هي قطعة من قلوب المصريين، ومسجدها يعد درة «الأشراف» ذلك الشارع الذي يحوي العديد من مساجد ومقامات آل بيت الحبيب صلوات الله عليه، إنها «رقية» ابنة الإمام على رضوان الله عليه، وأخت الحسن والحسين، والتى استقر حبها فى أفئدة المصريين المتعلقين بآل البيت. وبالرغم من الشهرة الواسعة التى حظيت بها مساجد «سيدنا الحسين والسيدة زينب ونفيسة» إلا أن للسيدة رقية محبين مخلصين تعاهدوا معها على زيارتها بشكل دائم، وقد قابلنا العديد منهم خلال جولتنا بشارع الأشراف، وتحدثنا معهم ليجيبونا بأعين دامعة، بعد أن أغلق المقام لشهور طويلة انتظارا لافتتاحه بعد التطوير فى مرحلته الثانية. تقول نوسة عبد الفضيل «اتعودت على زيارة ستنا رقية من سنوات طويلة، فقلبى متعلق بيها بشكل غريب، وكل ما اشتاق وأحس إنى محتاجة أفضفض أجى لبابها اللى دايما مفتوح لينا زى ما أبواب مصر كلها اتفتحتلها لما دخلتها أول مرة وهى عارفة أنها هتلاقى الأمن والسكينة وسط شعبها»، وهنا بدأت فى البكاء قائلة: «بقالى شهور طويلة كل ما آجى ألاقى المقام مقفول معرفش ليه، مع إن المسجد اتطور وبقى جميل جدا وأظن ان المقام مش محتاج حاجة، هوا بس محتاج إننا ندخل ونقعد جنب حيبتنا اخت الحسن والحسين». أما الحاج رضا حسن، والذى اعتاد الصلاة فى مسجد السيدة رقية منذ اكثر من 60 عاما، فيؤكد أن للسيدة رقية محبين حريصين على زيارتها دائما، كمان أن أهل المنطقة يتداولون قصص كراماتها فيما بينهم بشكل دائم ويروونها للزائرين. ويضيف الحاج رضا: « كلنا كبرنا على قصص حب أهالينا لستنا رقية، واحنا من بعدهم بنعلم ولادنا وأحفادنا مين هما آل البيت وازاي النبى عليه الصلاة والسلام وصانا عليه وعلى محبتهم، وبالنسبة لستنا رقية فدايما عندنا حضرة يوم الحد كل أسبوع من بعد صلاة العصر بنتجمع ونقرأ قرآن وندعى ربنا عزوجل، فحتى لو مقدرناش نزورها طول الاسبوع لازم نتواجد يوم الحد». وخلال جولتنا داخل المسجد تقابلنا مع الحاجة نعمات التى تؤكد أن كرامات السيدة رقية تجعلهم أكثر ارتباطا بها فتقول: «من أشهر القصص اللى كبرنا واحنا عارفين عن حبيبتنا رقية هى دخول عيلة يهودية كانت عايشة جنب بيتها للإسلام بعد ماشافوا كرامتها»، وتضيف: «العيلة كان عندنا طفل مشلول وفى يوم تركوا الطفل داخل منزل السيدة رقية واتحركوا كلهم لسفر عاجل ولما ردعوا لقوا الولد بيمشي وكأن لم يكن، فأسلموا كلهم وانتشرت القصة دى بشكل كبير ولغاية دلوقتى دايما نحكيها لأولادنا».