الأرقام والإحصاءات التي تطالعنا بها وزاره السياحة تؤكد أن نسبه الركود السياحي في الأقصروأسوان تكاد تكون مخيفه ولم يتوقعها أكثر المتشائمين، ففي نفس هذا التوقيت من كل عام كانت الأقصر تموج بالسياح القادمين إليها من كل صوب وحدب إلا أن انسبه الإشغال الحالية تؤكد أن المدينة وصلت في السنوات السبع الأخيرة إلى حاله من الركود السياحي لم تصل إليها طوال تاريخها رغم بعدها عن أي مخاطر أو أعمال إرهابيه. وكذلك رغم جهود محمد بدر محافظ الأقصر من أجل إعادة التدفق السياحي إليها وزياراته إلى سفارات دول الإتحاد الأوروبي وحضوره الفعال في بورصات السياحة العالمية واتصاله باتحادات الغرف والشركات السياحية في بعض الدول الأوروبية ودول شرق أسيا لاستقطاب السياح وكذلك دعوه خبراء الأمن لتقييم حاله الأمن والأمان في الشارع الأقصرى، وكذلك عقد المؤتمرات السياحية بالمدينة والتي أسفرت عن رفع معظم الدول عن حظر سفر رعاياها إلى الأقصر. ومع ذلك فإن نسبه الركود لا تزال في أعلى معدلاتها ويكفى أن نقول أن نسبه الإشغال في الفنادق الثابتة في الأسبوع الماضي تراوحت ما بين 18% و24% وفى الفنادق العائمة يبلغ متوسطها 29% وغالبتهم العظمى من المصريين بالرغم من أن المدينة في هذا التوقيت كان لا يوجد فيها سرير واحد شاغر حتى أن أصحاب الشركات كانوا يلجئون إلى البنسيونات والشقق المفروشة لحل مشاكل تسكين المجموعات السياحية. في البداية يقول أحمد إدريس عضو لجنة السياحة بمجلس الشعب أن الحكومة تسعى جاهدة لاستعادة التدفق السياحي إلى الأقصر باستغلال ما وهبنا الله من كنوز أثرية وإمكانات سياحية متفردة ، وأضاف بأن الأوساط السياحية بالمحافظة، تقدمت بورقة عمل لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، تضمنت مجموعة من المقترحات لاستعادة التدفقات السياحية، وخروج قطاع السياحة الثقافية بمصر من أزمته الراهنة. وتضمنت عدة مطالب من بينها المطالبة بوضع آلية لدعم شركات الطيران الخاص لتسيير رحلات طيران مباشرة بين أسواق العالم السياحية ، والمقاصد السياحية المصرية ، وذلك لمعالجة مشكلة عدم وجود خطوط لنقل السياح الراغبين في زيارة مصر، بعد الجهود التي بذلتها الشركات السياحية المصرية لاستعادة تدفقات السياح لمصر مجددا ، وخاصة إلى مقاصد السياحة الثقافية في القاهرةوالأقصروأسوان ، في ظل تجاهل شركة مصر للطيران لإعادة عدد من خطوط الطيران التي توقفت بعد أحداث يناير، وأضاف انه لا وجود للسياحة بدون طيران.
وأكد إدريس أن الحكومة نجحت في دعم القطاع السياحي قد انتهت من إعادة دعم البنية الأساسية بمعظم المحافظات السياحية وأعددنا برنامج لتأهيل العاملين بالقطاع السياحي من سائقي الحنطور والأجرة والعاملين في البازارات ليكونوا واجهه حضارية لمصر من أجل الاستقبال الأمثل للسائح لتشجيعه على العودة مرة ثانية فنحن شعب اكتسب خبرات كثيرة من تاريخه العميق في التعامل مع السائح فالأقصر عرفت السياحة قبل كثير من بلدان العالم وكل من زارها في الماضي كان هو أول من يروج لها. وأضاف أن الدولة أقامت شبكة طرق سياحية جديدة للربط بين مدن الأقصروأسوان ومرسى علم والغردقة ، بما يحقق تكاملا بين السياحة الثقافية والسياحة الشاطئية، وتقوم على رفع كفاءة السكك الحديدية وقطاراتها التي تنقل قرابة 40 % من حجم السياحة الوافدة للأقصر وأسوان. وعن الاستعدادات لإحياء أعياد الكريسماس ورأس السنة يقول إدريس أن العمل على قدم وساق في جميع فنادق الأقصر التي بها نسبة تشغيل حيث تزدان الفنادق بأشجار أعياد الميلاد ويحرص كل فندق على الاستعانة بفرق الفنون الشعبية والتنورة وبعضها بالباند الغربي من أجل إحياء تلك الليلة . ويقول مدير إحدى الشركات السياحية رفض ذكر اسمه أن الدولة يجب أن تتدخل بقوة لحل أزمات قطاع السياحة النيلية ، الناتجة عن التضارب بين وزارت ومؤسسات الدولة ، مما تسبب في إهدار استثمارات بمئات الملايين استخدمت في إقامة عشرات البواخر والفنادق السياحية العائمة ، والعمل على إصلاح المراسي السياحية بدءا من القاهرة وحتى أسوان ، لإحياء الرحلات النيلية الطويلة ذات الخمسة عشرة ليلة سياحية على متن البواخر والفنادق العائمة وأضاف من غير المعقول أن يكون عدد الرحلات السياحة النيلية في هذا التوقيت يتراوح مابين 40 و60 رحلة بما يعادل ربع عدد المراكب العاملة بين الأقصروأسوان ونحن في قمة الموسم السياحي ثم أين نحن من الرحلات الطويلة بين القاهرةوأسوان ومتى يتحقق لنا التسويق الجيد والدعاية الجيدة. ويقول علاء مدبولى مدير إحدى شركات البالون فى الواقع الركود السياحي يمثل حجر عثرة بالنسبة لنا بالرغم من أن الصعيد يمثل واحة الأمن والأمان وإننا بعيدون كل البعد عن الحوادث الإرهابية إلا أن نسب الإشغال سيئة للغاية، فبالرغم أننا نملك أنا وأشقائي 3 شركات للبالون ونملك ما يزيد عن 17 بالون إلا أن ما يتم طيرانه يقل عن نصف ما كنا نطيره العام الماضي رغم حالة الانحسار السياحي الذي كنا نعيش فيه أيضا وذلك لقلة عدد السياح من جهة، ومن جهة أخرى قرار القوات المسلحة بتحديد 4 رحلات يوميا في الشتاء لكل شركة و3 رحلات يوميا في الصيف. وبالنسبة لقطاع الآثار يقول أمين عماء مدير عام آثار الكرنك والأقصر أن آثار الأقصر جاهزة لاستقبال السياح حيث تم رفع درجة الاستعداد القصوى داخل المزارات وتم إلغاء الأجازات بين العاملين وإضافة عدد من المزارات السياحية الجديدة. أما سامح سعد رئيس شركة مصر للصوت والضوء والسينما،فقد التقى بعدد من ممثلي القطاع السياحي بالأقصر، حيث بحث عدد من المقترحات بشان تعديل بعض العروض، وإضافة عروض بلغات جديدة، بما يتناسب والمستجدات التي تشهدا الحركة السياحية الوافدة لمصر خاصة ونحن على أبواب الاحتفالات بأعياد الكريسماس ورأس السنة. وأعلن عن استعداد الشركة لتلبية كافة مطالب القطاع السياحي، وتقديم عروض تسويقية جديدة تساعد على جذب مزيد من السياح لمشاهدة عروض الصوت والضوء بمختلف المناطق الأثرية في الأقصروأسوانوالجيزة. وشدد على أنه بات من الضروري الاستجابة لمطالب القطاع السياحي، وإعادة النظر في جداول وخطط التشغيل الحالية، بما يتناسب والوضع الحالي، وما طرأ من تغيرات على السوق، من حيث نوعية السائح، وتغير الجنسيات التي بدأت تأتى إلى زيارة معالم مصر السياحية، والاستجابة لمتطلبات السائح. وأشار إلى أن يسعى لعقد عدد من جلسات الاستماع لمطالب الشركات السياحية، بما يساهم في زيادة أعداد الليالي السياحية، ويجذب مزيدا من السياح لمشاهدة العروض التي تقدمها الشركة. وكشف سامح سعد، عن أن الشركة، عانت من الخسارة لسنوات، بسبب تراجع أعداد السياح، وأن الشركة يعمل بها 472 من مهندسين وفنيين وعمال، في الأقصروأسوانوالجيزة، وان هناك خطة تشرف عليها ميرفت حطبه، رئيسة الشركة القابضة للسياحة والفنادق، وتهدف لتجاوز مرحلة الخسائر بالشركة، وتنويع أنماط الدخل عبر محاور عدة، بينها دخول سوق تنفيذ مشروعات الإضاءة للغير، مثل إضاءة المناطق التاريخية، والمدن الجديدة. وأن الشركة بصدد دراسة عرض من مستثمر رئيسي لتمويل إقامة عروض للصوت والضوء بمدينة الغردقة لأول مرة، وإحياء المشروع الهادف لتقديم عروض لسياح الغردقة والبحر الأحمر، تحكى تاريخ مصر ومعالمها الأثرية، وهو المشروع الذي طرح قبيل ثورة يناير المجيدة، وتعطل العمل به طوال تلك السنوات الماضية. وأن هناك مفاوضات مع بعض الجهات المانحة في الصين وفرنسا وألمانيا، لتطوير عروض الصوت والضوء الحالية بمنطقة أهرامات الجيزة، والكرنك، ومحافظة أسوان، باستخدام أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال. وانه تم إطلاق التشغيل التجريبي لتطبيق اليكتروني يستخدم عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، لتقديم بث مباشر للصوت والضوء بمنطقة أهرامات الجيزة، مجانا. وشدد "سعد" على أن العروض التي تقدمها الشركة، غير هادفة للربح، وأنها بمثابة رسالة ثقافية وحضارية وإنسانية تقدمها مصر لزوارها من سياح العالم. ويأمل محافظ الأقصر محمد سيد بدر أن يساهم موسم الأعياد ورأس السنة، في انتعاش قطاع السياحة الثقافية في المدينة وأعلن عن استعدادات المدينة للاحتفال بليلة رأس السنة بإعلان حالة الطوارئ بين المرافق الخدمية في المدينة – التي تضم بين جنباتها عشرات المعابد ومئات المقابر الأثرية لملوك وملكات ونبلاء وإشراف الفراعنة – ورفع مستوى المرافق والخدمات فى المزارات الأثرية والسياحية. وتزامن ذلك مع إعداد الفنادق العائمة والمنتجعات والمنشئات السياحية لحفلات ساهرة لروادها في ليلة رأس السنة ، وقيام أجهزة الشرطة بفرض تدابير أمنية مشددة لمتابعة الحالة الأمنية بالمحافظة على مدار 24 ساعة وتشديد الرقابة الأمنية على مداخل المدينة ومخارجها والقيام بحملات موسعة لتمشيط الجزر النيلية والمناطق الجبلية المتاخمة للمزارات الأثرية والسياحية، وتشديد التواجد الأمني في محيط مطار الأقصر الدولي والفنادق والمنتجعات السياحية وعلى الطرق السياحية.