التقى فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب ، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين - الثلاثاء 24 مايو - الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بقصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس ، وسط استقبال وترحيب كبير رسمي وشعبي. أكد فضيلة الإمام الأكبر ، خلال اللقاء ، أن العلاقات بين مصر وفرنسا قديمة ومتنوعة ، موضحا أن الأزهر الشريف يقدر مواقف فرنسا في دعم القضية الفلسطينية ، كما يقدر مواقف الرئيس الفرنسي في التفرقة دائما بين الإسلام كدين سلام وبين الإرهاب . وشدد فضيلته على عصمة الدماء في الإسلام سواء بالنسبة للمسلمين أو غير المسلمين ، مؤكدا أن التصدي للإرهاب هو واجب الجميع ، وأن الأزهر الشريف مستعد لمساعدة فرنسا في التصدي للإرهاب ، معربا عن تقدير فضيلته للدور الفرنسي في مواجهة الإرهاب . وأوضح الإمام الأكبر أن محاربة الفكر المتطرف تحتاج إلى نظرة شاملة يتعاون فيها الجميع ، مع ضرورة إدراك أهمية إعطاء مساحة أكبر من الاهتمام لفئة الشباب وبذل المزيد من الجهد لتوعيتهم بمخاطر التطرف والإرهاب . وأضاف فضيلته أن الأزهر الشريف حريص على التواصل المستمر مع كافة الثقافات والحضارات بهدف نشر الوسطية والسلام والتعايش المشترك ونبذ العنف والإرهاب ، موضحا أن الأزهر الشريف لديه مركزا ثقافيا فرنسيا في جامعة الأزهر لتدريس الطلاب اللغة الفرنسية حرصا من الأزهر على الانفتاح على الثقافة الفرنسية وغيرها من الثقافات . من جانبه ، رحب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بفضيلة الإمام الأكبر ، معربا عن تقديره وأعضاء حكومته للجهود التي يبذلها فضيلة الإمام في محاربة الإرهاب ونشر الوسطية والتسامح والسلام ، مضيفا : "نحن ندرك جيدا عراقة الأزهر الشريف ، كما نقدر الإرادة القوية التي تتمتع بها هذه المؤسسة من أجل نشر صحيح الدين" . وأعرب أولاند عن شكره وامتنانه والشعب الفرنسي للزيارة التي قام بها فضيلة الإمام الأكبر إلى مسرح الباتاكلان بالعاصمة الفرنسية باريس والذي تعرض لهجوم إرهابي في شهر نوفمبر الماضي وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا ، مؤكدا أن هذا الموقف الإنساني الكبير يعبر عن جرأة وإصرار على مواجهة التطرف والإرهاب . كما قدم الرئيس الفرنسي الشكر لفضيلة الإمام الأكبر على الخطاب العالمي الذي وجهه فضيلته للشعوب الأوروبية والمسلمين في جميع أنحاء العالم ، مؤكدا أن من شأن هذا الخطاب أن يسهم في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام ، لافتا إلى أن بلاده تعمل على أن يعيش المسلمين في فرنسا بحرية وكرامة ، حيث قامت بتأسيس المجلس الفرنسي للجالية المسلمة ومنتدى للحوار بهدف إقامة علاقات مع كافة المؤسسات التي تمثل المسلمين الفرنسيين . وأكد الرئيس الفرنسي رغبة بلاده في التعاون مع الأزهر الشريف في تدريب الأئمة والدعاة بما يسمح بتبادل التجارب والخبرات التي يمتلكها علماء الأزهر الشريف في مكافحة التطرف والإرهاب ، موضحا أنه يمكن أن يمتد ذلك ليشمل التعاون في إعداد أبحاث ودراسات مشتركة وكذلك تخصيص منح لعدد من طلاب الأزهر لتحقيق نوع من التواصل وتبادل الخبرات ، قائلا: "إننا نعلم مدى انفتاح فضيلتكم على الثقافة الفرنسية" . وشدد أولاند على ضرورة إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية ، موضحا أن بلاده أطلقت مبادرة لإيجاد حل لهذه القضية ، وأن فرنسا لها علاقات خاصة جدا مع مصر التي تعد من أهم الدول المحورية الهامة في منطقة الشرق الأوسط . وفي نهاية اللقاء ، قال الرئيس الفرنسي إنه لابد من بذل كل الجهود وتعزيز جميع الوسائل التي من شأنها نشر ثقافة الحوار بين الأديان في فرنسا ، مؤكدا أنه يدرك ضرورة وأهمية ذلك الأمر خاصة في الوقت الحالي الذي يشهد العالم فيه العديد من التحديات . وأعرب أولاند عن أهمية لقاء القمة الذي جمع بين فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان أمس في العاصمة الإيطالية روما ، مؤكدا أنه جاء في توقيت هام للغاية للتأكيد على أهمية تعزيز الحوار بين الأديان والعيش المشترك ، معربا عن تقديره الشخصي لفضيلة الإمام على هذه الخطوة المهمة من أجل حياة أفضل للبشرية جمعاء . حضر اللقاء من الجانب الفرنسي وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إرو، ووزير الداخلية بيرنار كازنوف ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية ، ومن الأزهر الشريف د. حمدي زقزوق ، رئيس مركز الحوار بالأزهر ، مستشار شيخ الأزهر محمد عبد السلام، كما حضر اللقاء أيضا سفير مصر بفرنسا السفير إيهاب بدوي.