تظل ثقة الشعب وآماله وأحلامه هدفًا.. أرجو ألا يغيب عن الحكومة. من المؤكد أن برنامج الحكومة الذى قدمه د. مصطفى مدبولى سوف ينال ثقة نواب الشعب حتى وإن حرص قلة من النواب على معارضة بعض بنوده. المعارضة قد تكون موضوعية وأحياناً قد تكون من مبدأ خالف تعرف. لكن أى منصف للحقيقة لا يستطيع أن ينكر أن هناك حالة من التفاؤل لدى المواطنين لمجرد الإعلان عن التشكيلة الوزارية والتى ضمت عشرات من الكفاءات الوطنية. مع بيان أو برنامج الحكومة تزايد الأمل لدى ملايين المصريين بأننا بالفعل مقبلون على مرحلة جنى ثمار الإصلاح الذى تم دفعه خلال الفترة الماضية. كلنا نتذكر ما أعلنه الرئيس فى بدايات توليه المسئولية عن ضرورة بناء شبكة جديدة من الطرق تكون قاطرة للتنمية الشاملة بمصر وهو ما تحقق بالفعل وهو نفس الوعد الذى تكرر فى مختلف إنجازات مصر خلال السنوات الماضية. جاء بيان الحكومة حاملاً الأمل المنشود فى استكمال بناء الجمهورية الجديدة وشمل عشرات الأهداف فى كافة المجالات ولأن الناس قد لا يعنيها تفاصيل هذا البرنامج الطموح بقدر ما يعنيها تحوله إلى واقع ملموس ينعكس على مستوى معيشتهم فقد حمل البيان عديداً من النقاط التى يمكن من خلالها الحكم على مدى استجابته لطموحات وأحلام المصريين. كانت تكليفات الرئيس واضحة وأعتقد أن الحكومة نجحت فى تحويلها إلى برامج وأهداف محددة وبقى أن يتم تنفيذها على أرض الواقع. لاشك أن الحكومة الجديدة استطاعت بالفعل أن تبنى جسوراً من الثقة مع المواطنين لأنها استطاعت أن تشخص الداء وتضع الحلول لكافة المشاكل والتحديات التى تواجه مسيرة العمل الوطنى استطاعت الحكومة أن تصل إلى قلوب المواطنين لتجدد فيهم الأمل بأن مصر بقيادتها وشعبها الأصيل قادرة بالفعل على أن تحقق المعادلة الصعبة. المعادلة التى كانت وستظل هى المحور الذى تدور من خلاله كل برامج العمل الوطنى. المعادلة كانت تنحصر فى تكلفة وحجم الموارد اللازمة لتنفيذ الإحلام والطموحات وتلبية احتياجات المواطنين بأقصى درجات اليسر وبعيداً عن الروتين والبيروقراطية. 300 صفحة ضمت العشرات من ملفات العمل الوطنى لبرنامج الحكومة وجمع بينها تعظيم استثمارات مصر وفتح آفاق جديدة لزيادة موارد الدولة وتحقيق كل متطلبات الأمن القومى بمفهومه الشامل والواسع لبناء الإنسان وتوفير كل متطلباته من كافة الخدمات ولتحقيق هذا الهدف أكدت الحكومة العزم على اتباع سياسة لا أبالغ عندما أقول إنها جديدة ولم يسبق أن تم الأخذ بها وهى الشفافية والمصارحة وعدم وضع أى خطوط حمراء فى تعاملات المواطنين مع الجهاز الإدارى والتنفيذى سوى مصلحة الوطن العليا تعهدت الحكومة بضبط الأسواق وتوفير السلع وتطوير خدمات الصحة والتعليم والإسكان واستكمال عمليات الإصلاح الاقتصادى بمفهوم أكثر ديناميكية وتحقيق التنمية البشرية والتوسع فى مشاركة القطاع الخاص وتعزيز مشاركات مصر الإقليمية والدولية والحفاظ على الأمن المائى وعدم التفريط فى حقوق مصر من خلال سياسات التوازن الاستراتيجى وغيرها من ملفات العمل الوطنى التى تحقق الأمن القومى وتحافظ عليه بمفهومه الشامل والواسع والذى يتخطى مفهومه العسكرى والحفاظ على السيادة ومقدرات الوطن. سوف تنال الحكومة الثقة وهى ثقة غالية لابد أن تحافظ عليها من خلال التنفيذ الدقيق والمحكم لها وتظل ثقة الشعب وآماله وأحلامه هدفاً أرجو ألا يغيب عن نظر الحكومة فى يوم من الأيام. وإذا كان د.مصطفى مدبولى قد قال إنها حكومة التحديات أقول إنها حكومة الأمل ومواجهة التحديات.