تحظى الثقافة من قبل القيادة السياسية باهتمام كبير فى الوقت الراهن، وأكثر من أى وقت مضى، حيث أنها تلعب دورًا رئيسيًا فى تشكيل وبناء المجتمع والحفاظ على هويته. وقد شاهدنا العديد من المشاريع الثقافية التى أنتجتها وما زالت تنتجها الدولة خلال السنوات الماضية والحاضرة، وعلى رأسها مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى تعد بمثابة تحفة فنية ثقافية. ولا شك أن تجربة الفنان التشكيلى فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق الذى استمر فى الوزارة أكثر من 23 عامًا حقق خلالها العديد من الإنجازات على الصعيدين المحلى والدولى فى مختلف فروع الثقافة، فكانت تجربته الناجحة سببًا فى ترشيح واختيار وزير الثقافة الجديد الفنان التشكيلى الطموح د. أحمد فؤاد هنو. نجاحات عديدة بداية من هو الوزير الجديد أحمد فؤاد هنو؟ من مواليد 13 ديسمبر 1968، تخرج فى قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة عام 1992، وعين معيدًا عقب تخرجه للتدريس فى شعبة الرسوم المتحركة وفنون الكتاب، وتدرج فى الوظائف من أستاذ مساعد إلى أستاذ، حتى وصل إلى عمادة كلية الفنون الجميلة وهو فى سن ال51 عامًا وكان ذلك فى أغسطس عام 2019، ولا شك وبشهادة كل من تعامل معه عن قرب أن هنو يتميز فى عمله بالحيادية وعدم المجاملة والدقة والحزم فى فنون الإدارة، لذا رُشِّح لعمادة كلية الفنون والتصميم بجامعة الجلالة، وقد شهدت الكلية أثناء عمادته طفرة ونجاحات كبيرة، وبعد مرور وقت قصير رُشِّح لمنصب نائب رئيس جامعة الجلالة. وبالتأكيد تلك النجاحات لم تأتِ صدفة فهى تحتاج شخصية ذات سمات ومهارات خاصة، وقد عايشت الفنان أحمد هنو عن قرب أثناء عمادته لكلية الفنون الجميلة فى أكثر من موقف، وسمعت من أستاذه القدير الراحل د. محمد حازم فتح الله عن موهبته فى الإدارة بخلاف موهبته الفنية فى الرسوم المتحركة، مواقف كثيرة سردها لى د.حازم عنه تؤكد أنه شخصية جادة مثقفة وطموحة فى الإدارة، ويمتلك احترام الجميع، وهو ما تجسد من خلال ما رأيناه من مظاهر حب على مواقع التواصل الاجتماعى عقب اختياره لمنصب وزير الثقافة، مما يعكس إيمان كل من تعامل معه على قدرته على قيادة الوزارة فى تلك المرحلة المهمة وتحقيق طموحاتهم. رحلة الأقصر التقيت مع الفنان أحمد هنو فى ختام ملتقى الأقصر الدولى للتصوير خلال ديسمبر عام 2022، وكنت ناقدًا مصاحبًا للملتقى فى تلك الدورة، وحضر هنو فى نهاية الملتقى ضمن بعض الرموز التشكيلية ومر معى فى وجود د. هانى أبو الحسن رئيس صندوق التنمية الثقافية السابق لمشاهدة إنتاج الفنانين المصريين والعرب والأجانب، ورأيته يتحدث مع الفنانين عن قرب ويشير إلى الجوانب الإيجابية فى الأعمال بما يملكه من ثقافة تشكيلية وخفة ظل وابتسامة لم تفارقه طوال الرحلة. وقد لمست اعتزازه بمصريته وبتاريخها عندما قمنا بزيارة سريعة لقرية القرنة الجديدة بالأقصر ورأيته يتأمل التفاصيل الدقيقة على الجدران ويتحدث عن عظمة من صنعوا ذلك. تشعر وأنت تتحدث معه أنك تتحدث مع فنان قوى متمكن من أدواته، لديه مشروع يسعى لتحقيقه فى أى منصب كان، فهو لا يكتفى بالإدارة فقط، لكنه يسعى للتطوير والتحديث وترك بصمة فى أى منصب شغله، لذلك أتوقع نجاحه فى منصبه الجديد وزيرًا لثقافة مصر وتحقيق طموحات المثقفين والفنانين. إدارى محترف وقال د. سيد قنديل رئيس جامعة حلوان إن الجامعة تشعر بالفخر والاعتزاز لتكليف ابنها هنو بحقيبة وزارة الثقافة، وإن هذا التعيين يعكس الثقة فى الكفاءات الوطنية، وقدرتها على تولى المناصب القيادية فى الدولة، وإن هذا المنصب يأتى تتويجًا لجهوده وتميزه، فهو نموذج مشرف لتميزه العلمى والأكاديمى وإسهاماته الملموسة فى مجال الثقافة والفنون متمنيًا له مزيدًا من التفوق والتقدم. من جانبه قال د. أشرف رضا أستاذ الديكور بكلية الفنون الجميلة إن اختيار أحمد هنو وزيراً للثقافة خبر أسعد قطاعاً كبيراً من المثقفين، خاصة التشكيليين، فمنذ 13 عاماً لم يرأس فنان تشكيلى وزارة الثقافة. وأضاف: «على المستوى الشخصى تزاملت مع د. هنو وقد وجدته نموذجًا للإدارى المحترف ذى الشخصية الطموحة المبتكرة دائمًا، وهو دائمًا يتخذ قراراته بهدوء تام، ويسعى لحل المشاكل بفكر متجدد، كما أنه منظم ودقيق فى معظم تفاصيل العمل الإدارى، ويتعامل مع مرؤسيه بحكمة وأسلوب محترف». وبدوره رحَّب د. أحمد صقر أستاذ الجرافيك وعميد كلية الفنون الجميلة – جامعة المنيا الأسبق باختيار د. هنو للمنصب، متمنياً أن يضيف نجاحات جديدة كما أضاف أثناء عمادته لكلية الفنون الجميلة بالقاهرة رغم قصر مدته فى العمادة، وكذلك ما حققه من نجاحات فى كلية الفنون والتصميم بجامعة الجلالة. صقر أكد أن هنو على المستوى الشخصى يتميز بحس إنسانى فى التعامل مع مرؤسيه، وحس إدارى رفيع المستوى، لافتاً إلى أنه زامله فى كثير من اللجان والمجلس الأعلى للجامعات ووجد منه موضوعية واحترافية كبيرة فى عمله.