أسبوع واحد فقط، كان كافيا للعاملين فى شركة جنوبالقاهرة للتوزيع لإطلاق لقب «البلدوزر» على رئيس الشركة الجديد المهندس طارق عبد الشافى.. الذى انتهج أسلوبا جديدا فى الإدارة لم يعتده العاملون من قبل. تخلى المهندس طارق عبد الشافى عن المظهر التقليدى لرئيس الشركة بالبدلة الرسمية ورابطة العنق، واستبدلها بالقميص والبنطلون الجينز، ليسهل عليه التحرك فى فروع الشركة لتفقدها ورؤية تعامل الموظفين مع الجمهور على الطبيعة، أما المفاجأة الأكبر فكانت زيارته صباح كل يوم وقبل توجهه لمكتبه، لفرع من فروع الشركة دون إعلان مسبق، وخلال ايام شملت زياراته فرع كهرباء الهرم. وحلوان والدقي، حرص رئيس الشركة على اخفاء شخصيته أثناء تفقد الفروع وقام بحجز رقم من صالة خدمة المشتركين، ثم توجه إلى الوردية لعمل بلاغ عن عطل معين . وبنفس قوة المفاجآت المتتالية، فوجئ الجميع بتغيير ثلاثة من كبار قيادات القطاع التجاري، وتحويلهم إلى وظيفة مستشار بالشركة، مع توعد رئيس الشركه لگل المخالفين بتحويلهم الى النيابة العامة، وفى نفس الوقت ستكون هناك مكافآت للمجتهدين. ويبدو أن المهندس طارق عبد الشافى، قد اتخذ قراره پعدل المايلة، وضبط الأوضاع، والقضاء على أسباب ارتفاع معدلات الفقد الفنى والمالي، واستعادة السيطرة على الأمور التى سبق أن أفلت زمامها فى الشركة وفروعها.. كما يبدو أنه استحق لقب البلدوزر... بجدارة.. لأن أى موظف فى أى فرع من فروع الشركة ال13، أصبح يتوقع أن يكون المهندس طارق متنكرا يراقبه من بعيد، وهو ما نشر حالة من الانضباط والالتزام بين موظفى الشركة، حتى أن البعض أصبح يشبه الشركة حاليا بأيام المهندس محمود سلطان الأب الروحى للشركة والذى أدارها بجدارة وحزم،واستخدم دائما أسلوب التحفيز ومكافأة الإدارات الأفضل، حتى ان التنافس بين القطاعات كان على قدم وساق للفوز بجائزة الأفضل قطاع شهريا، والتى عودهم عليها رئيس الشركة الناجح محمود سلطان. ما يحدث من نوبة صحيان فى شركة جنوبالقاهرة للتوزيع حاليا يؤكد أن الشركة، ستغير مؤشرات الخسارة ونسب الفقد العالية التى عرفتها خلال السنوات الأخيرة، وأنها تبدأ عهدا جديدا يقودها للنجاح، وهو الاسلوب الذى نتمنى أن يتبعه بقية رؤساء شركات الكهرباء.. والأيام بيننا.
