بيروت - وكالات الأنباء تتصاعد التوترات بشكل غير مسبوق فى جنوبلبنان، وسط استعراض حزب الله وإسرائيل لقدرات كل منهما فى حال اندلاع حرب أوسع بين الطرفين، على وقع الحرب المتواصلة على المدنيين فى غزة. وحذّر الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصرالله، أمس الأول، من أنه لن يكون هناك مكان فى إسرائيل آمن من هجمات الجماعة، كما وجه تحذيرا إلى قبرص وأجزاء أخرى فى منطقة البحر المتوسط. وجاء تهديد نصرالله بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلى «الموافقة» على خطط عملياتية لهجوم فى لبنان، وتوعّد وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس بالقضاء على حزب الله فى حال اندلاع «حرب شاملة»، وسط استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكثر من ثمانية أشهر. اقرا أيضاً| طيران الاحتلال يستهدف بلدة دير كيفا جنوبلبنان وقال نصر الله فى خطاب أذاعه التلفزيون «لن يكون هناك مكان فى الكيان الإسرائيلى بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا، وليس قصفا عشوائيا. كل صاروخ هدف، كل مسيرة هدف... إذا فرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا سقف». وأضاف أن إسرائيل تعرف أن «لدينا بنك أهداف كاملا وحقيقيا ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف. وأكد أن الجيش الإسرائيلى «يعرف أن ما ينتظره أيضا فى البحر الأبيض المتوسط كبير جدا. لكن إذا فتح حربا مع لبنان»، فإن الوضع فى البحر المتوسط سيكون مختلفًا تمامًا وكان حزب الله قد نشر مقطعا مصورا تحت عنوان «ما رجع به الهدهد» يتضمن مسحا دقيقا لمناطق بشمال إسرائيل، فى حين وصفته مصادر فى تل أبيب بالخطير. وتضمنت المشاهد التى وردت فى الفيديو الذى صورته مسيّرات، مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية. وكان حزب الله أعلن أمس فى بيان أنه قصف «بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية» ثكنة عسكرية فى شمال اسرائيل رداً على ضربات اسرائيلية فى جنوبلبنان،من جهته، قال رئيس الأركان فى الجيش الإسرائيلى الجنرال هرتسى هاليفى خلال زيارة لشمال إسرائيل إن تل أبيب لديها «قدرات أكبر بكثير» من قدرات حزب الله مضيفا «العدو لا يعرف إلا القليل عنها وسيواجهها فى الوقت المناسب». ولكن وزير الشئون الدينية الإسرائيلى مايكل مالكيلي، أكد أمس أن وزارته تستعد لسيناريوهات دفن جماعى لاحتمال اندلاع حرب فى الجبهة الشمالية. وأضاف فى مقابلة مع القناة ال14 الإسرائيلية، أن وزارة الخدمات الدينية المكلفة بالدفن تستعد لسيناريوهات وصفها ب«الكبرى» فى الشمال. فى غضون ذلك، قال الرئيس القبرصى نيكوس كريستودوليدس إن بلاده لا تشارك بأى شكل من الأشكال فى الحرب التى تشنها إسرائيل على غزةوجنوبلبنان، وأكد أن «جمهورية قبرص جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة»، فى أول رد على تهديد نصر الله. واعتبر كريستودوليدس، فى تصريحات نشرتها وكالة الأنباء القبرصية، أن خطاب الأمين العام لحزب الله اللبنانى ليس لطيفا، ولا يتوافق بأى حال من الأحوال مع الواقع «ويقدم قبرص كمتورطة فى الأنشطة الحربية.. وهذا يخالف الواقع تماما». وقد حذر نصرالله، قبرص من فتح المطارات والقواعد القبرصية «للعدو الإسرائيلى لاستهداف لبنان»، وهو ما يعنى أن الحكومة القبرصية «أصبحت جزءا من الحرب وستتعامل معها المقاومة على أنها جزء من الحرب».