إذا سألت برنامج الذكاء الأصطناعي Chat GPT عن الدولار الأمريكي ستجد إجابته لا تتوقف عند أن الدولار الأمريكي هو العملة الرسمية لأمريكا بل يضيف عليه أن الدولار الأمريكي يستخدم كعملة احتياطية عالمية. ويرجع الذكاء الاصطناعي أهيمة الدولار الأمريكي في كونه عملة احتياطية رئيسية على مستوى العالم وعملة للتجارة الدولية والتسويات المالية الدولية ما يعني أن أية تغييرات في قيمة الدولار الأمريكي يمكن أن تؤثر على الاستثمارات والتجارة الدولية لمختلف الدول. كما أعاد الذكاء الاصطناعي أهيمة الدولار الأمريكي في أنه يعتبر ملاذ آمن في الأوقات الاقتصادية الصعبة مما يزيد من طلبه خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية العالمية. لينهي الذكاء الأصطناعي سرده عن أهمية الدولار الأمريكي في كونه لا يعكس القوة الاقتصادية لأمريكا فقط ولكن أيضا دورها في النظام المالي والاقتصادي العالمي. ومع كل هذه الأهمية التي يراها الذكاء الأصطناعي للدولار الأمريكي يأتي السؤال الأهم والذي كيف تحول الدولار الأمريكي تلك العملة صاحبة ال 232 عام من مجرد عملة محلية إلى عملة عالمية تحدد مدى نجاح اقتصاد الدول الأخرى؟. أصل الدولار الأمريكي ولتفسير أسباب تحول الدولار الأمريكي من عملة محلية للولايات المتحدة إلى واحدة من أهم العملات في الاقتصاد العالمي كما يتم استخدامها على نطاق واسع كعملة احتياطية ووحدة تسوية في التجارة الدولية كما يراها الذكاء الأصطناعي -Chat GPT - يجب أن تعود إلى تاريخ الدولار الأمريكي. والذي أنطلق من القرن ال 16 في أوروبا وتحديدا في التشيك مع صك أول عملة معدنية من الفضة وأطلق عليها «يواخيم ستالر» نسبة إلى اسم منجم الفضة الذي تم استخدامه لصك العملة. ومع توسع استخدام العملة تم اختصار اسمها إلى «تالار» والذي تحور بعد ذلك إلى «دالار» على يد المهاجرين الهولنديين الذين هاجروا إلى المستوطنات البريطانية في أمريكا الشمالية ومنها تحورت العملات الفضية إلى الدولار. ظهور الدولار الأمريكي وظلت العملات المعدنية الفضية المختلفة والتي يطلق عليها اسم دولار مستخدمة في أمريكا حتى أن استقلت الولاياتالمتحدة عن بريطانيا لتقرر الدولة أن يكون لها عملة خاصة بها تستخدم على أراضيها. وذلك بدلا من العملات المعدنية الأخرى سواء الإنجليزية أو الإسبانية أو الألمانية أو الهولندية التي كانت تستخدم في ذلك الوقت. وفي عام 1792 تم إعتماد الدولار عملة رسمية لأمريكا وأصبحت معها جميع العملات الأخرى والتي كانت مستخدمة مسبقا عملات غير قانونية لتأتي نقطة التحول للدولار الأمريكي مع ارتباطه بالذهب بدلا من الفضة. وذلك مع نشاط حركة استخراج وانتاج الذهب في كاليفورنيا والذي أدى بدوره إلى خفض قيمة الفضة ليصبح الدولار الأمريكي مدعوما بالذهب الذي حدد بدوره قيمة عملة الدولار الأمريكي. حتى أن أصبحت أمريكا تمتلك أكبر احتياطي للذهب في العالم بعد أن أصدر الرئيس الأمريكي روزفلت أوامره باستبدال الأمريكيين ذهبهم الخاص بالدولار بعد أزمة الكساد الكبيرة التي مرت بها أمريكا وأدت إلى انخفاض الدولار بنسبة 30%. ارتباط العملات بالدولار الأمريكي ورغم تاريخ نشأت الدولار الأمريكي يبقى السؤال كيف تحول الدولار الأمريكي من عملة محلية لعملة عالمية؟ الإجابة باختصار في اتفاقية «بريتون وودز » والتي تم إبرامها عام 1944 في بلدة بريتون وودز بولاية نيو هامبشاير في أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية. وطبقا للاتفاقية تم تحديد قيمة الدولار الأمريكي بوصفه عملة الاحتياطي الرئيسية وربطه بالذهب ما يعني ربط العملات العالمية بالدولار بدلا من الذهب مما جعل الدولار الأمريكي العملة العالمية. حتى أن قرر الرئيس الأمريكي نيكسون في عام 1971 إزالة الدولار من معيار الذهب وأصبحت قيمته قابلة للمقارنة مع العملات الأخرى. رموز الدولار الأمريكي ومع كل هذا التاريخ يتوقف البعض عند الرموز التي يشملها الدولار الأمريكي بجانب صور رؤساء أمريكا من الهرم المنقوص غير مكتمل البناء والنسر حامل الاسهم وغصون الزيتون وحتى العين الإلهية. على الرغم من أنه ليس هناك تفسير واحد رسمي لهذه الرموز إلا أن الاجتهادات اعتمدت عدد من التفسيرات وراء رموز الدولار الأمريكي أو رموز «الختم العظيم» لأمريكا والذي يزين جانبي الدولار الأمريكي. وضم «الختم العظيم» من جهة الوجه صورة لنسر والذي اعاده البعض كرمز لقوة أمريكا ويمسك غصن زيتون ليعبر عن السلام وسهام ترمز للحرب. أما الوجه الآخر للختم والذي يضم هرم غير مكتمل بنائه واعتبره البعض أنه رمز لعدم اكتمال بناء الدولة الأمريكية فيما أعاده الذكاء الاصطناعي إلى القيم التي تأسست عليها أمريكا وهي وهي القوة والاستقرار والتأثير الدولي. وتحوم فوقه عين «بروفيدنس» أو العين الإلهية التي ترى كل شىء ويعد رمز العين أكثر رموز الدولار الأمريكي الأكثر جدلا حيث أعادها البعض إلى ارتباطها بالحركة الماسونية.