البداية كانت عندما عثرت إلهام الكومي على مسن ممددًا على الرصيف في حالة إعياء شديدة، فأخذته إلى المستشفى الذي قضى فيها عدة أيام حتى تماثل للشفاء، وعندما حان موعد خروجه اكتشفت أن العجوز بلا مأوى، ولا يحمل أوراقًا تدل على محل إقامته، فما كان منها إلا أن اصطحبته إلى دار مسنين، وتكفلت بمصاريفه التي وصلت ل6 آلاف جنيه شهريًا، وبعد عثورها على حالات أخرى تتطلب نفس العناية انضم إليها محمود وحيد، وخيرات البنا، ووجد ثلاثتهم أن الحل في استئجار شقتين، واحدة للرجال والأخرى للسيدات، توفيرًا للنفقات فضلًا عن العمل بدأب على تجهيز دار للمسنين المشردين في مدينة نصر بالجهود الذاتية بعد أن انضم إليهم أشخاص آخرون. محمد سامي، 31 سنة، أحد أعضاء المجموعة، يقول: "انضممت للمجموعة بعد مشاهدة فيديو لمحمود وهو ينظف رجلاً مسنًا على الرصيف، ويحلق له شعره وذقنه الكثيفة، ويساعده على ارتداء ملابس جيدة، فانبهرت بالفكرة وقررت المشاركة فيها"، مضيفًا: "نتفاعل كأعضاء عن طريق "واتس آب"، حيث يرسل أحدنا صورة أحد الأشخاص ويحدد لنا المنطقة التي يتواجد بها لنذهب إليها سريعًا، وكانت أول حالة لي عم محمد، وعندما وجدته قلت له: "لدينا منزل نظيف وجميل تيجي معايا؟"، فردد خلفي كالأطفال: "آه تيجي معايا". أضاف: "تتكون مجموعتنا من 6 أفراد أساسيين إضافة للمتطوعين، وترسل لنا الكنيسة شبابًا يشاركوننا في العمل الخيري، ولدينا حتى الآن 40 حالة؛ منهم من عاد لأهله، ومنهم من رغب في العودة للشارع ورفض الاستقرار بدار المسنين، كالسيدة التي ألحت على عودتها لميدان التحرير، وأوصتني بزيارتها، وأخرى في ميدان روكسي". تابع: "نحن نرى العذاب بأعيننا في محاولاتنا لإدخال أحدهم لأي مستشفى لتلقي العلاج فليس من السهل أبداً إدخال شخص من المشردين ممن لا يمتلكون بطاقات شخصية فرفضتهم مستشفيات الشرطة والحكومة وحتى المستشفى الخاص، ولا يوجد من يقبلهم سوى الدكتور محمد ندا بمستشفى أم المصريين فيقوم بإدخالهم على مسئوليته الشخصية". محمد أكد أنه بالفعل بدأ الكثير يتواصل معهم من الصعيد وأسوان وكل المحافظات ليشاركوا معهم في هذا العمل، وقال: "على الدولة أن تدعمنا فعلى سبيل المثال تخصص بكل محافظة مكان لاستقبال المشردين".