شدد قيادى بحركة طالبان الأفغانية أمس على ان الولاياتالمتحدة هى المسؤولة عن الفوضى فى مطار كابول حيث يطالب آلاف الأفغان بإجلائهم. وقال أمير خان متقى أن «أمريكا بكل قوتها ومنشآتها... فشلت فى إحلال النظام فى المطار.. يسود سلام وهدوء فى كل أنحاء البلاد، لكن هناك فوضى فقط فى مطار كابول». وفى وقت سابق، أفادت وسائل إعلام أفغانية بإغلاق مطار كابول لمدة يومين من أجل إجلاء الأشخاص المتواجدين حاليا فى أراضيه. ومع تدهور الوضع قرب مطار كابول، ناشدت الحكومة البريطانية واشنطن تمديد الموعد النهائى لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، حيث يتولى تأمين المطار قوة قوامها ستة الاف جندي، وفى حال إتمام انسحاب أمريكا ستسيطر حركة طالبان على المطار. وقال وزير الدفاع البريطانى بن والاس فى مقال بصحيفة «ميل أون صنداي»: «إذا بقى الجدول الزمنى الأمريكى كما هو، لن يكون لدينا وقت نضيعه لإجلاء معظم الأشخاص الذين ينتظرون ترحيلهم». وفى حديثه لصحيفة «صنداى تليجراف» قال وزير الخارجية البريطانى دومينيك راب أن بريطانيا ستضطر للجوء إلى روسيا والصين لممارسة «تأثير معتدل» على طالبان، على الرغم من عدم الثقة بين بريطانيا وهاتين الدولتين. ونقلت وسائل إعلام أفغانية عن وزارة الدفاع البريطانية أن 7 أفغان قتلوا جراء التدافع الشديد والازدحام فى مطار كابول. وأظهرت لقطات مصورة بثتها قناة «سكاى نيوز» البريطانيّة امس الأول جثث ما لا يقلّ عن ثلاثة أشخاص بين حشود كبيرة من الناس خارج المطار وكذلك العديد من الجرحى. وقال مراسل القناة من المطار، إنّ الأشخاص الذين كانوا فى مقدّمة الحشد تعرّضوا «للدّهس»، مشيرًا إلى أنّ الناس «يُعانون الجفاف ويشعرون بالرعب». وقد صوّر فريقه جنودًا يرشّون الحشد بخرطوم مياه «لإبقائهم منتعشين». وهذه التسجيلات هى أحدث لقطات لحالة اليأس التى ضمت مشاهد رعب لأشخاص متشبثين بطائرات مغادرة. ونقلت وكالة «رويترز» عن امرأة فى مجمع سكنى فى الدوحةبقطر أنه فى إحدى المراحل عندما حاول الحشد الاندفاع إلى المطار أصيب رجل كان يقف بجوارها برصاصة فى ساقه من قبل «عسكريين»، مشيرة الى مآسى المنتظرين فى مطار كابول. وتستضيف حكومة قطر مؤقتا آلاف الأفغان الذين تم إجلاؤهم، حتى يتمكنوا من دخول دولة ثالثة. وعلى صعيد الإجلاءات، أجلت كندا نحو ألف أفغانى وفق ما أعلن مسؤولون. كما أجلت الهند 168 شخصا بينهم 107 مواطنين هنود من كابول الى نيودلهى. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، إجلاء بلاده لأكثر من 300 شخص من هناك. فى المقابل، أكد المستشار النمساوى المحافظ، سيباستيان كورتس، أنه «يعارض استقبال مزيد من الفارين من أفغانستان» وأكد: «هذا لن يحدث خلال وجودى كمستشار». كما أكّد الرئيس التركى رجب طيّب إردوغان أنّ بلاده لا تستطيع تحمّل «عبء هجرة إضافيّة» من أفغانستان. يأتى هذا فى حين استعادت طالبان السيطرة على إحدى المناطق التى انتزعتها قوات معارضة بقيادة نجل القيادى الراحل «أحمد شاه مسعود»، من قبضتها مؤخرا فى ولاية بجلان بشمال العاصمة الأفغانية كابل. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن مصدر فى تلك القوات تأكيده أن طالبان استعادت السيطرة على منطقة اندراب، من بين ثلاثة مناطق قرب ولاية بانجشير التى سيطرت عليها فى وقت سابق قوات معارضة لطالبان. فى تلك الأثناء، أعلن مسؤول فى طالبان أن الحركة تعتزم عقد لقاءات مع حكام ومسؤولين سابقين فى أكثر من 20 من ولايات البلاد لبحث القضايا الأمنية معهم.