تتوالى الضربات على إسرائيل لتؤكد أن جنون نتنياهو "المطارد من العدالة الدولية" يقودها إلى الهاوية، وأن حرب الإبادة التى تشنها بدعم أمريكا وتواطؤها قد كشفت للعالم كله الوجه الحقيقى لإسرائيل كدولة احتلال فاشية تمارس أحط أنواع العنصرية وترتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية. بالأمس، وفى اليوم التالى لطلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق مجرم الحرب نتنياهو ووزير دفاعه، تتلقى إسرائيل صدمة جديدة بالإعلان المتزامن من إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطين، لتنضم إلى 140 دولة تعترف بالفعل بفلسطين دولة مستقلة. خطوة تعلن أن أوروبا التى كانت معظم دولها داعمة لإسرائيل ومنحازة لروايتها الزائفة عن أنها تمثل حضارة الغرب وتنتمى إليها، قد اكتشفت حقيقة إسرائيل وممارساتها النازية واحتلالها الاستيطانى، ووجهها العنصرى القبيح الذى لا صلة له بأى حضارة ولا انتماء له إلا للقتل والدمار وانتهاك كل القوانين والمواثيق الدولية. الضربة شديدة خاصة وأن دولا أخرى فى الطريق فى مقدمتها مالطا وسلوفينيا وربما بلجيكا. والخطير بالنسبة لإسرائيل هو ما تضمنه الإعلان المشترك للدول الثلاث من إدانة واضحة للكيان الصهيونى باعتباره قوة احتلال استيطانى لا مكان له فى عالم اليوم، ولا مجال للتسامح مع انتهاكه للقانون بإقامة المستوطنات ولا مع المجازر التى يقوم بها فى حرب الإبادة التى يشنها على شعب فلسطين. ومن هنا كانت الدول الثلاث حاسمة فى طلب الإيقاف الفورى للحرب وإنهاء الاحتلال لكل الأراضى الفلسطينية بما فيها القدس، واعتبار "حل الدولتين" طريقا وحيدا للسلام الحقيقى فى المنطقة. ردود الفعل الإسرائيلية على القرار الأوروبى تؤكد أن الجنون الصهيونى مستمر. المهووس بن "غفير" يقتحم الأقصى المبارك، والمهووس الآخر "سويريتش"، يطلب بناء المزيد من المستوطنات ومنع التمويل عن السلطة الفلسطينية، ووزير الدفاع "المطلوب للعدالة الدولية" يقرر إلغاء قانون فك الارتباط كخطوة لإعادة الاحتلال الكامل للضفة وغزة. مزيد من الجنون، وطريق بلا رجعة حتى تجد إسرائيل سبيلا ينقذها من الأوهام.. ومن الجنون!!
