخدام العائمات والبدالات وغيرها، إذ تعبر أن البحر موجه هادئ وآمن.
الرايات الحمراء: وتشير فى حالة رفعها على أبراج المراقبة بأنه ممنوع نزول البحر نهائيا لأن حالة البحر لا تسمح بالسباحة ويتم تحذير المصطافين من النزول إلى مياه البحر فى هذا التوقيت، لأن سرعة المياه عالية، وارتفاع الأمواج كبير وتيارات المياه والمد والجذر فى البحر قوية.
(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).. «الأخبار» تقضى يومًا مع منقذ شاطئ المندرة
«هيثم»: ورثت المهنة أبًا عن جد.. وطفل ال 10 شهور موقف لا يُنسى
فى كل يوم ترسل الشمس أشعتها الذهبية، وتتسلل رويدًا رويدًا إلى شوارع وأحياء الإسكندرية، معلنة عن بداية يوم جديد، يفاجئها «هيثم» أنه لم ينتظرها لإيقاظه، فمن اعتاد طيلة حياته أن يصحو باكرًا، قطعًا لن يترك ضوء الشمس يضيء النهار بينما لا يزال فى فراشه.
يودع «هيثم عبد الحارث» زوجته وأبناءه «هنا» و»ياسين» كعادته كل يوم قبل أن يتوجه إلى عمله بشاطئ المندرة المميز، مهنته كمنقذ وغواص، لم يعرف غيرها طيلة حياته التى قاربت ال 40 سنة، يقول إنها كانت مهنة جده ووالده، وورث عنهم حب البحر.. دقائق قليلة تفصل بين المنزل وبحر تعرف أمواجه «هيثم»، الذى سرعان ما ارتدى «المايوه» ونظارة شمسية واضعًا صافرته حول رقبته، غير عابئ بشمس حارقة تركت أشعتها آثارها على جسده، عينه على كل موجة تصل مرساها على شاطئ المندرة المميز.
«شغلتى أهم شغلة علشان دى أرواح ناس»، يقولها هيثم بينما الشاطئ البالغ طوله نحو 200 متر، مستعرضًا ما حصل عليه من دورات وشهادة معتمدة من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ تشمل الإسعافات الأولية أيضًا، متابعًا: «شغلى كله فى الميه، علشان كده لازم ناخد الدورات دى كل سنة».
يتوقف هيثم فجأة عن الحديث، ويشير إلى الشمندورات والخط العائم، مطالبًا مجموعة من الشباب بعدما لفت انتباههم بصافرات متواصلة، بعدم تجاوزها مرة الأخرى، لكونها تعتبر الخط الفاصل بين المناطق الآمنة والخطرة.
ويتابع: «عينى دايما لازم تبقى على البحر من أول استلامى العمل 7 الصبح والرايات حسب ارتفاع موج البحر.. البحر هادى ارفع الراية الخضرا.. ولو لقيت البحر مغير والموج عالى ارفع الراية الحمرا.. وبنمنع نزول البحر نهائي».
يتذكر هيثم أصعب موقف خلال عمله، عندما تعرض أحد المصطافين بينما يحمل طفله الصغير الذى لا يتجاوز عمره ال 10 شهور للغرق فى بركة داخل الشاطئ، وسقط الطفل من يده، قائلًا: «نزلت غطست لقيت الطفل بيتقلب على الرمل تحت الميه.. وبيتسحب.. وقدرت أنقذه ورجع للحياة تاني».. ويضيف أن حالات الغرق لا تقتصر على شهور الصيف فقط، موضحًا حدوث أكثر من حالة غرق فى الشتاء، أغلبهم من طلاب المدارس ممن يصرون على نزول البحر رغم برودة المياه، قائلًا: «رغم خوفنا على المصطافين إلا أن بعضهم لا يستجيب لتعليمات الإنقاذ معرضًا حياته للخطر».
بعد عام ونصف من إعادة تشغيله| «الثغر» تواجه الموت فى «النخيل»
2 كيلومتر هى طول شاطئ النخيل، ما يجعله أكبر شواطئ الإسكندرية على الإطلاق، لكن ليس لهذا السبب نال شهرته وتصدرت أخباره وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى كل الصيف وعلى مدار سنوات.
فتكرار حالات الغرق بشكل جماعى تارة وفردى تارة أخرى لكثرة الدوامات بين أمواجه جعلته يعرف ب «شاطئ الموت»، وصدر بحقه قرار من النيابة العامة بإغلاقه فى 28 مايو 2021..
وفى أبريل 2023 فوجئ الجميع بإعادة فتح الشاطئ مرة أخرى.. واليوم وبعد مرور نحو عام ونصف العام على تشغيل شاطئ النخيل، يبقى سؤال كيف نجحت الإسكندرية فى إغلاق بوابة الموت بشاطئ النخيل؟.
قال أسامة على، مدير عام الإدارة العامة للمصايف بالإسكندرية، أنه جرى إلزام مستأجر الشاطئ ب 10 ضوابط واشتراطات.
وقال على، إن الاشتراطات شملت تعيين نحو 40 منقذًا حاصلين على رخصة معتمدة مقسمين حواجز الأمواج السبعة داخل البحر وآخرين فوق أبراج المراقبة ومجموعة مترجلة على الشاطئ الرملى.. وأشار إلى تواجد 4 جيت سكى بصفة دائمة داخل البحر، لتأمين طول الشاطئ، فضلا عن أدوات الإنقاذ المعتمدة من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ مع التزام المنقذين بارتداء زى موحد لسهولة التعرف عليهم..
وأضاف مدير عام المصايف، أنه تم تحديد المناطق الآمنة للسباحة داخل شاطئ النخيل عن طريق حبال وخطوط عائمة مع وضع أعلام إرشادية، فضلا عن 4 نقاط للإسعاف مجهزة بكافة الإسعافات الأولية المطلوبة للحالات الطارئة وأبراج مراقبة ولافتات تحذيرية.. وأضاف أنه جرى إقامة سور غير حاجب للرؤية وعمل بوابات لإحكام السيطرة على عملية الدخول للشاطئ ومنع المتسربين الذين يدخلون الشاطئ فجرًا وفى غير الأوقات المخصصة للسباحة مع توفير حراسة وأمن طوال اليوم.
«غواصو الخير»| فريق «المهام المستحيلة»
بدأ من الإسكندرية وامتد ل 14 دولة عربية
ما بين الإسكندرية ومطروح ولدت فكرة تشكيل فريق من الغطاسين يساعد فى انتشال الغرقى، بعدما تزايد أعداد حالات الغرق بطول السواحل الشمالية خاصة خلال شهور الصيف. وتحت شعار «غواصى الخير» تشكل الفريق على أيدى الكابتن إيهاب المالحى والحاج محمد عوض شيخ صيادى مطروح، قبل نحو 10 سنوات تقريبًا، وتحديدًا عام 2014.
وتصدرت الإسكندرية العدد الأكبر من المشاركين فى فريق «غواصى الخير» ب 177 غطاسًا من إجمالى 350 غواصًا فى مختلف محافظات الجمهورية يعملون جميعًا بشكل تطوعى وإنسانى.
«وصل عدد غواصى الخير لعدة آلاف موزعين فى 14 دولة عربية يتصدرها مصر»، هكذا بدأ الكابتن إيهاب المالحى حديثه ل «الأخبار»، مشيرًا إلى أنه يحرص دائمًا على تدريب أعضاء الفريق فى الإسكندرية بالمجان.
وحول بدايات فريق «غواصى الخير» أوضح المالحى، أن الفريق بدأ يتلقى إشارات بوجود حالات غرق وكان يتحرك فورًا لمساعدة قوات الإنقاذ النهرى بشكل تطوعى.
ويعتقد قائد فريق غواصى الخير أن البداية كانت بانتشال جثمان شاب من شاطئ النخيل بعد أعمال بحث استمرت نحو 6 أيام كاملة، منوهًا أنه يجرى إخطار الفريق بأى حالة غرق والأقرب من الغطاسين للموقع بيتحرك فورًا.
موجات الحر
«البحر المتوسط، البحر الأحمر، النيل، البحيرات، الترع»، يقول قائد الفريق إنهم يعملون فى كل هذه المسطحات المائية من خلال بروتوكول تعاون وتنسيق كامل مع الإنقاذ النهرى على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن أكثر حالات غرق تسجل صيفًا مع موجات الحر.
وأشار المالحى، إلى أن مدة ظهور الغريق على سطح المياه يختلف فى الشتاء والصيف، قائلًا: «الغريق فى الصيف بيظهر بعد يوم إلى 3 أيام كحد أقصى لأن المياه تكون دافئة.. لكن فى الشتا ممكن يقعد 10 أيام لأن المياه بتكون باردة وبتحفظ الجثمان ومش بيحصل له انتفاخ ليطفو.. ودا ينطبق على البحار والترع والبحيرات».
ويوضح أن طبيعة البحار فى مصر تغيرت بسبب التغيرات المناخية من خلال قوة المد والجزر وزيادة منسوب المياه، لكن تواصل الدولة إنشاء حواجز خرسانية بطول شواطئ الإسكندرية وباقى المدن الساحلية ما يعمل على كسر ارتفاع أمواج البحر.
130 كيلومتراً
ويتابع «المالحى» أن أكثر المناطق الخطرة والتى يكثر فيها حالات الغرق على السواحل المصرية التى تكون ذات مواجهات واسعة مع البحر أو بها صخور أو ارتفاع أمواج البحر، لافتًا إلى أن الرؤية فى الترع تكون أصعب من الرؤية فى البحار.
ويستكمل: «الترع تتميز عن البحر فى أن التيار يكون فى اتجاه واحد عكس البحر الذى يتغير اتجاه الموج به كل ساعة.. مرة وصلنا بلاغ غرق فى المنيا.. بنت صغيرة كانت واقفة مع والدها على كوبرى على النيل ووقعت من بين الحديد وأبوها قفز خلفها ولم يكن يجيد العوم فغرقا معًا.. المفاجأة أننا عثرنا على الطفلة على بعد 130 كيلومتراً والأب على بعد 40 كيلومتراً من موقع الغرق».. أما عن أكبر عدد غرقى انتشله فريق غواصى الخير، أوضح المالحى أن الفريق انتشل بالتنسيق مع الإنقاذ النهرى 14 حالة غرق، جميعهم من عائلة واحدة، فى يوم ونصف اليوم من بحيرة مريوط.
150 غطاسًا
مصاعب عديدة يواجهها فريق غواصى الخير خلال عملهم فى انتشال الغرقى، يذكر منها الكابتن إيهاب المالحى واقعة انتشال جثمان الشاب محمد حسن ماجيسكو بكوبرى ستانلى عندما كان مسئولًا عن فريق يضم 150 غطاسًا جاءوا من كل المحافظات للبحث عن الجثمان فى ظل نوة عنيفة على مدار أسبوع كامل.
ويضيف المالحى: «لا أنسى أيضًا صعوبة البحث عن الشاب حسام توتو قبالة سواحل مدينة إدكو كان الموج عاليًا والرؤية فى المياه صعبة جدًا.. ولم يرد أحد النزول للبحث عن الجثمان لكنى اشتغلت ووجدت الجثمان محشورًا بين الصخور وقعدت أحفر حوليه وتنك الأوكسجين خلص منى».
صلاة الغائب
مواقف إنسانية صعبة بعضها قد يبدو غريبًا يحكى عنها قائد فريق غواصى الخير، مشيرًا إلى أنه تلقى بلاغًا فى أحد السنوات بتعرض 14 شخصًا للغرق بشاطئ النخيل وتم إنقاذ 4 منهم وانتشلنا 10 جثث وأثناء استعدادنا لمغادرة الشاطئ فوجئت بأحد الأهالى يدعى الحاج زغمار يؤكد أن نجليه عمرو وشادى ونجل خالتهم كانوا ضمن الغرقى وتسلم جثامين اثنين يتبقى جثمان نجله شادى مفقود.
«شادى مطلعش إزاى؟ إحنا طلعنا كل الغرقى.. ورجعنا نبحث فى البحر حوالى 11 يوماً لغاية ما عثرنا على سطح المياه على جثمان طافٍ ومتحلل.. إلا أن الحاج زغمار أكد أنه لا يخص نجله وصمم نبحث تانى لمدة 13 يوماً وفى النهاية أخبرنا أن نكف البحث وسيقيم صلاة الغائب».
«القاتل المهمل»| الأمم المتحدة: 40 شخصًا يموتون كل ساعة فى العالم
حذر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية من خطورة تزايد أعداد الوفيات الناجمة عن حالات الغرق على المستوى العالمي، والذى يودى بحياة أكثر من 40 كل ساعة بالمتوسط، بمعدل شخص كل 90 ثانية..
وقال التقرير إن الغرق أصبح مشكلة صحية عامة مهملة، إذ بلغ عدد حالات الوفاة بسبب الغرق المسجلة فى العام 2019 ما يقدر بنحو 236 ألف شخص، وشكل الغرق ثالث سبب رئيسى للوفيات الناجمة عن الإصابات غير المقصودة حول العالم..
ودعت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية جميع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والأفراد، لإبراز الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للوقاية من الغرق.
لا تفوتك خلال المصيف| 12 نصيحة من خبير دولى لحمايتك
حرصًا على حياة الإنسان ولكى تكون مصر بلا غرقي، تم وضع استراتيجية للحد من حوادث الغرق، تتضمن مجموعة من الاشتراطات والمعايير التى يجب توفرها على الشواطئ وحمامات السباحة التى يتم استخدامها من قبل المواطنين، ليصبح المسطح المائى آمنا وصالحا للاستخدام.
وتعرف هذه الاشتراطات باسم الكود المصري، وجرى إعدادها من خلال اللجنة العليا التنفيذية لمبادرة مصر بلا غرقى برئاسة الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وعضوية ممثلى 7 وزارات معنية بينها التنمية المحلية والسياحة والصحة والتعليم، بالتنسيق مع الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ.
ويشتمل الكود على عدة عناصر أساسية هى المنقذ وأدوات الإنقاذ بحمام السباحة وأدوات الإنقاذ بالشواطئ وأدوات الإسعافات الأولية والبيئة المحيطة بالمسطح المائي، والألعاب المائية «الأكوا بارك»، ولكن يبقى الأهم من هذه العناصر هو المواطن نفسه.
ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد زحف المواطنين إلى المصايف والشواطئ، يقدم الدكتور رأفت حمزة، أستاذ مساعد بقسم الرياضات المائية بكلية التربية الرياضية جامعة الإسكندرية، ومدرب مدربين دولى بالاتحادين المصرى والدولى للغوص والإنقاذ، 12 نصيحة لحمايتك وأسرتك من الغرق تشمل:
1- الالتزام بمواعيد العمل المحددة على الشواطئ والتى لا يمكن نزول البحر قبلها أو بعدها، وغالبًا تبدأ فى الساعة السابعة أو الثامنة أو التاسعة صباحًا وحتى غروب الشمس- يحددها كل شاطئ.
2- ارتداء ملابس بحر تسمح بالتحرك السهل والآمن أثناء السباحة فى البحر دون عائق.
3- عدم تناول مأكولات أو مشروبات داخل مياه البحر لعدم حدوث «شرقة» أو توجه الدم لهضم الطعام فيؤدى إلى مضاعفات تصل إلى حدوث هبوط فى الدورة الدموية.
4- عدم استقلال البدالات والبانانا بوت والألعاب البحرية دون ارتداء سترة النجاة «لايف جاكيت».
5- عدم تجاوز الأماكن والمناطق الآمنة للسباحة داخل البحر والمحددة من إدارة الشاطئ بعلامات أو «شمندورات» ما يعنى خطورة وعمق المياه خلفها.
6- عدم السباحة أثناء فترات الظهيرة والذروة أثناء تعامد الشمس حتى لا تتعرض لضربة شمس أو إعياء أو إغماء.
7- عدم نزول البحر أثناء رفع الرايات الحمراء أو السوداء نهائيًا.
8- عدم النزول فى مناطق الداومات وتيارات السحب وتعرف من خلال عدم انتظام الأمواج بها ولون المياه بها يكون أغمق من المناطق المحيطة بها.
9- عدم القفز من أعلى الحواجز أو الصخور داخل المياه ما قد يعرضك لإصابات أو الغرق.
10- اصطحاب الأطفال مسئولية ذويهم لأن المنقذ يركز على مراقبة مناطق السباحة العميقة أكثر من الشاطئ المتواجد عليه الأطفال.
11- فى حالة التعرض للغرق يمكنك رفع اليدين أو يد واحدة طلبًا للمساعدة والاسترخاء دون توتر ومحاولة السباحة يمين أو يسار موقعك للخروج من البحر وليس بشكل عمودى أو رأسي.
12- ترك التعامل مع حالات الغرق للمنقذين والمختصين فى هذا الشأن حتى لا تعرض نفسك والغريق للخطر إلا فى حالة عدم تواجد المنقذين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.