سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه اليوم السبت 14-9-2024    وزير الإسكان يعلن طرح 70 ألف وحدة إسكان اجتماعي نوفمبر المقبل    أسعار الحديد اليوم السبت 14-9-2024 في الأسواق.. «اعرف الطن بكام»    وزير الإسكان: تسليم أراضي رأس الحكمة بداية أكتوبر المقبل ولن تحدث فقاعة عقارية بمصر (تفاصيل)    نائب وزير الإسكان يعلن تفاصيل إعادة تأهيل محطة معالجة الصرف الصحي بمدينة دهب    5 شهداء في قصف إسرائيلي على عدة منازل قرب مدرسة دار الأرقم بغزة    بعد صور المنشأة النووية.. جرأة غير معتادة من كوريا الشمالية تدفعها العلاقات الروسية    الخارجية الروسية: أمريكا وبريطانيا تدفعان إلى تصعيد بأوكرانيا لا يمكن السيطرة عليه    سقط من شرفة منزله.. تفاصيل الحالة الصحية للاعب السعودي فهد المولد    صور.. رابيد بوخارست يقدم بوبيندزا لوسائل الإعلام في رومانيا    القبض على تاجر عملات أجنبية متهم بغسل 35 مليون جنيه في القاهرة    شيريهان تنعى ناهد رشدي بكلمات مؤثرة: «روحها طيبة وجميلة ونقية»    احتفالات المولد النبوي 2024: موعد الإجازة وتبادل التهاني بأجواء احتفالية مميزة    موعد المولد النبوي الشريف 2024.. تفصلنا عنه ساعات قليلة    «الرقابة الصحية»: توجيهات بانضمام المستشفيات الجامعية للتأمين الصحي الشامل    مدير منظمة الصحة العالمية يشيد بمبادرة «بداية»: ستحقق تنمية بشرية سريعة    عام دراسي جديد.. دليلك ليوم صحي لطفلك في المدرسة    اليوم.. الزمالك يبدأ رحلة الدفاع عن اللقب القاري أمام بوليس كينيا    الكهرباء تستعد لعودة العمل بخطة تخفيف الأحمال خلال أيام    مصرع شخص فى حادث سقوط مصعد عقار بمنطقة أبو النمرس    بسبب الثأر.. كشف غموض جريمة الطريق الزراعي في قنا    تكريم طلاب جامعة بنها في ختام احتفالية برنامج مصر لتنظيم الأسرة    محافظ أسيوط يلتقي رئيس مدارس سنودس النيل الإنجيلي    ضبط عاطل متهم بالنصب على أجنبي عبر تطبيق إلكتروني    بروتوكول تعاون ثلاثي لتنظيم مسابقات الصيد الرياضي في البحر الأحمر    منها كتاب "وصف مصر".. وزير الرى يلتقي بنخبة من أكبر خبراء الأثار والمتاحف لترميم المقتنيات التاريخية للوزارة وعرضها في المبني بالعاصمة الإدارية    إعلام فلسطينى : سقوط 5 شهداء جراء قصف الاحتلال عدة منازل شمال غرب مدينة غزة    الأوبرا تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف    تعرف على مبادرة ابدأ حياة .. دورة تدريبية للشباب بهدف التمكين الاقتصادي    وزير الزراعة وسفير اليابان يبحثان إقامة مصنع لتصنيع الآلات الزراعية في مصر    تقرير تركي: الزمالك قدم عرضا لللتعاقد مع كارلوس ستراندبرج    وكيل "تعليم مطروح": ورش عمل حول الانضباط المدرسي والتحفيز التربوي    خبير تربوي: الجامعات الأهلية تدخل ضمن تطوير منظومة التعليم بمصر    فيتامينات تصبح سامة عند تناولها معًا.. احذرها    موعد مباراة تشيلسي وبورنموث والقنوات الناقلة في الدوري الإنجليزي    سقوط عصاية تخصصت فى الاتجار بالأسلحة النارية والذخيرة    مصرع سائق إثر حادث سيارة على الطريق بطما فى سوهاج    مؤشرات كليات المرحلة الثالثة 2024 علمي علوم ورياضة بالدرجات.. نتيجة تنسيق 2023 (من بينها حقوق)    الجيش الأمريكي يعلن تدمير 3 مسيرات تابعة للحوثيين باليمن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 14-9-2024 في محافظة قنا    بالرغم من انخفاض الحرارة.. «الأرصاد»: نسبة الرطوبة تصل إلى 90%    هاريس: حان الوقت لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين    بمناسبة اليوييل الذهبي للكنيسة.. البابا تواضروس يترأس صلوات القداس    أخبار الأهلي : غموض حول مشاركة صفقة الأهلي الجديدة ضد جورماهيا    منظمة الصحة العالمية: اكتمال تطعيم أطفال غزة بالجرعة الأولى ضد شلل الأطفال    بحضور صناع الألبوم .. أنغام تتصدر التريند بأضخم حفلات جدة    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم العين غرب مدينة نابلس وتداهم منازل المواطنين    قناة مفتوحة لنقل مباراة الزمالك والشرطة الكيني في كأس الكونفدرالية    وزير خارجية إسبانيا: الفلسطينيون لا يجب أن يكونوا لاجئين للأبد.. والاعتراف بدولتهم يمنحهم الأمل    «مستهتر وعقلية مجتش».. هجوم ناري من مدرب المنتخب السابق على بوبيندزا    بعد الإختفاء لسنوات.. «منشدات» في حب رسول الله    الصومال ترفع علاقتها مع مصر إلى أعلى مستوى.. وتحذر إثيوبيا    برج الجدي.. حظك اليوم السبت 14 سبتمبر 2024: خبر سار في العمل    محمد السعيد يبهر لجنة تحكيم «كاستنج» وعمرو سلامة: «هايل»    تكريم 247 طالبا وطالبة من حفظة القرآن الكريم والمتقوقين دراسيا بالمحلة.. صور    أحمد عمر هاشم: أؤمن بكرامات الأولياء مثل السيد البدوي    الآن رابط تنسيق الدور الثاني للطلاب الناجحين في الثانوية العامة.. كليات المرحلة الثالثة    أحمد فهمي يكشف سبب زواجه في سن صغير:«عشان معملش حاجة غلط» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرائم آخر الزمان.. قتلوا الطفل انتقاماً من أمه
أجبرته على شرب عصير مسموم وهشمت رأسه بحديدة


حبيبة جمال – حمد الترهوني
العنف نقيض العقل وحين تتأجج شهوة الانتقام بداخل شخص وتطغى عليه فلا تسأل عن دوافعه ومبرراته التي هي واهية ومآلها في النهاية وراء القضبان إما سجنًا أو انتظارًا لحبل عشماوي، بعدما صارت دفينة بداخله تنتظر الانفجار، وهذا مع حدث من امرأة وابنتها أقل ما يقال عنهما أنهما تلميذتان للشيطان، فقد تمكنت مشاعر الحقد والغل منهما، فخططتا لجريمتهما البشعة بخطف طفل وقتله دون أن يتحرك شعر واحدة في رأسيهما، ودون ذنب ارتكبه هذا الملاك الصغير في حقهما؛ والسبب هوخلافات بين والدته وهاتين المتهمتين فدفع الصغير الثمن حياته، ولكي ينتقمان من والدته قتلاها مرتين، مرة عندما اختفى الطفل من بين أحضانها، والمرة الثانية عندما وجدته جثة هامدة داخل جوال، وإلى التفاصيل المثيرة.
الحكاية بدأت في قرية الشعراوي، التابعة لمركز سمالوط، بمحافظة المنيا، في هذا المكان نشأ محمد بشر، طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، طفل تلمع عيناه من البراءة، لا يدرك شيئا في الحياة سوى اللعب وشراء الحلوى بحكم سنوات عمره القليلة، لا يعرف معنى الخلافات التي بين أمه وهاتين المرأتين، هذا الملاك الصغير الذي حرصت والدته منذ صغره على تحفيظه القرآن الكريم، فما أروع أن يتأدب الشخص منذ نعومة أظافره بأدب القرآن، كان الصغير يكبر يومًا بعد يوم أمام عينيها، تحلم له بالمستقبل الوردي، لم تكن تلك المسكينة تعلم أنه سيدفع ثمنًا لخلافات بينها وبين إحدى جيرانها.
الخلاف
الشرارة بدأت عندما قالت والدة محمد لجارتها التي تدعى زينب، والتي أيضا توجد صلة قرابة بينهما، أن ابنتها هالة على علاقة عاطفية بأحد شباب القرية وهناك صور ومكالمات هاتفية بينهما، قالت لها ذلك لكي تنقذ ابنتها وسمعتها، لكن زينب وقع عليها الكلام وقع الصاعقة، غلي الدم في عروقها، لم تتفوه بكلمة، فذهبت مسرعة لابنتها واعتدت عليها بالضرب، حتى هدأت قليلا وبدأت هالة تنفي هذا الكلام لأمها، ثم تركت والدتها اسيرة حيرة كادت تقتلها، أتصدق ابنتها أم جارتها؟!، ولو صدقت ابنتها كيف تضمن جارتها التي هي قريبتها أيضا ألا تتفوه بكلمة واحدة لكل من هب ودب، فمثل هذه الأخبار سرعان ما يتناقلها أهل القرية الصغيرة التي تسكنها؟!
جلست هالة داخل غرفتها تفكر في الانتقام، تعصف بها الأفكار السوداء، طغى الانتقام عليها، فخططت للجريمة، وخرجت تبكي لوالدتها كيف تترك حقها، أخبرتها أنها ستسامح في كل شيء إلا أن يخوض أحد في سمعتها وشرفها، ولابد لهما أن ينتقمان من تلك السيدة، وبدلًا من أن تردع الأم ابنتها عن تلك الأفكار الشيطانية، رحبت بالفكرة، وظل الاثنان يخططان لجريمتهما، فلم يجدا أفضل من ابنها الصغير ليدفع ثمن ما قالته والدته وفي الوقت ذاته يضمنان أنها سوف تعيش في كرب وحزن لبقية حياتها.
استدراج واختفاء
صباح يوم 25 من شهر أغسطس عام 2021م، خرج محمد يلعب أمام منزله بعدما تناول افطاره وسط أسرته، الأطفال دائما يلعبون امام بيوت أهاليهم في آمان، هكذا لعب محمد ثم جلسل يستريح أعلى مصطبة أمام بيته الريفي، ينتظر هدية أمه التي ستعطيها له بعدما اكمل حفظ الجزء الأول من القرآن الكريم، لكن الأمور لم تسر كما خطط له؛ نادت عليه هالة ليذهب إليها الطفل بكل براءة، فهي جارته وقريبته في نفس الوقت، دخل بيتها ولم يظهر مرة أخرى.
داخل بيت هالة كانت الأم الشيطانة أعدت خطتها، أحضرت عصيرًا به سم للفئران، سقته للصغير، لكنه رفض أن يشربه، عملا بنصيحة أمه ألا يأكل أو يشرب من يد أحد، ولكن مع امتناعه عن الشرب، أجبرته الأم وابنتها رغمًا عنه، وبعد تناوله العصيرالمسموم سقط على الأرض مغشيا عليه، وفي لحظة تجرد الاثنان من مشاعر الرحمة والإنسانية، ضربتاه بقطعة حديدية فوق رأسه، ثم خنقتاه بقطعة قماش للتأكد من مقتله، ثم وضعتاه داخل جوال بلاستيكي، وانتظرتا حتى تأتي الفرصة المناسبة للتخلص من الجثة.
دموع التماسيح
عودة مرة أخرى إلى بيت الطفل؛ شعرت الأم بغصة في حلقها، فخرجت لتطمئن على ابنها الصغير، لكنها لم تجده وكأن الأرض انشقت وابتلعته، هنا أدركت أن هناك مكروهًا أصابه، فهي أم وتشعر بكل شيء، ظلت تبكي وتصرخ حتى خرج الجيران ليستطلعوا ما الأمر، فأخبرتهم أن ابنها غير موجود، ظل الكل يبحث عنه في الشوارع القريبة من بيوتهم، السيارات تجوب الشوارع تنادي على الملاك الصغير، شباب القرية يضعون صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الوقت يمر والطفل لم يظهر ولم يعثر له على أي أثر، وفي الوقت الذي كانت والدته تبكي بحرقة عليه جلست زينب وابنتها بجوارها يبكيان معها بدموع التماسيح حتى لا يلفتا الأنظار إليهما، لم يكن أمام الأسرة حلا سوى تحرير محضر بالاختفاء.
جثة في المصرف
وبينما هدأت القرية قليلا، وجدت زينب وابنتها الفرصة المناسبة للتخلص من الجثة، فحملتا الجوال وألقيتاه داخل المصرف، ثم عادتا لبيتهما وكأنهما لم يرتكبا أي جرم، ولم تتحرك مشاعر الندم داخلهما ولو لثانية واحدة.
الأيام تمر والطفل لم يظهر، وزينب وابنتها يشعران بالاطمئنان، وعلى الجانب الآخر أم محروق قلبها على فلذة كبدها، وفريق بحث تم تشكيله لكشف اللغز يعمل ليلا ونهارا، حتى تم العثور على جثة الطفل داخل مصرف، وهنا كانت الضربة القاتلة للأم التي ظنت أنه سيدخل عليها في أي وقت يرتمي بين أحضانها، لكن الحلم تحطم عندما وجدته جثة هامدة، وسط حيرة من الأسئلة، من الذي قتله ولماذا؟!، فهو طفل بريء لا يعرف للغدر معنى.
اتجه فريق البحث لكاميرات المراقبة كخيط أولي لكشف اللغز، بالفعل ظهرت المتهمة وابنتها يحملان كيس بلاستيك ويلقيان به داخل المصرف، على الفور تم إلقاء القبض عليهما واعترفتا بجريمتهما انتقاما من والدته التي خاضت في سمعة ابنتها، تم حبس المتهمتين وتحولت القضية للجنايات.
العدالة
أسدلت محكمة جنايات المنيا الستار على تلك الجريمة البشعة، فقضت برئاسة المستشار محمد حسن رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين حسين مسيرة، وعمرو محمد قطب بإحالة أوراق المتهمة الأولى زينب لفضيلة المفتي لإبداء الرأي في إعدامها، وتحديد جلسة 30 مايو المقبل للنطق بالحكم، بينما حكمت على المتهمة الثانية ابنتها بالسجن المشدد 15 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.