قال الأثرى مدير آثار أبوسمبل حسام عبود، أنه تم إلغاء جميع الاحتفالات الفنية المقرر إقامتها على هامش مهرجان تعامد الشمس مساء اليوم السبت ، وصباح الاحد 22 أكتوبر، نظراً لحادث الواحات الإرهابى الذى وقع غادرا، يوم الجمعة بمنطقة الواحات البحرية، وأسفر عن استشهاد 17من رجال الشرطة وأكثر . وقال حسام عبود، مدير آثار معبد أبو سمبل، إن الاحتفالات التي كان من المتوقع اقامتها على هامش مهرجان تعامد الشمس مساء اليوم السبت وغدًا الأحد، تم الغاءها وذلك حدادا على أرواح شهداء مصر الأبرار من قوات الأمن . وأضاف حسام عبود ل "بوابة اخبار اليوم ، أن مهرجان أبو سمبل اتلغي واقتصر فقط على مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس. ووأشار حسام عبود انه تم فتح المعبد أمام الزائرين من المصريين والأجانب. و قدم "عبود"، تعازيه إلى الشعب المصري، فى شهداء الوطن الأبرار الذين يضحون بدمائهم الذكية لحماية واستقرار البلاد، وضد الإرهاب الغاشم . يحكي مدير آثار أبوسمبل حسام عبود ، عن قصة إنقاذ المعبد من الغرق عقب بدء العمل فى بناء السد العالى وقبل اكتمال بناءه عام 1964 وتكوين بحيرة خلفه، وتعالت النداءات الدولية لإنقاذ معابد أبوسمبل، وأطلقت منظمة اليونسكو فى الثامن من مارس 1960 دعوة لتتحد شعوب العالم لإنقاذ روائع من العقل البشرى فى معابد أبوسمبل من الغرق، ونقلها فى مأمن من أن تبتلعها مياه بحيرة ناصر، لافتاً إلى استجابة 51 دولة من دول العالم للمساهمة فى إنقاذ هذا التراث العالمى الفريد، وبلغت تكلفه إنقاذ معبدى أبوسمبل 36 مليون دولار أمريكى، واستمرت خلال الفترة من عام 1964 وحتى عام 1968، حيث تم تقطيع موقع المعبد كله إلى كتل كبيرة تصل إلى 30 طناً وفى المتوسط 20 طناً، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها فى موقع جديد على ارتفاع 65 متراً و200 متراً أعلى من مستوى النهر. أشار "عبود" ، أن الأیادى المصریة لها قصص كفاح عظيمة فى إنقاذ آثار أجدادنا القدماء، في عملية نقل معبدى أبوسمبل "رمسيس الثاني وزوجته نفارتارى" دون تغيير فى وضع بناء المعبد ومكانته التاريخية، لأن أعمال النقل كانت واحدة من أصعب عمليات نقل المبانى على مر التاريخ، فحاول المهندسون المعماريون والأثريون الحفاظ على الزوايا الهندسية وعلى ظاهرة تعامد الشمس دون أى أضرار أو تغييرات. وأكد "عبود" ، أن عملية نقل المعبد تمت على عدة مراحل في هي : المرحلة الأولى بإقامة سد عازل بين مياه النيل وبين المعبدين، وذلك لحماية المعبد من الغمر فى المياه التى ترتفع بسرعة والمرحلة الثانية كانت بتغطية واجهة المعابد بالرمال أثناء قطع الصخور. والمرحلة الثالثة فهي انتقال المهندسون بتقطيع كتل المعابد الحجرية ثم ترقيمها حتى يسهل تركيبها بعد النقل، ثم تم نقلها على مكان المعبد الجديد والذى يبعد عن المكان القديم بحوالى 120 متراً وعلى ارتفاع 60 مترًا عما كان عليه سابقاً، وبعد نقل جميع الأحجار من موقعها القديم . تم البدء فى المرحلة الرابعة بتركيبها مرة أخرى بداية من قدس الأقداس أى آخر جزء بالمعابد من الداخل وحتى البوابة الخارجية، كما تم بناء قباب خرسانية تحت صخور الجبل الصناعى وفوق المعبدين لتخفيف حمل صخور الجبل على المعبدين، وبذلك تم نقل معابد أبو سمبل بنجاح ليصبح أحد أكبر مشاريع القرن الماضى لضخامته والدقة التى تطلب تنفيذها للحفاظ على تعامد الشمس. وأوضح "عبود"، أن بالنسبة للاحتفالية التعامد تقتصر فقط علي لحظة التعامد فهي تخليدا لذكرى اكتشاف المعبد عام 1817 ، بعد أن هجرت المعابد وبالتالى أصبحت مغطاة بالرمال، وكانت الرمال تغطى تماثيل المعبد الرئيسى حتى الركبتين، وكان المعبد منسياً حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى جى ألبورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث بورخاردت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفانى بيلونزى، الذين سافروا معا إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزى فى 1817، ولكن هذه المرة نجح فى محاولته لدخول المجمع.