معسكر بث الفتنة عاد بوجهه القبيح لإثارة المواطنين والضغط على نقاط ضعف تتعلق بالخدمات الجماهيرية ولقمة العيش لخلق حالة من عدم الرضا لدى المصريين وضع أسس جديدة لحياة سياسية ترتكز على مفاهيم وطنية بحتة وتنحى المصالح الشخصية والصراعات جانبا ولا تلتف الا للبناء والتنمية فقط ليس من الحكمة أبدا مواجهة الكتائب الالكترونية لأهل الشر بكتائب الكترونية تحاول تجميل صورة النظام فتشوهه دون قصد يجب ألا تغفل هذه القيادة ومن صنعوا لها تقديرات الموقف أن الشعب تحمل الكثير ولم يتبق له إلا طاقة محدودة من الصبر أيام قليلة وتحل علينا ذكرى مهمة غيرت تاريخ مصر بل والمنطقة وهى ذكرى ثورة 30 يونيه وبالرغم من أننا مازلنا نعيش ارهاصات المرحلة الفارقة بكل تفاصيلها إلا أننا شيئا فشيئا تتكشف أمامنا حقائق مهمة منها ما يصب فى دائرة الايجاب وأخرى سلبية مائة بالمائة لكن الحقيقة المهمة التى لا تغيب على أحد أن هناك فارق كبير بين عبد الفتاح السيسى "الجنرال" وعبد الفتاح السيسى "السياسى" . التركة كانت دون شك ثقيلة ومليئة بالأزمات والمشكلات الكامنة والظاهرة وبالرغم من أن قوة الجنرال كانت تبشر بحلول جذرية وسريعة الا أن الرجل عندما باشر المهمة وجدها اكثر صعوبة مما كان يتخيل لكن كل هذا لم ينل من عزيمته كل ما فى الأمر ان المهمة تطلبت مزيد من التضحيات وجميعها دفع الشعب فاتورته الباهظة وهذا هو قدر الأوطان التى تبحث لنفسها عن مستقبل . والسؤال المهم والذى يبحث عن اجابة صعبة هو هل يتحمل المواطن هذه الاعباء والى متى ؟وهل تمتلك الدولة مقاييس محددة لقدرة هذا الشعب على التحمل ؟ وما هى البدائل المتاحة ؟ ورغم كل ما يتحقق من انجاز وبناء فان كل المؤشرات تؤكد ان هناك حالة من عدم الرضا لدى قطاعات كبيرة من الشعب مع الأخذ فى الاعتبار ادراك الجميع بمدى خطورة ودقة المرحلة التى نعيشها . الإنجاز الذى تحقق فى الفترة الماضية لا يستطيع أن ينكره إلا جاحد كما أن التحديات التى تم مجابهتها ومواقف مصر فى ملف علاقاتها بالخارج يستحق الاشادة والتقدير لكن على خلفية كل ذلك هناك بسطاء يبحثون ويفتشون عن عيش كريم فقط "عيش كريم" ، وهؤلاء لابد من وضعهم فى بؤرة الاهتمام . وقبل كل ذلك فلابد أن نفتش عن الرؤية المستقبلية ونؤكد على مجموعة من الحقائق التى تستند الى معلومات ننفرد بنشرها فى هذه الدائرة الشائكة جدا أهمها : اولا: أن الرئيس يضع من ضمن أولوياته والواجبات المفروضة عليه وضع رؤية مستقبلية للوطن الذى نعيش فيه ويعيش فينا . ثانيا : الرؤية المستقبلية لا تتضمن مشروعات تنموية فقط ولكن رؤية سياسية ووجوه جديدة تستطيع استكمال المشوار والبناء والبداية من حيث انتهى الآخرون . ثالثا :الرئيس أكد فى اكثر من مناسبة انه لن يبقى فى كرسى الحكم للابد لكنه لن يتركه لفاسد مهما كانت التضحيات وليس بالضرورة ان يكون الرجل الاول فى المرحلة المقبلة من اللاعبين الرئيسيين على الساحة فربما يأتى من منطقة الظل التى جاء منها كثير من رجال الدولة الذين اصبحوا فيما بعد قامات مهمة وذوى حنكة ولا يمكن التغافل عن ان الرئيس السيسى نفسه جاء من الصفوف الخلفية ومن منطقة الظل البعيدة عن كاميرات الاعلام واقلام الجهابزة قارئى الطالع وخبراء الغرف المغلقة . رابعا : الرئيس السيسى لا يهتم فقط بمن سيكمل المسيرة فى مصر "الجديدة" لكن مهموم ايضا بجيل من الشباب وكتيبة عمل عريضة يتم اختيار عناصرها بعناية ثم اختيار الافضل منهم لاعداد قادة جدد . خامسا : هذه القاعدة الجديدة من الشباب النابغ يتم توزيعهم على مناصب قيادية محددة منها حقائب وزارية بعينها مثل حقيبة التخطيط والشباب والرياضة والصحة وتكنولوجيا المعلومات وهو ما اشرنا اليه فى ملفات سابقة وانفردنا به . سادسا : هناك تقارير معلوماتية وتقديرات موقف نصحت بالدفع بالشباب والنبغاء فى مراكز قيادية بشكل تدريجى للحفاظ على توازن هيكل الدولة حتى يندمج الجيل باكمله فى دواوين الحكومة وهيئاتها ومؤسساتها . سابعا: اندماج الشباب فى المراكزالقيادية الجديدة سيكون دون شك شرارة البدء لثورة ادارية جديدة فى مؤسسات الدولة . ثامنا : الرئيس طلب نماذج محاكاة لدول فى نفس ظروف مصر ودفعت بالشباب فى المقدمة ونجحت فى تجربتها للاستفادة من تجارب الاخرين وتطوير هذه التجارب بما يتناسب معنا . تلك هى الملفات والمعادلات الصعبة التى تدور فى عقل الرئيس ومن حوله عن مستقبل مصر اما حاضرها الذى نعيشه فقد لخصه السيسى عندما قال "ان الدولة المصرية تواجه العديد من التحديات على كافة الأصعدة ..الأمنية والإقتصادية والسياسية .. كما تتحدى الواقع المرير الذى أصاب الإقليم وتسعى للحفاظ على بقائها وإعادة بناء مؤسساتها .. وتحقيق التنمية والإستقرار .. ويأتى ذلك فى ظل حرب تخوضها الدولة – دون تراجع – ضد الإرهاب والفساد . الإرهاب الأسود الذى يسعى لفرض الفوضى والعنف فى ربوع الوطن .. والذى ازداد شراسة وتطورت وسائله نوعياً .. وبات الخطر الداهم على المستويين الإقليمى والدولى .. والذى تواجهه الدولة المصرية بأجهزتها ومؤسساتها بلا هوادة أو تراجع .. فهؤلاء القتلة الذين خرجوا عن سياق الأديان السماوية وسعوا فى الأرض فساداً وأستباحوا المقدسات الدينية وقتلوا النساء والأطفال .. لا بديل عن مواجهتهم وإستئصال شرورهم من الجسد المصرى .. من خلال منظومة للمواجهة تتكامل فيها الجهود الأمنية بالجهود السياسية والمجتمعية والثقافية .. وذلك لتجفيف منابع التطرف والإرهاب .. وإننى من هنا .. أناشد المجتمع الدولى والإنسانى .. بتحمل مسئوليته التاريخية لتوحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب على المستوى السياسى والأمنى والثقافى والفكرى.. كما أوجه تحذيراً لتلك الدول التى ترعى الإرهاب وتقدم الدعم للقتلة من الإرهابيين .. بأن ما تزرعونه من شر ليس عنكم ببعيد .. وما تقومون به يُعد إنتهاكاً للقوانين والمواثيق الدولية .. وجريمة ضد الإنسانية .. كما أننى أؤكد لكل المصريين أننا لن نفرط فى الأخذ بحقنا ممن دعم الإرهاب وشارك فى سفك دماء مصرية طاهرة . ثم يأتى التحدى الثانى .. وهو الفساد الذى يعوق جهود التنمية ويقوض محاولات الإنطلاق فى عملية التنمية الشاملة .. ولذلك فإننا نواجهه من خلال آليات وإستراتيجيات تعمل على تعظيم الإعتماد على التكنولوجيا .. وتجفيف منابع الفساد بجانب الملاحقة القانونية للفاسدين . وعلى الرغم من كل هذه التحديات .. إلا أننا نمتلك الحلم .. نعم لدينا حلم عظيم كعظمة وطننا العزيز " مصر " .. حلم يليق بتضحيات هذه الأمة .. حلم نسعى لتحقيقه من أجل الأبناء والأحفاد .. ونهديه تكريماً لدماء الشهداء .. ولكى يتحقق هذا الحلم فإن الإصطفاف الوطنى ضرورة .. والأخذ بأسباب العلم والحداثة فرض .. والترفع عن الأهواء والمصالح الضيقة حتمى .. حتى نصل إلى ما نطمح له جميعاً من وطن فى مقدمة الأوطان ". هذا جزء قليل من كلمات مطولة للرئيس السيسى فى مناسبات عدة مع الشباب وما بين سطورها يبوح برؤية مستقبلية دون شك تحمل الكثير وتحلم بوطن جديد يليق بمصر وشعبها لكن فاتورة هذا الحلم باهظة الثمن وتحقيقة صعب المنال . واستنادا على هذه القاعدة الصادمة والواقعية فلا يمكن اللوم بأى شكل من الأشكال على شخص الرئيس السيسى الذى اختار طريق البناء والتنمية والاصلاح الاقتصادى وقدم مصلحة الوطن على الانشغال بالاعيب السياسة وان كان الرجل بدأ مرحلة ارتداء ثوب السياسة ويسعى فى المرحلة المقبلة لوضع اسس جديدة لحياة سياسية ترتكز على مفاهيم وطنية بحتة وتنحى المصالح الشخصية والصراعات جانبا ولا تلتف الا للبناء والتنمية فقط . ورغم صعوبة المرحلة وضخامة المهمة ومدى تأثيراتها السلبية على قواعد عريضة من محدودى الدخل الا ان القيادة السياسية وضعت فى اعتبارها محورين فى غاية الأهمية الأول رعاية مصالح الشعب والالتزام ببرامج تم التخطيط لها وفق مراحل زمنية محددة حتى تعبر مصر وتنطلق الى مكانة تليق بها لكن يجب الا تغفل هذه القيادة ومن صنعوا لها تقديرات الموقف ان هذا الشعب تحمل الكثير ولم يتبق له الا طاقة محدودة من التحمل . اما المحور الثانى فتركز فى مواجهة الفساد على المستويين القاعدى الذى يتمثل فى قطاعات صغار الموظفين والفوقى والمتمثل فى القيادات العليا مهما كان نفوذها وسطوتها . وكان ذلك يتطلب جهاز قوى مثل هيئة الرقابة الادارية التى انجزت مهام بالغة الصعوبة وضربت مثلا يحتذى به فى مواجهة الفاسدين . يبقى فقط شعور المواطن بانجازات ونتائج ملموسة تمس تعاملاته اليومية وحياته ومتطلباته البسيطة مع عدم المساس بارزاق العباد او التضييق عليهم فى هذه المرحلة الفارقة . لكن كل ما يتحقق على ارض الواقع من مشروعات وبنية أساسية لا يستطيع أحد أن ينكر ما تحقق منها لأن جميعها مشروعات ملموسة . وفى مقابل ذلك اصطدمت هذه الطموحات دون شك مع زيادة الأعباء على كاهل المواطن وبات الأخير يحتاج فقط الى تطمينات وخطاب جيد يشرح له طبيعة المرحلة المقبلة ويضىء له الطريق ببشائر خير وللاسف الشديد لم يحدث هذا بل وجد المواطن نفسه امام قرارات اقتصادية صعبة وتصريحات لبعض المسئولين تصل الى درجة الغباء السياسى فى تصنيفها الدقيق وربما يكون التغيير الوزارى الاخير بمثابة محاولة لملمة لهذه الفوضى الحكومية . الخطورة لا تكمن فى هذا فقط بل تكمن أيضا فى المعسكر الأخر الذى يستغل هذه السقطات التى نالت بالفعل من رصيد الرئيس وشوهت كثير من جهود الدولة فى مرحلة هى الأهم فى تاريخها التنموى . معسكر الشر الذى كان يترقب هذه السقطات وينتظرها بفارغ الصبر للعب على وتر غضب الجماهير لم يضيع الفرصة بل حاول وضع لمساته الشيطانية لسكب الماء على الزيت المغلى بسلاح ترويج الشائعات املا فى مشاهد فوضوية جديدة والغريب ان هناك فئة تحاول باهوائها الضعيفة اقناع صانع القرار أن الحلول الأمنية ستكون كفيلة للمواجهة . معسكر بث الفتنة عاد بوجهه القبيح لاثارة المواطنين والضغط على نقاط ضعف تتعلق بالخدمات الجماهيرية ولقمة العيش لخلق حالة من عدم الرضا لدى المصريين وإصابتهم ب"القلق النفسى" الدائم، فكانت مثل تلك الحملات محاولة لحصار المصريين نفسيا واجتماعيا وقتل طموحهم عبر خلق شعور دائم بعدم الرضا عن الحال أو الاطمئنان لأى انجازات تشهدها البلاد، وعدم الثقة بالغد واستغلال ارتفاع اسعار الوقود ومن قبله تذاكر المترو واشاعة اخبار كاذبة باختفاء السلع والادوية ليعيش المواطن البسيط حالة من القلق الدائم وعدم الرضا دون أسباب حقيقية ويتم ذلك بشكل ممنهج ومدروس ووفق اليات محددة بمخصصات مالية دولارية يتم ضخها لاشاعة الفوضى مرة أخرى . كما أن اسلوب المواجهة بطريقة "لا يفل الحديد الا الحديد" من الاساليب الفاشلة فليس من الحكمة ابدا مواجهة الكتائب الالكترونية لأهل الشر بكتائب الكترونية تحاول تجميل صورة النظام فتشوهه دون قصد لكن الحلول معروفة للجميع وهى تضميد جروح المواطن .