لا حديث يعلو حاليا على صوت كرة القدم وما تشهده من مطبات صعبة تنغص حياة المصريين، وأرفض القول إنها مجرد لعبة لا يجب أن تنال هذا الإهتمام، فهى لم تكن يوما مجرد لعبة، لكنها متنفس المصريين ومن أهم أسباب أفراحهم وأتراحهم، والقوة الناعمة التى تربطنا بأشقائنا، وأحد عوامل ترسيخ الانتماء خاصة فى انتصاراتنا عندما يلتف الجميع حول العلم، ولعلنا نتذكر أمواج الملايين بعد انتصارات منتخبنا متلاصقين منصهرين فى بوتقة الفرحة والزهو بمصريتهم، كل هذا ينقلب للنقيض ليس بسبب الهزائم فالكرة مكسب وخسارة، انما بسبب الانكسارات التى تهدم الإيجابيات السابقة خاصة الفرحة والإنتماء، وما يحدث الآن كسرة كروية للمصريين المشكلة ليست فى هزيمة المنتخب من إثيوبيا أضعف فرق القارة - رغم أن النتيجة مصدر ضيق سياسى واجتماعى أيضا - لكن مصيبتنا فى الفساد الذى ينخر المنظومة الكروية منذ سنين عديدة ونجنى ثماره الآن فشلا وإحباطا وتخبطا، ولا يجب حصر الأزمة فى شخص إيهاب جلال مدرب المنتخب الذى لا أعفيه من مسئولية قبول حمل أكبر كثيرا من إمكانياته التى نعرفها محدودة وقدراته الأقل من أن تجلسه مكان الجنرال الجوهرى أو المعلم حسن شحاتة فالمصيبة أكبر، ومصر تشهد تحولات كبرى أهم ركائزها التطوير والتحديث ومكافحة الفساد لكن يبدو أنها لم تصل للمنظومة الرياضية، لا أتحدث عن البنية التحتية للرياضة التى تنفق فيها الجمهورية الجديدة بسخاء باعتبارها جمهورية الشباب، لكن أقصد النظم والسياسات الحاكمة للنشاط الرياضى منذ عقود ولم تغيرها ثورات أو نهضة وأصبحت تنال من جهد الدولة وأمل الشعب فى شبابه فساد المنظومة الرياضية يبعد بتبجح الموهوبين لصالح المسنودين وأبناء اللاعبين السابقين، والأمثلة عديدة أخرها مروان صالح الحارس الذى استغنى عنه الأهلى ليخطفه العملاق البافارى العالمى بايرن ميونخ، ولنبحث من جلس مكانه بالأهلي!!، الفساد الذى أدى لتراجع تأثيرنا بالاتحاد الأفريقى، ولنتذكر سطوة روراوة الجزائر داخل الكاف ومباراة السودان الشهيرة ليصعد ببلده الى كأس العالم على حساب منتخبنا الأحق وقتها بالصعود، وصولا الى لقجع المغرب الذى يتحكم حاليا بالكاف ويوجهه لصالح فرق ومنتخب بلاده، ولا عزاء لأبو ريدة الذى يجب محاكمته وتابعيه عما حدث للكرة المصرية يا سادة أن القائمين على المنظومة الكروية حاليا لا يقدرون مكانة مصر ويمارسون أداء باهتا بأعصاب باردة وبلا وازع من خبرة أو مسئولية، وليجيبنى أحد هل سنعاقب المتسبب برحيل كيروش العبقرى وإحضار جلال المتواضع، وهل ستمر إقالة جلال مصادفة بمداخلة تليفزيونية؟! ..الفساد فعل ويفعل ما يصعب حصره، وليس الحل فى حل وتغيير الإدارات فلابد من المحاسبة على ما فات والتخطيط بإخلاص وعلم لما هو آت، ولا أدرى ماذا ينتظر وزير الشباب والرياضة ليريح قلوبنا الموجوعة من فضيحة «مونديال» روسيا و»كان» القاهرة، لكن هل يفعل وجمال علام أكد فى تصريحات للأخبار أن الوزير على علم بل ومشارك بكل ما حدث ويحدث!! الجمهورية الجديدة حققت الكثير من الإنجازات بأرضنا الطيبة ومنها إزالة العشوائيات لإنقاذ قاطنيها، ونثق فى قدرتها على إزالة عشوائيات وفساد الرياضة لأنهم الأكثر إساءة لمصر والأشد فتكا بصحة المصريين!!
