بينما ينشغل العالم بمتابعة أوضاع أمريكا بعد محاولة اغتيال ترامب، تتواصل المذابح الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين فى غزة، وتتواصل أيضا جهود مجرم الحرب نتنياهو لقطع الطريق على أى اتفاق لإيقاف حرب الإبادة، كما فعل من قبل مع كل محاولات التهدئة، بما فيها تلك المحاولات التى انطلقت من مقترحات إسرائيلية، عاد نتنياهو فى النهاية للانقلاب عليها!! جهود الوسطاء مازالت مستمرة اعتمادا على مرونة اعترف بها الجميع فى موقف المقاومة الفلسطينية، وإدراكا بأن الضغوط الداخلية فى إسرائيل تتزايد من أجل اتفاق يوقف الحرب ويعيد الأسرى، تؤيده الغالبية العظمى من الإسرائيليين، وتدعو له المؤسسات العسكرية والمخابراتية التى تدرك جيدا أن حربها تمضى فى طريق مسدود، وأن نتنياهو يقود الأوضاع إلى كارثة محققة بإصراره على استمرار الحرب، وربما فتح جبهات جديدة دون هدف إلا أن يبقى فى الحكم ويهرب من المحاكمة!! التفاوض يجرى على صلب الاقتراح الذى وافق عليه الطرفان الفلسطينى والإسرائيلى. الشروط الجديدة التى اعلن عنها نتنياهو تخصه وحده، والكل يدرك أنه يريد بها نسف التفاوض وإرضاء حلفائه من زعماء عصابات اليمين المتطرف، ولو كان الثمن فقد الأمل فى عودة الرهائن وتحقيق المزيد من الخسائر فى صفوف جيشه المنهك الذى يعرف أنه يحاكم أمام العدالة الدولية بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية، وأن قادته سيلحقون نتنياهو ووزير دفاعه كمجرمى حرب مطلوب اعتقالهم دوليا!! مصر مستمرة فى جهودها من أجل تفاوض ينهى الحرب ويوقف التصعيد، لكنها- فى نفس الوقت- حريصة على التصدى لكل محاولات خلط الأوراق من جانب نتنياهو. بوضوح أعادت مصر التأكيد على الموقف الثابت الذى لا يرى حلا إلا بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلى الكامل من غزة بما فى ذلك الانسحاب من ممر فيلا دلفيا والجانب الفلسطينى من معبر رفح، مع الرفض الكامل لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والتصدى لكل المخططات الإسرائيلية بهذا الشأن. سيحاول نتنياهو استغلال حالة الفوضى السياسية الحالية فى أمريكا للمضى فى حربه المجنونة. أعتقد أن الموقف يستدعى الآن رسالة عربية موحدة وحاسمة تقول للعالم: أوقفوا هذا الجنون أو تحملوا العواقب!