سيظل يوم السادس من أكتوبر، يوما استثنائيا في تاريخ مصر، لم تكن معركة عادية بين طرفين بل أعطت مصر من خلالها درسا غاليا للعدو سيظل يتذكره ويعتبر تاريخه يوما مشئوما. لا ينبغي الفصل بين يوم النصر وشخص الرئيس الراحل أنور السادات، ذلك الرجل الذكي الذي وعد فأوفى وكان وفاءه تاريخيا، فمنذ هزيمة 1976 كانت معنويات المصريين والجيش بالأخص في أسوأ حالاتها، فجاءت مباغتة العدو بتوقيت الحرب وتحقيق النصر الذي جعل مصر حديث العالم أجمع. اقرأ أيضا: كيف نجح السادات في خداع الجميع؟.. لغز الساعات الحاسمة قبل معركة الثأر ظل السادات طيلة فترة حكمه حديث العالم، سيرته كانت تذكر من زعماء العالم بانبهار لافت، فذلك الفلاح الأنيق اللبق ذو الكاريزما السياسية، الرجل العسكري الذي بدأ مسيرته ضابطا ضمن تنظيم عسكري أسقط النظام الملكي حتى استشهاده وسط أبناءه في يوم النصر، كان الأكثر ظهورا على صفحات الصحف العالمية الرئيسية، بداية من توليه الرئاسة في ظروف عصيبة مرورا بنصر أكتوبر المجيد وحتى توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وحتى موته بيد الإرهاب. تحدث عنه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر حيث قال "لم أقابل أى رئيس أو مسئول أمريكى، إلا وحدثنا بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء الرئيس "السادات" وتطلعاته وشجاعته.. أتطلع مخلصا إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة معه". كما قال عنه الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون: "السادات صرح عظيم من صروح السلام وتجسيد للشرف والأمانة." وعن الرئيس الألماني والتر شيل فقد عبر عن إعجابه بذكاء وحنكة السادات قائلا: "الشعب الألماني يعتبر الرئيس السادات رجل دولة يمارس سياسة تخدم السلام كما أنه رجل لا يناضل فقط من أجل تحقيق الأهداف – كما يفعل الزعماء السياسيون عادة ولكنه يعلن صراحة مبدأ سياسته وهو المحافظة على السلام". اقرأ أيضا: نصر أكتوبر | محطات في حياة المشير الجمسي.. مهندس حرب أكتوبر «صور» ووصفه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق إدوارد هيث: "السادات كان رجلاً عظيماً وسياسياً شجاعاً وإنني معجب به أشد الإعجاب. إنه من أعظم الزعماء الدوليين وقد أستطاع أن يغير من معالم الشرق الأوسط السياسية تغييراً أبدياً وكان دائماً شجاعاً في قراراته معتزاً بوطنه وشعبه يعمل دائمأً من أجل السلام". فيما قال البابا يوحنا بولس الثانى، بابا الفاتيكان السابق، عن السادات أنه كان رجل السلام له رؤية نافذة لتحقيق المصالحة والوفاق لقد حظى الرئيس السادات بالتقدير لإيمانه القوي ولمبادراته من أجل السلام. أما هلموت شميت المستشار الألماني السابق، فقال عن الرئيس السادات "إذا كانت هناك فرصة للسلام اليوم، فإن هذا يرجع فى المقام الأول إلى سياستكم الحكيمة ورغبتكم الحقيقية فى سلام العالم وفى هذا السبيل تحملتم الكثير من المتاعب وبذلتم الجهود المتصلة لشرحها والحصول على تأييد من العالم، بحيث أصبحت القضية عامة على كل لسان فى أوروبا." ووصف سيروس فانس وزير الخارجية الأمريكي سابقا الرئيس السادات بأنه رجل دولة عاقل، ويتسم بالحكمة. وقال مناحم بيجين رئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق إن السادات قائد حرب عظيم وقائد سلام عظيم. اقرأ أيضا: «قادة النصر».. المشير «محمد علي فهمي».. رجل الصواريخ الأول حول العالم وقال برونو كرايسكي المستشار النمساوي سابقا أن السادات شخصية عظيمة يدرك مسئوليته أمام شعبه ويعرف تماماً قيمة سلاح الحرب وفاعليته كما يدرك في نفس الوقت معنى السلم وحسناته، لقد كان رجلاً دمث الخلق ذا بصيرة نفاذة دفعته لمواصلة الطريق من أجل بلاده عمل على تحرير بلاده واسترداد كرامتها فكان العبور العظيم في أكتوبر سنة 1973هو رجل أراد أن ينجز كل شىء على أحسن وجه فكانت الحرب كاملة وكان السلام كاملاً . أما هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، فقد قال إن "السادات نموذج سياسي نادر لا يجود الزمان بمثله إلا قليلاً لقد أدركت بعد مضي عشر دقائق فقط من مقابلتي للرئيس السادات أنني أمام رجل دولة بحق أنه رجل لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود الدبلوماسية الراهنة في الشرق الأوسط ." وعن شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء، فقد أشار إلى أن دهاء السادات جعل حرب السادس من أكتوبر أصعب حرب تخوضها إسرائيل منذ قيامها سنة 1948. أما السادس من أكتوبر، فظل حديث الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية لفترة طويلة، منبهرين بما حققه الجندي المصري، وما وجهته العسكرية المصرية من ضربة موجعة للعدو في «يوم الغفران»، فجاءت عناوين الصحف كالتالي: صحيفة هآرتس العبرية: إن "البحرية المصرية تفوقت على البحرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر وخصوصا فى مجال الصواريخ". وكالة أسوشيتد برس الأمريكية: إن "الشعور السائد فى إسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب، كما أن عدد أسرى الحرب العائدين من مصر، كان أكثر مما كان متوقعا، الأمر الذى يعنى وقوع الكثير من القتلى". وكالة رويترز الإخبارية: إسرائيل فقدت المبادرة في حرب أكتوبر. صحيفة لوفيجارو الفرنسية: حرب السادس من أكتوبر خطط لها بعناية، وليس أمام إسرائيل سوى السعي للسلام. صحيفة الأوبزرفر البريطانية: لقد واجه الإسرائيليون خصما يتفوق عليهم فى كل شيء ومستعد لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت إسرائيل فى نفس الوقت خصما أفضل تدريبا وأمهر قيادة. اقرأ أيضا: قبل حرب أكتوبر.. مواقف السادات أرعبت إسرائيل أما صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: الجنود المصريون شجعان، والنصر تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب. صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية لإسرائيل و مصر على حد السواء. مجلة "ذا إيكونوميست" الأمريكية: هي أعظم انتصار للعرب فى التاريخ الحديث، وأكبر هجوم يشنه جيش منذ الغزو الأمريكى للهند الصينية عام 1950.
