فى انتظار الحكم المرتقب للمحكمة الجنائية الدولية بشأن طلب إصدار أوامر اعتقال دولية لنتنياهو ووزير دفاعه وأيضاً لبعض قيادات حماس.. تعيش إسرائيل حالة غير مسبوقة من الفوضى، ويبدو نتنياهو متخبطاً بين خوف من العدالة وعناد فى استمرار حرب الإبادة وجرائم الحرب!! محاولات كثيرة بذلت لتجميل الوجه شديد القبح للكيان الصهيونى وهو يدمر ويقتل ويقيم المحارق لأطفال فلسطين. لكنها فشلت جميعاً أمام قسوة الواقع وبشاعة الإبادة الجماعية التى يدينها العالم كله وإن كانت أمريكا (الرسمية فقط) مازالت لا تراها!! اقتراح بايدن لم يسمع العالم أى موافقة رسمية إسرائيلية عليه حتى الآن، وإنما سمع تشكيكاً فيه من نتنياهو وتأكيداً على أن الحرب مستمرة والانسحاب من غزة غير مطروح!! وما أعلنه الجيش الإسرائيلى عن «هدنة تكتيكية» كما أسموها للسماح بإدخال المساعدات هاجمتها الحكومة وتراجع الجيش فوراً ليعلن أن القتل مستمر فى غزة، وقالت الأممالمتحدة إن توزيع المساعدات متوقف والمجاعة تضرب القطاع!! وبينما تعلن مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أمس أن إسرائيل قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وأنها قد انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب واخفقت فى التمييز بين المدنيين والمقاتلين فى غزة.. لا يكتفى نتنياهو بكل أسلحة الدمار التى تتدفق عليه من أمريكا (وآخرها صفقة ال 18 مليار دولار) بل يهاجم الإدارة الأمريكية علناً لأنها أجلت إرسال شحنة القنابل زنة 2000 رطل التى سبق أن استخدمت إسرائيل كميات منها لقتل الأطفال والمدنيين الفلسطينيين فى مذابح تصلح وحدها لإدراج كل قيادات إسرائيل فى قوائم مجرمى الحرب!! والنتيجة أن المذابح مستمرة، وجرائم الحرب الإسرائيلية تتواصل يومياً، وكل محاولات إيقاف حمامات الدم تصطدم بالنازيين الصهاينة الذىن يقودون إسرائيل إلى الهاوية والمنطقة إلى انفجار يهدد سلام العالم كله. وفى انتظار كلمة العدالة الدولية ينكشف الوجه الآخر لأدعياء الديمقراطية، ويواجه قضاة المحكمة الجنائية الدولية كل الضغوط، ويهدد الكونجرس الأمريكى بعقاب القضاة ويواصل مجرمو الحرب الإسرائيليون تهديداتهم بالمزيد من الإرهاب والمزيد من القتل والدمار.. هكذا يفعل كل مجرمى الحرب عندما يدركون أنه لا مفر من مواجهة العدالة !!.