تحت شعار «فوضى الإعلام الرياضى تستلزم مواجهة حازمة» ، جاء قرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بوقف برنامج أحمد شوبير ، لسنا بمجال محاكمة شوبير لإدانته أو تبرئته، لكننا أمام موقف محترم من الكيان الإعلامى والفنى الأهم بمصر، وقرار تربوى يبعث الأمل لإعادة ترتيب المشهد الرياضى بأسره وليس جانبه الإعلامى فقط، قرار تعرف قيمته وتأثيره من كم الارتياح والترحيب به بالأوساط الجماهيرية، لنعرف أنه ترسيخا لاحترام المتحدة للرأى العام وحقه فى إعلام رياضى يحترم الحقيقة ويتوخى الصدق كما نص القرار. وتزداد أهمية القرار عندما ننظر للرياضة نظرة أعمق باعتبارها أهم أدوات تعميق الانتماء بين الشباب وترسيخ القيم والمبادئ التى يحتاجها وطننا بشدة، وبالرياضة ينصلح حال شبابنا أو لا قدر الله يميل ميلا شديدا للأسوأ، وبما أن المشهد الإعلامى أهم أذرع المنظومة الرياضية ونافذتها لشبابنا، فإن القرار يعيد ضبط هذا المشهد، وهذا ليس مسئولية المتحدة وحدها، معها الهيئات الإعلامية والنقابات ووسائل الإعلام نفسها حتى يستقيم أمره ويرحمنا الله من سقطاته وتأثيرها السلبى. ولأن الإعلام الرياضى عنصر ضمن المنظومة الرياضية الشاملة ، فلنعتبر القرار ضربة البداية لإصلاح وهيكلة تلك المنظومة ، لتنتقل الكرة لملعب وزير الشباب والرياضة الذى خاطبناه بمقالنا الأسبوع الماضى قبل أيام من قرار المتحدة أن يبادر بقرارات جريئة وتحركات مطلوبة سردنا بعضها بمقالنا السابق ، ندرك أن الأمر صعب لكنه ليس مستحيل ، فهى تركة عقود من فساد ظل ينخر جسد منظومتنا الرياضية فأضاع هيبتها ومكانتنا بها، ولعل صفر المونديال وفضائح بعثاتنا الأوليمبية وغيرها ليست ببعيدة، وندرك كذلك أن الدولة حاليا بذلت وتبذل جهدا كبيرا لصالح شبابنا الذى تضعه على رأس اهتماماتها ولا تبخل بأى ثمين لخدمته، إذن فالدور على الوزير ومسئولى وزارته بالتحرك لتطهير الاتحادات الرياضية كافة من جيوب وبقايا فساد أخلاقى وضعف فكرى وتراجع للمسئولية الوطنية. عزيزى الوزير تلك فرصة ذهبية، ولعل ما تموج به الساحة الرياضية من سلبيات ومشاحنات محزنة يكون بداية الإصلاح، وإنا لمنتظرون !!