مع اقتراب انتخابات أمريكا 2024، تشهد الساحة السياسية تحضيرات مكثفة من قبل كل من المرشحين الديمقراطي جو بايدن، والجمهوري دونالد ترامب، مع استعدادهما لتقديم برامجهما الانتخابية والتفاعل مع الجمهور بشكل أكبر من أي وقت مضى، بما في ذلك الاستعانة بالنجوم والشخصيات العامة لتعزيز شعبيتهم. وفي ظل هذه التحضيرات، برزت شخصيات معروفة من عالم هوليوود على الساحة السياسية الأمريكية، وأثار الظهور المفاجئ لنجوم السينما والتلفزيون في المشهد السياسي تساؤلات واسعة حول دورهم وتأثيرهم المحتمل على الرأي العام ونتائج الانتخابات الأمريكية وكذلك علاقتهم بالمسار السياسي، ودور المشاهير في صنع القرارات السياسية وتوجيه الناخبين نحو اتجاهات معينة. فهل يمكن لشهرة النجوم تحويل التوجهات السياسية؟ وهل يعتمد الناخبون على آراء النجوم في اتخاذ قراراتهم السياسية، وهل يؤدي دخول النجوم إلى الساحة السياسية إلى تغيير في الديناميكيات السياسية والمجتمعية في الولاياتالمتحدة؟ تاريخ علاقة نجوم هوليوود بالسياسة الأمريكية بالنظر إلى السجل التاريخي، فإن تاريخ العلاقة بين هوليوود والسياسة في الولاياتالمتحدة يعود إلى فترات سابقة، حيث شهدت الصناعة الترفيهية تأثيرًا واضحًا على المشهد السياسي في بعض الأحيان، ودائمًا ما ينخرط نجوم هوليوود في دعم مرشحين مختلفين. اقرأ أيضًا: تحطم مقاتلة أمريكية من طراز "إف-35" بعد إقلاعها ومنذ عهد الرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي، والذي كان صديقًا للمغني والممثل فرانك سيناترا، بدأت العلاقة بين نجوم هوليوود والسياسة في الظهور، حيث كان هدف كينيدي زيادة شعبيته بين فئات معينة من الناخبين، بما في ذلك الأفارقة الأمريكيين واللاتينيين. وفي الوقت الحالي، يستعد المرشح الديمقراطي، جو بايدن لفعالية كبيرة لجمع التبرعات المالية في لوس أنجلوس، ومن المقرر أن يتخلف عن مؤتمر السلام في أوكرانيا بسببها، ومن المتوقع حضورها بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ونجمي هوليوود جورج كلوني وجولي روبرتس. وفي الأشهر الأخيرة، شهدت الولاياتالمتحدة تدفقًا من نجوم هوليوود إلى البيت الأبيض، بالإضافة إلى مشاركتهم في حملة إعادة انتخاب بايدن ونائبته كمالا هاريس، سواء عبر جلسات جمع التبرعات أو منصات التواصل الاجتماعي. وقام بايدن، أيضًا بجمع 7 أشخاص من نجوم هوليوود الذين جسدوا شخصية رؤساء أمريكيين في أعمال فنية مختلفة، وذلك لإصدار مقطع فيديو خلال خطابه الأخير حول حالة الاتحاد. المغنية «تايلور سويفت» تثير الجدل حول تأثيرها على الانتخابات وفي حين يعمل مرشحون الرئاسة الأمريكية على تعزيز قاعدتهم الشعبية من خلال حملاتهم الكثيفة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، زعم مناصرو المرشح دونالد ترامب أن نجمة أمريكا المفضلة تقود خطة سرية لصالح منافسهم في انتخابات أمريكا 2024 الرئيس الحالي جو بايدن، بهدف تحقيق فوز الأخير بولاية رئاسية ثانية. وبفضل شعبيتها الكبيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أصبحت المغنية الشهيرة تايلور سويفت محل تساؤلات عديدة حول قدرتها على التأثير في اختيار رئيس البلاد، وذلك على الرغم من تجنب تايلور للحديث بشكل كبير عن السياسة، لكن هذا لم يمنع النقاش حول إمكانية تأثير تأييدها في تحديد الرئيس الأمريكي القادم. «تايلور» تنجح في تحريك معجبيها للمشاركة في الانتخابات الأمريكية ورغم نفي وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مشاركة تايلور سويفت في المزاعم التي ادعاها بعض مناصرو الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أفادت تقارير أمريكية بأن ترامب قد أبلغ المقربين منه أن شعبيته يمكن أن تتفوق على شعبية تايلور، وأشار أيضًا إلى أن دعم المشاهير لمنافسه جو بايدن لن يكون كافيًا لإيقاف مسيرته نحو البيت الأبيض. وفي ذات السياق، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، قد تكون للنجمة الأمريكية تايلور سويفت تأثيرات في نتائج انتخابات أمريكا 2024. وعلى الرغم من قلة حماس الناخبين الأمريكيين تجاه السباق الرئاسي، استطاعت المغنية والممثلة تايلور تشجيع قاعدتها الجماهيرية على تسجيل للتصويت في الانتخابات الأمريكية القادمة في نوفمبر، بحسب "العربية" الإخبارية. بعض الشباب مستعد للتصويت حال استقبال مكالمة من المغنية «تايلور» وكشفت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد هارفارد، عن أن حوالي 19% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا أعربوا عن نيتهم في التصويت في انتخابات أمريكا 2024 إذا تلقوا اتصالًا هاتفيًا شخصيًا أو رسالة نصية من تايلور سويفت تشجعهم على التصويت. كما أظهر استطلاع آخر أجرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن نحو 18% من الناخبين يرون أنهم "أكثر احتمالاً" أو "أكثر احتمالاً بكثير" للتصويت لصالح مرشح يحظى بدعم تايلور سويفت.. بينما قال 17% إنهم سيكونون أقل احتمالًا للتصويت لمرشح تدعمه سويفت، ورغم ذلك، فإن 55% من المشاركين يعتقدون أنهم لن يؤثروا بتأييد تايلور في اختيارهم الانتخابي، بينما أبدى 45% إعجابهم بالمغنية. وفي ذات السياق، أعرب السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض، جيمس هاجرتي، لمجلة "نيوزويك" الأمريكية عن رأيه قائلا: "إن تايلور أثرت على الثقافة الشعبية والرياضة واقتصاديات مناطق بأكملها في الولاياتالمتحدة، فلماذا لا تؤثر أيضًا على السياسة والانتخابات الأمريكية؟".