فى نهاية القرن الماضى أصدرت منظمة اليونسكو قائمة ب 300 لغة ماتت خلال قرن ..كما أعلنت عن قائمة أخرى باللغات المرشحة للموت فى القرن الجديد وعلى رأسها وللأسف الشديد اللغة العربية !! والمتابع للأحداث لن تصدمه هذه المعلومة القديمة وقد فعلنا بأنفسنا ما فشل فيه الاستعمار على مدار سنوات طويلة لطمس هويتنا وقد بدأنا خطواتنا المتلاحقة لاقتلاع لساننا العربى المبين منذ أغلقنا الكتاتيب وأهملنا تحفيظ القرآن الكريم وتسابقنا نحو مدارس اللغات والمدارس الدولية حتى حلت لغة» الفرانكوآراب» العرجاء محل لغة القرآن وكتب أولادنا العربى بحروف إفرنجية وتحدثوا بنصف لسان وهكذا أفرغ وعاء العلم والمعرفة من محتواه وطمست الهوية وضاعت أهم أدوات التفكير ضاعت هويتنا مع لغتنا عندما نسينا أن الشعر هو ديوان العرب وحلت مهرجانات شاكوش وحمو بيكا محل قصائد أم كلثوم وعبد الوهاب واعتلت الأسماء الأجنبية واجهة الشوارع والمحلات وطاردت الأخطاء الإملائية والنحوية معظم المراسلات والشاشات وبالبنط العريض على لوحات الإعلانات ومن هنا يأتى العجب عندما نجد البعض يرفض خطوات البرلمان لحماية اللغة العربية واقتراح الاهتمام بتحفيظ وقراءة القرآن الكريم للصغار لتقويم الألسنة وإصلاح المعوج مع حذف أى مصطلحات أجنبية من مشروع أى قانون فى حين أن هذا بالضبط ماتفعله معظم الدول الغربية وبتعصب لأنها تدرك تماما أنه لا حياة لأمة بدون لغة لغتنا هويتنا وسر وجودنا فليتنا ونحن نحتفل بيوم اللغة العربية فى 18ديسمبر الجارى يكون هذا هو شعارنا ومنتهى آمالنا فربما استرددنا أمجادنا وهويتنا المفقودة.
