لا أحد ينسى «وردة» فى «الهلفوت»، و»سميحة» المجنونة فى «أيام الغضب»، و»أحلام» فى «سوق المتعة»، و»سكينة» التى تعيش قصة حب قوية فى «يا دنيا يا غرامى»، و»فوزية» المحبة للحياة الباحثة عن النجاح دوما فى «خلطة فوزية»، و»نيفين» فى «واحد صفر»، و»شامية» التى تبحث عن الحرية فى «يوم للستات»، و»فاتن» الأم المضحية فى «حظر تجول»، فقد حجزت إلهام شاهين مكانة خاصة فى قلوب عشاقها ليس فى السينما فقط بل فى التلفزيون أيضا، والذى قدمت فيه العديد من الأعمال المؤثرة منها «قصة الأمس»، وكان آخر أعمالها «سوسو» التى تعانى من الزهايمر فى «الفريدو»، ولذلك وقع الاختيار عليها ليتم تكريمها بمهرجان جمعية الفيلم فى دورته ال 50 يوم 13 يوليو الحالى. كيف جاء تكريمك فى مهرجان جمعية الفيلم؟ تواصل معى رئيس المهرجان ومدير التصوير محمود عبد السميع، وأبلغنى باختيارى ضمن المكرمين فى الدورة ال 50 لمهرجان جمعية الفيلم، وانتابتنى حالة من السعادة الغامرة، خاصة أنها دورة مختلفة يحتفى فيها المهرجان باليوبيل الذهبى له، وهو نوع من التقدير لمشوار الفنان ورحلة عطائه. ماذا يعنى لك التكريم فى حد ذاته خاصة أنك حصلت على عدد من التكريمات والجوائز على مدار تاريخك الفنى؟ التكريمات والجوائز أمر مهم للفنان، وهو يعنى نوعا من التقدير للمشوار الفنى لأى ممثل، وعندما أجلس فى غرفة مكتبى الممتلئة بالجوائز والتكريمات أستعيد ذكريات مشوارى الفنى، وأشعر بالفخر والسعادة الكبيرة لما قدمته من أعمال كثيرة أمتعت الجمهور، وهو نتاج تعب وجهد وارهاق وعناء طويل خلال الرحلة الفنية التى قدمتها حتى الآن، وأتمنى أن أحقق فى الفترة المقبلة المزيد من النجاحات، وأن أكون عند حسن ظن الجمهور بى دائما. اقرأ أيضًا | تحديد أبطال ثاني الأعمال المشتقة من «GOT» ما أصعب المراحل التى مرت بها إلهام شاهين فى حياتها الفنية؟ كل مرحلة مررت بها لها صعوبتها، مرحلة بداية دخولى الوسط الفنى والبحث عن الانتشار، كان له صعوباتها حيث كنت أمارس مهنة التمثيل وفى نفس الوقت أكمل دراستى فى معهد الفنون المسرحية، حيث كنت أدرس التمثيل والإخراج، وبعد تقديمى عددا من الأعمال الفنية التى ظهرت فيها بأدوار ثانية، جاءت بعد ذلك مرحلة النجومية والبطولة التى بدأت مع فيلم «الهلفوت»، وقدمت عددا كبيرا من الأعمال فى فترة الثمانينيات والتسعينيات، وكانت هذه الفترة شاهد عيان على نجوميتى ولها صعوباتها أيضا، وجاء بعد ذلك مرحلة الحفاظ على هذه النجومية لمدة طويلة، وهو ما كان يحتاج الى أسلوب معين وتحديدا فى الاختيار، وهى أيضا مرحلة صعبة للغاية، خاصة أن الممثل يحرص على تقديم أعمال تليق بتاريخه الفنى وهو ما احرص على تنفيذه حتى الآن. هل تعتبرين أن فيلم «الهلفوت» نقلة نوعية فى مشوارك الفنى؟ فيلم «الهلفوت» من الأعمال المهمة فى مشوارى الفنى، ويعتبر نقلة نوعية بالنسبة لى، حيث قدمت فيه دور البطولة الأولى لى أمام الزعيم بعد سلسلة من الأفلام التى شاركت فيها بأدوار ثانية، وكان بوابة تعارف الجمهور بى بشكل أكبر. ما مدى تأثير فاتن حمامة فى مشوارك الفنى؟ فاتن حمامة لها تأثير كبير فى مشوارى الفنى، بل ساهمت فى تغيير مسار حياتى الفنية، عند التحاقى بالمعهد كنت أرغب أن أدرس الإخراج فقط ولم يكن بخاطرى التمثيل، خاصة أننى كنت فتاة خجولة جدا، ولكن بعد فترة قصيرة فى المعهد وجدت عددا من المبدعين يوجهوننى الى التمثيل، والتصقت بى عبارة «البنت اللى شبه فاتن حمامة» فى المعهد، وذات يوم التقيت بالفنانة فاتن حمامة فى إحدى المناسبات وتحدثت معى وشجعتنى على التمثيل، وقالت لى: أهم شىء أن تحققى نفسك بعيدا عن أنك تقلدين أى شخص آخر. إلهام شاهين جسدت العديد من الأدوار المختلفة هل ما زالت تحلم بتقديم دور أو شخصية بعينها؟ - ليس هناك دور أو شخصية محددة، ولكن أتمنى أن أقدم كل ما هو جديد على الشاشة، إننى قدمت العديد من الأدوار على مدار مشوارى الفنى، حتى وصل فى السينما الى 101 فيلم وما يقرب من 50 عملا فى الدراما التلفزيونية، وهو ما يصعب الاختيار لتقديم شخصيات جديدة، ولذلك لا اتعجل أو أوافق على أى عمل فنى يعرض على، لابد أن يرضينى ويقدمنى بشكل جديد ومختلف عما قدمته من قبل ويضيف الى تاريخى الفنى. قدمت كثيرا من الأدوار الصعبة خلال مسيرتك الفنية ولكن أرى أن شخصيتك فى «الفريدو» الأصعب فما رأيك فى ذلك؟ هناك كثير من الأدوار الصعبة التى قدمتها، أنا شخصية أعشق التحدى وأحب الأدوار التى تستفز ملكاتى الفنية، على سبيل المثال فيلم «أيام الغضب» من الأعمال الصعبة بالنسبة لى، خاصة أننى قدمت شخصية فتاة «مجنونة»، وكان من الضرورى أن أقرأ جيدا فى الطب النفسى، كما أن فريق العمل عرض على الذهاب الى أحد المستشفيات لرؤية بعض الحالات، ولكنى رفضت هذا الأمر جملة وتفصيلا، وذلك حتى أترك لنفسى مساحة من الخيال والإبداع كممثلة، كما كان التمثيل يعتمد بشكل كبير على «البانتوميم» أو فن التمثيل الصامت، فضلا عن أن مساحة الدور لم تكن كبيرة حيث كان عبارة عن 7 مشاهد فقط، وكان بالنسبة لى هذا العمل نوعا من التحدى أن تقدم دورا يؤثر فى الجمهور بعيدا عن مساحته، بالإضافة الى ظهورى فى هذا الدور بدون مكياج، وكان ما يهمنى هو الدور وتوصيل الرسالة من خلاله، كما قدمت من قبل أدوارا أكبر منى سنا مثل شخصيتى فى فيلم «خالى من الكوليسترول»، والذى قدمت فيه شخصية أم أشرف عبد الباقى، وفى فيلم «حظر تجول» قمت بتكبير نفسى أكثر من اللازم، وكنت والدة أمينة خليل، حيث كانت سيدة قضت عمرها الطويل فى السجن بعد قتل زوجها، وهناك كثير من الأعمال الأخرى التى قدمت فيها أدوارا صعبة ومركبة، وأتفق معك أن شخصية «سوسو» فى مسلسل «الفريدو» من الأدوار الصعبة والتى أرهقتنى كثيرا خاصة أننى أقدم شخصية مريضة ألزهايمر، ووصل الأمر بالنسبة لى الى حد النسيان بالفعل أثناء تصوير العمل، وذلك بسبب شدة اندماجى مع الشخصية، لدرجة أننى انزعجت من نفسى أن أصاب بالمرض. خضت تجربة الإنتاج فى عدد من الأعمال منها «خلطة فوزية» و»يوم للستات» فهل تفكرين فيها مجددا أم لا؟ الإنتاج أرهقنى كثيرا، وأنا «مش شاطرة» فيه، لاننى عكس كل المنتجين الذين يهدفون الى الربح المادى أولا، وعندما خضت عددا من التجارب كان هدفى الأول تقديم أعمال فنية جيدة الصنع، ولم أنظر الى السوق الفنى أو التوزيع السينمائى، وبمعنى أدق الجانب التجارى، مما تسبب فى خسارتى إنتاجيا، وقررت التوقف عن نشاطى الإنتاجى حتى أقدم العمل الذى يرضينى وأعود من خلاله الى الإنتاج. لكن كان هناك فيلم مع المخرجة هالة خليل تم الإعلان عنه تقومين بإنتاجه؟ بالفعل هناك فيلم بعنوان «نسيم الحياة» مع هالة خليل لكنه لم يحصل على الموافقة الرقابية، وذلك بسبب أن الفيلم يناقش قضايا جريئة وشائكة. ما العمل الذى تتذكرين أنه تعرض الى مقص الرقيب؟ فيلم «يوم للستات» كانت هناك بعض العبارات القاسية والصعبة التى جاءت على لسان «شامية» البطلة التى كانت تعانى من طلاقها، وهى على الديانة المسيحية وكانت هناك بعض العبارات التى تتحدث فيها مع «الله»، وتسبب ذلك فى اعتراض الرقابة عليه، وتم تخفيف بعض العبارات والاتفاق على تمرير البعض الآخر. هل ندمت على عمل فنى؟ ندمت على عدم مشاركتى فى فيلم «أحلام هند وكاميليا» مع أحمد زكى والفنانة نجلاء فتحى، وكان ذلك نتيجة عناد كبير مع المخرج محمد خان، وغضب منى محمد خان بسبب رفضى الدور وقتها، وكنت مشغولة بعمل آخر، ولكن عنادى أضاع منى دورا مهما فى فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية. ماذا عن الجزء الجديد من فيلم «يا دنيا يا غرامى» والذى تم الاتفاق عليه مع ليلى علوى وهالة صدقى؟ الفيلم حاليا فى مرحلة الكتابة، حيث يقوم المؤلف محمد حلمى هلال بكتابة السيناريو، وهو من الأعمال الضخمة إنتاجيا، ومن المقرر أن يشارك فى العمل عدد من النجوم الشباب، ويشهد كثيرا من المفاجآت. ماذا عن فيلم «الحب كله» الذى تم الإعلان عنه؟ مازال متوقفا بمرحلة اختيار الأبطال المشاركين بالعمل، لان الفيلم يحتوى على مجموعة كبيرة من النجوم ومازال المخرج خالد الحجر يبحث عن ممثلين مناسبين للشخصيات، وتم الاستقرار على فتحى عبد الوهاب وحورية فرغلى وإلهام صفى الدين، والعمل من تأليف سيد فؤاد وتدور أحداثه فى يوم واحد.