إسرائيل تقتل طفلاً كل 10 دقائق.. والنظام الصحى وصل نقطة «اللاعودة» لليوم ال 36 على التوالى، واصلت قوات الاحتلال قصفها المكثف لقطاع غزة فى ظل استهداف خطير للمستشفيات دفع النظام الصحى لنقطة اللاعودة فى ظل نفاد الوقود فيما تصاعدات عمليات التوغل البرى مع استمرار وقوع الشهداء والمصابين فيما كشفت منظمة الصحة العالمية عن استشهاد طفل كل 10 دقائق. وبلغ الوضع المؤسف ذروته فى مجمع الشفاء الطبى الذى قصفت طائرات الاحتلال صباح أمس الطابق الخامس فيه بعدما شنت منذ فجر الأمس عدة غارات استهدفت قسم الجرحى وقسم العناية المركزة ومستودعًا طبيًا وساحة المشفى مما أدى لاندلاع النيران به، واستشهد أحد المرضى. وواصلت المدفعية والطيران الإسرائيليين، قصف ساحات العيادات الخارجية للمجمع واستمرت فى إلقاء قنابل الفوسفور المحرمة دوليًا على الأحياء القريبة منه وعلى مخيم الشاطئ. وتحاصر قوات الاحتلال المجمع الذى يعد الأكبر فى القطاع من 4 اتجاهات وانقطعت كافة سبل التواصل مع الباقين داخل المجمع الذى يضم آلاف النازحين والمرضى. وقال وكيل وزارة الصحة فى غزة الدكتور يوسف أبو الريش «واقع مجمع الشفاء لا يمكن تخيله وقد يكون هذا النداء الأخير الذى يصدر منه» مؤكدًا نفاد الوقود توقف الأجهزة الطبية مع اشتعال االنيران جراء القصف. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن آلاف الجنود باتوا موجودين فى عمق قطاع غزة وأن القوات الإسرائيلية على بعد 3 كيلومترات من مجمع الشفاء. وزعم جيش الاحتلال أنه يتعين إخلاء كافة مستشفيات غزة ل لتعامل مع حماس، مشيراً إلى وجود عدة آلاف من الأشخاص فى باحة مجمع الشفاء يجب إجلاؤهم حيث تزعم إسرائيل بوجود أنفاق تحت المجمع تابعة للحركة. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة فى غزة أنه تقرر حفر مقبرة جماعية داخل حرم المجمع لدفن 100 شهيد توفوا داخله. وقال مدير عام وزارة الصحة منير البرش «القصف لا يهدأ بمحيط المستشفى منذ 3 ليال. يوجد قصف بشكل عنيف جداً كل دقيقة تقريبًا بهدف التمهيد لدخوله». وأضاف أن القصف عرقل دخول أو خروج سيارات الإسعاف من وإلى المجمع «نحن محاصرون داخله». وأطلقت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرات من تدهور الوضع داخل المستشفى وأكدت أن الوضع داخله «كارثى». وقالت إنها عاجزة عن الاتصال بأى من موظفيها داخل المجمع ودعت «بشكل عاجل لوقف الهجمات وحماية المرافق الطبية وطواقمها والمرضى». وفى مؤتمر صحفى برام الله، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مى الكيلة، أمس استشهاد 39 طفلاً فى العناية المركزة بمشفى الشفاء فى غزة بسبب انقطاع الكهرباء. وقالت إن «الموت المحتم مصير المرضى بمستشفيات غزة» وحملت إسرائيل والمجتمع الدولى المسئولية. وأوضحت أن 20 من أصل 30 مستشفى فى غزة توقفت بصورة كاملة وأضافت «الجيش الإسرائيلى يحاصر المستشفيات وتم قصف مستشفى الطب النفسى بشكل كامل». وطالبت بفتح ممرات آمنة لخروج المصابين للعلاج خارج قطاع غزة، ودخول الفرق الطبية المتطوعة، والسماح بإدخال الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء فى المستشفيات بشكل فورى، وإدخال المواد والمستلزمات الطبية والأدوية. وفى كلمة أمام مجلس الأمن، كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس أن طفلاً يقتل فى المتوسط كل عشر دقائق فى قطاع غزة. وحذر من عدم وجود مكان آمن هناك فى القطاع وأن النظام الصحى فى غزة بات «منهكاً تماماً». وأشار إلى وقوع «أكثر من 250 هجومًا» على المؤسسات الصحية فى غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر. وأضاف «يستحيل وصف الوضع على أرض الواقع: أروقة مستشفيات مكتظة بجرحى ومرضى وأشخاص يحتضرون، مشارح مكتظة، عمليات جراحية دون تخدير، عشرات الآلاف من اللاجئين». وأكد أن أفضل طريقة لدعم العاملين فى القطاع الصحى والمرضى هى منحهم الأدوية والمعدات الطبية والوقود لمولدات المستشفيات. ودعا إلى زيادة المساعدات الإنسانية التى تصل عبر معبر رفح وكرر دعوات مسئولى الأممالمتحدة إلى «وقف إطلاق النار». من جانبها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تدهور أوضاع النظام الصحى فى غزة، الذى بلغ نقطة «اللاعودة» مما يعرّض حياة الآلاف من الجرحى والمرضى والنازحين للخطر. كما كشفت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطينى، نيبال فرسخ، عن انهيار المنظومة الصحية داخل مستشفى القدس جراء نفاد الوقود، مؤكدة أن كافة الخدمات بالمستشفى ستتوقف خلال ساعات قليلة. وحذرت من أن نحو 500 مريض وجريح سيحرمون من الرعاية الصحية وأن المرضى فى غرفة العناية المركزة والأطفال فى الحضانات، سيفقدون حياتهم. وقالت: «الاتصالات مقطوعة ولا زال المستشفى معزولاً بسبب إغلاق كل الطرق المؤدية إلى جانب القصف المتواصل». كما طال القصف الإسرائيلى محيط المستشفى الإندونيسى الذى انقطعت الكهرباء نتيجة نفاد الوقود مما أسفر عن إعلان خروجه عن الخدمة كما استهدف القصف لاحقا بوابة المستشفى. من جهة أخرى، قصفت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية، بدون سابق إنذار منزل عائلة الكحلوت، فى بيت لاهيا، مما أدى لتسوية المنزل بالأرض واستشهاد 7 مواطنين، وإصابة العشرات، إضافة إلى آخرين تحت الركام. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلاً مأهولاً فى مخيم النصيرات وسط القطاع، مما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات إضافة لمنزل مأهول شرق خان يونس. من جانب آخر، كشفت الأمينة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا (الإسكوا) رولا دشتى، أن عدد الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل فى شهر يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا فى الصراعات المسلحة فى 22 بلداً حول العالم منذ عام 2020. أوضحت أنه خلال ما يزيد قليلاً على 4 أسابيع قتلت قوات الاحتلال 4300 طفل فلسطينى فيما تقول أوكرانيا إن الحرب مع روسيا قتلت 510 طفلًا لكن هذا العدد سقط على مدار 19 شهراً. وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، إنه تلقى شهادات لنازحين فلسطينيين تفيد بتحويل إسرائيل لشارع صلاح الدين الذى أعلنته منذ أيام كممر للنزوح إلى مصيدة قتل واعتقال فضلاً عن عمليات تنكيل ممنهجة وواسعة النطاق.
